حالة التوتر بين إسرائيل وسوريا حول هضبة الجولان المحتلة في تصاعد مستمر وازدادت في الآونة الأخيرة ووصلت إلي ذروتها في شهر يوليو الماضي وفي الأسابيع الأولي من أغسطس, حيث كان كل طرف في حالة استنفار ويستعد لنشوب حرب فجائية خاصة حينما نقلت مصادر روسية رسالة إلي السوريين مفادها أن إسرائيل تعتزم شن هجوم عسكري ضدهم وسبق ذلك أيضا توتر الأجواء عندما أعلن الرئيس السوري بشار الأسد مع نهاية حرب لبنان الثانية انه إذا لم تستعد سوريا هضبة الجولان بالطرق السلمية فإن البديل هو الحرب. في نهاية شهر أغسطس الماضي ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن روسيا تعتزم نشر صواريخ أرض جو باليستية في سوريا للدفاع عن القاعدة العسكرية البحرية التي تقوم ببنائها في منطقة ميناء طرطوس السوري لاستقبال السفن الحربية الروسية الجنرال عاموس جلعاد رئيس الإدارة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية قال أن الدور الذي تلعبه روسيا خلف الكواليس كان له تأثير سلبي للغاية وأوجد حالة من التوتر بين دمشق وتل أبيب. وكشف لصحيفة معاريف أن إسرائيل طلبت من روسيا التوقف عن لعب هذا الدور خاصة بعدما تردد في وسائل الإعلام الإسرائيلية أن هناك خبراء روس في دمشق يعملون بشكل جدي علي بناء الجيش السوري وبدأت الصحف الإسرائيلية تردد مقولة الروس قادمون لكن الأخطر من كل ذلك هو ماحدث في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر الحالي حينما انتهك الطيران الحربي الإسرائيلي الأجواء السورية وما نشر عن احتمال تورط الجيش التركي في تسهيل مهمة الطائرات الإسرائيلية وإقلاع هذه الطائرات من قاعدة قونيا الجوية بوسط تركيا وعن رد الفعل السوري المتوقع تقول صحيفة هاآرتس الإسرائيلية إن سوريا سوف تجد صعوبة في كبح جماح نفسها أو التحلي بالصبر خاصة بعد أن سخرت من الدول العربية بعد حرب لبنان الثانية بين إسرائيل وحزب الله. المحلل الإسرائيلي عاموس هارئيل يقول إن هذا لايعني أن الحرب علي الأبواب, ويبدو أن شهر سبتمبر يأتي دائما حافلا بالأحداث الدرامية التي تعيد تشكيل الواقع الإقليمي ففي سبتمبر عام1997 وقعت المحاولة الفاشلة من جانب الموساد لاغتيال مسئول حركة حماس خالد مشعل وهو الأمر الذي أدي إلي حدوث أزمة في العلاقات الإسرائيلية الأردنية وإطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين من السجن وزيادة قوة حماس. وفي سبتمبر2000 توجه عضو الكنيست آنذاك آرييل شارون إلي ساحة المسجد الأقصي, الأمر الذي أدي إلي اندلاع الانتفاضة الثانية وتوقف مسيرة السلام مع الفلسطينيين لسنوات طويلة. أما المرة الثالثة ففي السادس من سبتمبر الحالي حينما وقع الحادث الغامض بإنتهاك المجال الجوي السوري ورغم الصمت المطبق من جانب المسئولين الإسرائيليين, فإن تخمينات وسائل الإعلام هناك لم تتوقف صحيفة هاآرتس تقول نقلا عن خبير أمريكي في شئون الشرق الأوسط صرح لصحيفة واشنطن بوست أن هدف الهجوم الجوي الإسرائيلي علي شمال سوريا كان علي مايبدو لتدمير منشأة وصفت بأنها مركز أبحاث زراعية, وأن إسرائيل كانت تراقب النشاط في هذه المنشآت التي يعتقد أنها كانت مخصصة لتخصيب اليورانيوم, وأن الطيارين الذين نفذوا المهمة تلقوا تفاصيل العملية وأوامر الهجوم أثناء تحليقهم في الجو إمعانا في السرية. الصحف الإسرائيلية التي نقلت عن صحيفة واشنطن بوست تدعي أن عمليات سلاح الطيران الإسرائيلي في أجواء سوريا لها علاقة بشحنة وصلت قبل العمليات الجوية بثلاثة أيام قادمة من كوريا الشمالية وأن السفينة التي وصلت بالشحنة كتبت في أوراقها أنها تحمل أسمنت وهذه التقديرات في إسرائيل كما تقول هاآرتس كانت أن السفينة تحمل تجهيزات نووية وأنها وصلت إلي سوريا يوم3 سبتمبر وبعدها بثلاثة أيام أعلنت دمشق أنها أطلقت المضادات الأرضية في اتجاه طائرة إسرائيلية اخترقت مجالها الجوي في إسرائيل يعتقدون انه كلما مر الوقت تقل فرصة قيام سوريا بشن حرب لاستعادة هضبة الجولان, وفي الجيش الإسرائيلي يقولون إنها أي سوريا سوف تضطر في نهاية الأمر إلي شن حرب ضد إسرائيل ومن مكان غير متوقع. وعملية اختراق المجال الجوي هذه حظيت بترحيب كبير من جانب العديد من المحللين والمعلقين في إسرائيل, الكاتب السياسي دورون روزنبلوم قال إن هذه العملية تبشربنهج جديد للقيادة الإسرائيلية يذكر بأمجاد الماضي بعد الفشل في حرب لبنان الثانية أمام حزب الله.