طالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان الكونجرس الأمريكي بإسقاط قرار مذابح الأرمن كلية فيما حذر السلطات الكردية بشمال العراق والحكومة المركزية من أن بلاده ستنزل بهم عقوبات اقتصادية إن لم يقوموا بتطهير شمال العراق من عناصر حزب العمال الكردستاني المحظور. وقال إردوغان -في لقاء عقده الاثنين بنادي الصحافة الوطني بواشنطن بعد لقائه بالرئيس جورج بوش في البيت الأبيض - إن قضيتي حزب العمال الكردستانى ومذابح الأرمن التي أقرت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب اعتبارها إبادة جماعية هما من أهم القضايا على أجندة العلاقات التركية الأمريكية ، مشيرا الى أن طرح القرار على مجلس النواب للتصويت على اعتبار ماوصفه بعمليات ترحيل للأرمن عام 1915 بمثابة إبادة جماعية هو أمر غير مقبول بالنسبة لأنقرة مطالبا الكونجرس بإسقاط هذا المشروع تماما من على جدول أعماله وإغلاق ملفه كلية. وأقر رئيس الوزراء التركى بأن علاقات بلاده بفرنسا تشهد بعض الصعوبات في الوقت الحالي بسبب إقرار فرنسا لمشروع قانون يعتبر مذابح الأرمن إبادة جماعية ، وانتقد تساهل السلطات الفرنسية مع أحد الإرهابيين التابعين لحزب العمال الكردستاني أثناء محاكمته مما أدى إلى هروبه للنمسا ومن هناك إلى العراق وقال أن تركيا تعتبر هذا خطأ لايغتفر من قبل بلدين عصوين في الاتحاد الأوروبي. وشكا رئيس الوزراء التركي من أن بلاده لاتجد الدعم الدولي الذي تستحقه في محاربة إرهاب حزب العمال الكردستاني الذي قال أنه يتمركز في شمال العراق ويوجه أكبر ضربة للسلام والاستقرار في المنطقة. وأضاف أن بلاده تركز في هذه الحرب على تفكيك معسكرات حزب العمال وقطع خطوط إمداده والإمساك بقياداته مشيرا إلى أن هذه العناصر تقوم أيضا بتهريب الأسلحة والمخدرات والاتجار في البشر والابتزاز وقال أنه لهذا فإن على من يعارض الإرهاب حقيقة أن ينضم إلى تركيا. وردا على سؤال عما يتعين عمله لإقناع تركيا بسحب نحو 100 ألف جندي حشدتهم بالقرب من الحدود العراقية الشمالية ، قال إردوغان "أنه ليس من حق أي جهة أن تحدد كيفية أو نطاق تحرك القوات التركية داخل الأراضي التركية". وأكد أن بلاده ستنشر قواتها حيثما شاءت على أراضيها موضحا أن المستهدف هو حزب العمال الكردستاني وقال أن هناك 75 نائبا كرديا في البرلمان التركي تابعين لحزب إردوغان السياسي وأن هؤلاء هم الممثلون الشرعيون لأكراد تركيا وليس حزب العمال. وأعرب إردوغان عن دهشته من الانتكاسة التي تشهدها هذه الأيام العلاقات بين تركيا وبين الحزب الكردستاني الديمقراطي والاتحاد الوطني لكردستان اللذان يحكمان شمال العراق مذكرا بأن بلاده كانت تأوي وتحمي نحو 600 ألف مقاتل من عناصر البشمرجة الكردية اللذين فروا من اضطهاد صدام. وقال أنه كان في ذلك الوقت مديرا سياسيا لحزبه وأنه يتذكر أنه كان يرسل شاحنات محملة بالأغذية والأدوية والملابس وغيرها لهؤلاء الناس الذين استضافتهم بلاده في الجنوب الشرقي منها لحمايتهم وأضاف أن سوريا وإيران يواجهان مشاكل مماثلة من ناحية حزب العمال الكردستاني وأنهما عازمتان على مكافحة هذه الهجمات من هذه العناصر. وكان الرئيس بوش قد طلب الاثنين من إردوغان عدم غزو شمال العراق وتعهد بمساعدة أنقرة في حربها على حزب العمال من خلال تقاسم المعلومات الاستخباراتية وقطع خطوط الدعم المالي عنهم وتعقبهم بالوسائل التكنولوجية وتقديم هذه المعلومات بشكل فوري لتركيا ووصف بوش حزب العمال الكردستاني بأنه "منظمة إرهابية وعدو مشترك" للولايات المتحدة وتركيا.