نقلا عن جريدة الجمهورية17/9/07 جاء تعديل المادة الأولي من الدستور لتركز علي أن مصر دولة نظامها ديمقراطي يقوم علي أساس المواطنة. لتعطي مفهوماً جديداً للحياة السياسة وهو أن الديمقراطية لن تتحقق إلا عندما يحصل المصريون علي حقوقهم أيا كانت هذه الحقوق. هذه الصفحة تقدم نماذج للمواطنة السلبية والإيجابية سعيا وراء مصر جديدة تتكافل وتحترم آدمية الإنسان بغض النظر عن فقره أو غناه أوديانته. تصريحات وردية لم تتوقف حول الحكومة الإلكترونية وتيسير الإجراءات والقضاء علي الروتين في علي أعتاب المصالح الحكومية والأحياء وأجهزة الحكم المحلي التي ستقدم خدماتها للمواطنين البسطاء في دقائق معدودة في ظل البرنامج الإلكتروني الجديد. كالعادة كان كلام المسئولين في واد والواقع الذي يعيشه الناس في واد آخر.. فالإحباط والمعاناة بسبب تعنت الموظفين الذين يتفننون في "تعذيب" المواطنين من أجل استخراج تصريح أو ترخيص ومازالوا يعملون بنظام "فوت علينا بكرة ياسيد" لا يمكن أن يكذب أو يتجمل وعلاجه لن يتم بمجرد وعود أو تصريحات. سطور هذا التحقيق كانت "بين الناس" ترصد الواقع عن قرب داخل مقار الأحياء المختلفة. فوت بكرة: محمد الليثي- محام من المعادي- يقول: رغم تأكيدات رئيس الحي بأن هناك مقراً تم تخصيصة بالحي للخدمات المتطورة في ظل الحكومة الالكترونية ويتم فيه انهاء جميع مصالح وطلبات المواطنين في دقائق من خلال قاعة واحدة مزودة بأحدث الأجهزة والحاسب الآلي. المفاجأة- والكلام مازال له- أنه عندما تذهب إلي الحي لكي تستخرج أي شهادة أو بطاقة ضريبية تظل أكثر من شهر تتردد علي الموظفين.. ومازال نظام "فوت علينا بكره ياسيد" هو سيد الموقف!! أكد أنه تقدم بشكوي للحي بعد قيام أحد جيرانه باستخدام المنطقة الموجودة بين العقارين والمخصصة كحديقة في أغراض خاصة.. إلا أن رئيس قسم الادارة الهندسية لم يحرك ساكنا منذ أكثر من شهرين!!. وهو يضرب كفًا بكف أوضح نبيل محمد "موظف" أنه توجه إلي مقر الحي لاستخراج بطاقة ضريبية للمحل الذي قام باستئجاره بالمعادي.. وكان متفائلاً في البداية بعد ما سمعه عن ادخال نظام الخدمات المتطورة من خلال برنامج الحكومة الإلكترونية في حي المعادي مما يساعده علي إنهاء الإجراءات في عدة دقائق.. إلا أنه فوجيء بأن الموظفين الموجودين بالمركز يتمتعون بلامبالاة شديدة وردوا قائلين: ورقك تحت البحث وعليك أن تنتظر فترة ومن وقتها وأنا انتظر حتي الآن لأكثر من 20 يومًا بلا جدوي!! تركنا الرخصة: أشارت مروة علي "طالبة" إلي أن والدتها مسنة ولا تستطيع الحركة لذا جاءت إلي الحي بالنيابة عنها عندما طلبوا منها بعض الأوراق والمستندات لتجديد رخصة المحل الذي نتعيش منه بعد وفاة والدي لكننا فوجئنا بأن الحي يضع أمامنا العراقيل والصعوبات التي تؤجل إنهاء إجراءاتنا يومًا بعد يوم حتي اننا تركنا الرخصة بدون استخراج حتي الآن!! لم يختلف الحال كثيرًا في شمال القاهرة فالروتين وتعنت الموظفين هو السمة الغالبة علي التعامل مع المواطنين. أكد محمد الرشيدي "رجل أعمال" أنه ذهب إلي حي شبرا لكي يجدد رخصة منزله لتوصيل عداد مياه لشقة جديدة بداخله.. لكنه ظل أكثر من شهرين يتردد يوميًا علي الموظفين. والعبارة الثابتة التي يسمعها منهم أن هذه إجراءات قانونية لابد منها!! حافظة الأوراق: علامات الغضب تكسو وجهه صاح عصام السيد من شباب الخريجين قائلاً "حرام.. موظفو حي شبر.. خلوني أخرج من هدومي" بعد أن أصابوني بالإحباط واليأس فقد فقدت حافظة أوراقي ومستنداتي منذ أيام وكان بها عدد من الرخص والتصاريح الخاصة بالعقار الذي أملكه وعقود المحلات التي قمت بتأجيرها فيه منذ شهور.. ولما حاولت أن استخرج من الرخص والتصاريح "بدل فاقد" رأيت "النجوم في عز الظهر" بسبب الموظفين الذين يتعمدون تأجيل مصالح المواطنين!! القطط السمان: طالب محمد عبدالصمد- محام من روض الفرج بضرورة إعادة النظر في نظام العمل داخل الأحياء وأجهزة الحكم المحلي المليئة بالروتين والتعقيدات علي يد عدد كبير من الموظفين تضخموا وأصبحوا "كالقطط السمان" مشيرا إلي أنه تعرض أكثر من مرة إلي ظلم واضح بسبب تعمد الموظفين بحي روض الفرج تأخير استخراج تصريح له بتوصيل الكهرباء إلي عقاره ضاربين باللوائح والقوانين عرض الحائط!!