أعلنت مصادر صينية مطلعة أن بكين ستطلق هذا الأسبوع مسباراً فضائياًَ مخصصاً لدراسة القمر، في خطوة تهدف إلى تأكيد قدراتها المالية والتكنولوجية، وتثبيت أقدامها على قائمة الدول المتقدمة التي دخلت قبل عقود مجال غزو الفضاء. وتأتي الخطوة الصينية بعد أسابيع من قيام اليابان بإرسال مسبار مشابه، في إطار برنامج كبير لدراسة القمر، وبالتزامن مع إعلان الهند أنها ستدخل بدورها النادي الفضائي في أبريل المقبل مع رحلة مخصصة أيضاً لمراقبة الشقيق الصغير للأرض، مما يؤشر إلى وجود سباق فضائي آسيوي محموم. وذكر لي غيو بينغ، الناطق باسم وكالة الفضاء الصينية، أن الفترة الزمنية الأنسب لإطلاق المسبار الذي سيحمل اسم "تشانغي 1"ستكون ما بين الأربعاء والجمعة. وأضاف غيو بينغ، "الدوران حول القمر سيكون مشروعاً متقدماً وعالي التقنية بالنسبة لنا، وهو يقوم على برنامج تم تطويره ذاتياً في الصين، وسيشكل الأسس التكنولوجية التي ستقوم عليها برامج استكشاف الفضاء الصينية،" .مشيرا إلى أن الاختبارات النهائية السابقة للإطلاق قد انتهت وأظهرت سلامة وجهوزية المسبار والصاروخ الذي يحمله لأداء مهمتهما. ويحمل المسبار "تشانغي 1" اسم آلهة صينية أسطورية، تروي المعتقدات الشعبية أنها طارت إلى القمر، فيما يحمل الصاروخ الدافع اسم "لونج مارش A" أي "المسيرة الطويلة" وذلك تخليداً لذكرى الرحلة التي قام بها مؤسس النظام الشيوعي الصيني ماو تسي تونغ مع مقاتليه قبل تولي السلطة. ومن المتوقع أن يدخل القمر الصناعي المدار الانتقالي بين الأرض والقمر يوم 31 اكتوبر، ويصل إلى مدار القمر في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.وسيلتقط القمر الصناعي أول صورة للقمر في أواخر الشهر المقبل، ثم يواصل حملة الاستكشاف العلمي لمدة عام بهدف تحليل المكونات الكيميائية والمعدنية لسطح الكوكب وغباره والتقاط صور مجسمة عبر كاميرات خاصة وأجهزة مسح تعمل بأشعة أكس. يشار إلى أن وكالة استكشاف الفضاء اليابانية "جافكس" كانت قد أعلنت في الخامس من الشهر الجاري أن المسبار الفضائي "سيلسين" الذي أطلقته في 14 سبتمبر الماضي قد بلغ المدار المحدد له بنجاح فوق القمر، مما يجعله أول إنجاز ياباني وآسيوي على هذا الصعيد. وقالت الوكالة إن المسبار، الذي غادر الأرض من قاعدة تانيغاشيما، بلغ مداره الخميس على ارتفاع 100 كيلومتر من سطح القمر ، وتقول اليابان إن مهمة "سيلسين" هي أكبر مهمة باتجاه القمر منذ برنامج "أبولو" الأمريكي، وقد غادر المسبار غلاف الأرض الجوي باستخدام صاروخ H-2A الذي يعتبر مفخرة البرنامج الفضائي الياباني. وجاء إطلاق المسبار "سيلين،" الذين بلغت تكلفته 279 مليون دولار بتأخير أربعة أعوام عن الموعد المحدد مسبقاً، شهد خلالها البرنامج الفضائي الياباني الكثير من العقبات، حيث تأجيل موعد إطلاق المسبار LUNAR- A الذي كان مقرراً عام 2004 لعدة مرات بسبب مشاكل تقنية.