البابا شنودة الثالث شخصية مصرية وعالمية ذات مكانة كبيرة، وهو يشغل بطريرك الكرازة المرقسية وسائر أفريقيا وبلاد المهجر والسودان والخمس مُدن الغربية، وهو رجل دين بارز شجاع صلب عميق هادئ متسامح، يشهد على ذلك حصوله على ثلاثة جوائز عالمية للحوار والتسامح الدينى وحقوق الإنسان، جائزة اليونسكو للحوار والتسامح الدينى، جائزة الأممالمتحدة للتسامح الدينى، وجائزة القذافى لحقوق الإنسان . يملك البابا شنودة حساً وطنياً رفيعاً ويُجسد الوطنية المصرية فى أوضح وأنقى صورها وصاحب المقولة الشهيرة "مصر وطن يعيش فينا وليس وطن نعيش فيه"، وعلى الصعيد الإقليمى يهتم بمشاكل وقضايا الإنسان العربى حتى أطلق عليه "بابا العرب"، وعالمياً ترأس مجلس الكنائس العالمى عن منطقة الشرق الأوسط لأكثر من مرة، وحصل على العديد من درجة الدكتوراة الفخرية من جامعات غربية، وكان يستقبل بحفاوة دائماً فى العديد من المُدن الأوربية والأمريكية، وأهديت إليه مفاتيح لهذه المُدن، وبعضها أطلق "يوم البابا شنودة" على يوم زيارته للمدينة . البابا شنودة يعتبر شخصية فذة فى تاريخ بطاركة الإسكندرية، فهو مُثقف كبير وشاعر موهوب وسياسى مُحنك له حضوره المُتميز فى المحافل الثقافية والسياسية ورجل دين سلس واضح الرؤية، ألف أكثر من مائة كتاب دينى . بدأ البابا شنودة الثالث منهجاً جديداً خاصاً من العمل الروحى فى شتى المجالات والعمل الكنسى لخدمة الشعب القبطى, وقد أخذ منه جهداً شاقاً إلا أنه قد تعود وتمرس فى الخدمة على مثل هذا العمل الروحى الشاق منذ شبابه, وقد لوحظ أن الذين حوله كانوا لا يستطيعون ملاحقة قداسته فى العمل حيث أن ذهنه الحاضر وعبقريته قد أهلته لأن يكون شعلة تحترق من أجل خدمة الأقباط , وفى بعض الأحيان كراهب متمرن لم يعط راحة لجسده ولا لأجفانه نعاساً حتى يضع اللمسات الأخيرة فى أهتماماته بشعبه ليريحهم فى الوقت الذين يذهب مساعديه ليأخذون راحه، بينماهو يستمر فى سهر وأتعاب وصلوات . ولد البابا شنودة الثالث فى 3 أغسطس 1923 بقرية سلام بمحافظة أسيوط ، باسم " نظير جيد روفائيل " ... - التحق بجامعة فؤاد الأول "القاهرة حالياً"، فى قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعونى والإسلامى والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947. - وفى السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية، وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليركية عمل مدرساً للغة العربية ومدرساً للغة الإنجليزية. - حضر فصولاً مسائية فى كلية اللاهوت القبطى، وكان تلميذاً وأستاذاً فى نفس الكلية فى نفس الوقت . - كان يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية، ولقد كان ولعدة سنوات محرراً ثم رئيساً للتحرير قى مجلة مدارس الأحد وفى الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا فى علم الآثار القديمة . - كان من الأشخاص النشيطين فى الكنيسة وكان خادماً فى مدارس الأحد . - ثم ضابطاً برتبة ملازم بالجيش . - رُسم راهباً باسم (انطونيوس السريانى) فى 18 يوليو 1954، وقد قال قداسته إنه وجد فى الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء، ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة فى مغارة تبعد حوالى 7 أميال عن مبنى الدير مُكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة . - وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قساً . - أمضى 10 سنوات فى الدير دون أن يُغادره . - عمل سكرتيراً خاصاً لقداسة البابا كيرلس السادس فى عام 1959. - رُسم أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحى وعميد الكلية الاكليريكية، وذلك فى 30 سبتمبر 1962. - وعندما تنيَّح قداسة البابا كيرلس فى الثلاثاء 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد فى الأربعاء 13 أكتوبر، ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسى البابوية فى الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة فى 14 نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) فى تاريخ البطاركة . - فى عهد قداسته تمت سيامة " تنصيب " أكثر من 100 أسقف " رتبة كهنوتية " وأسقف عام، بما فى ذلك أول أسقف للشباب، أكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة " خدام فى الكنيسة " فى القاهرةوالإسكندرية وكنائس المهجر. - أولى قداسته اهتماماً خاصاً لخدمة المرأة فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية . - بالرغم من مسئولياته العديدة والمتنوعة إلا انه يحاول دائماً قضاء ثلاثة أيام أسبوعياً فى الدير، وحب قداسته لحياة الرهبنة أدى إلى انتعاشها فى الكنيسة القبطية، حيث تم فى عهده سيامة المئات من الرهبان والراهبات .. وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج جمهورية مصر العربية وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التى إندثرت . - فى عهده زادت الإيبارشيات " تقسيم إدراى لمتابعة خدمة الكنائس " كما تم إنشاء عدد كبير من الكنائس سواء داخل او خارج جمهورية مصر العربية .