بالرغم من تسجيل البورصة خسائر للأسبوع الرابع على التوالي بنهاية الأسبوع الأول من سبتمبر 2013 الا ان المصريين مروا بنجاح من اختبار لثقتهم بالسوق مع استهداف عمل ارهابي لموكب وزير الداخلية.. وبقيت الازمة السورية مقيدة لحركة البورصة وان بقيت في خلفية المشهد. وعلى صعيد حركة مؤشرات السوق القياسية، انخفض المؤشر الرئيسي "أى جى أكس 30"، الذى يقيس أداء انشط 30 شركة مقيدة، بنسبة 1.86% ليصل إلى مستوي 5169.89 نقطة. وفقد "ايجي اكس 70" الذي يغلب على تكوينه الأسهم الصغيرة والمتوسطة 0.07% ليصل إلى مستوي 441.18 نقطة، اما المؤشر الأوسع نطاقاً "أى جى أكس 100" هبط بنحو 0.36% مسجلا 744.2 نقطة. وخسر رأس المال السوقي للأسهم المقيدة نحو 2.4 مليار جنيه مسجلا 352.3 مليار جنيه مقابل 354.7 مليار جنيه بنهاية تعاملات الأسبوع الاسبق. التعامل مع الاحداث وقال وائل عنبة رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لمجموعة ادارة محافظ مالية لموقع اخبار مصر www.egynews.net ان تعامل المستثمرين المصريين مع نبأ تنفيذ محاولة فاشلة لاغتيال وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم تعكس نضج ووعي استثماري واستفادة من الخبرات السابقة في التعامل مع الازمات. واضاف ان الفترة السابقة شهدت عدة ازمات سياسية وامنية ورأى المستثمر المحلي ان الازمات تعبر وتنتهي واذا قام ببيع ما بحوذته من اسهم باسعار متدنية للخروج من السوق فانه يعود عقب هدوء الساحة ويشتريها من جديد باسعار اعلى. وخلال جلسة الخميس، نجح المؤشر الرئيسي في تجاوز مستوي مقاومة مهم عند 5200 نقطة فى التعاملات الصباحية إلا ان مبيعات الاجانب اثر الاعلان الحادث اعادت المؤشر الى الهبوط مرة أخري. وذكر عنبة ان البورصة المصرية شهدت خلال الاسبوع ضعف واضح للقوى البيعية وبدء ظهور قوى شرائية خاصة من جانب المؤسسات. المكسب القريب ومن ضمن الامور الضاغطة على البورصة، قال الدكتور مصطفى بدره المحلل المالي ان المتعاملين وان افتقدوا الذعر في حركتهم داخل سوق المال الا ان الحرص غلب على استثماراتهم تفضيلا للمكسب القريب. وعزا ذلك الى القلق الناتج عن الاحداث السياسية التي يشهدها الشارع المصري وترقب توجيه ضربة عسكرية لسوريا، الامر الذي ادى الى تبديد كثير من المكاسب بشكل سريع. وفي السياق ذاته، قال ان السوق ان كانت تعاني من قلة المبيعات الا انها كذلك تعاني من ضعف القوة الشرائية وهو ما ترجمه تقلص احجام التداولات. واوضح ان الاجانب استمروا في التخارج والاحتفاظ بالسيولة نظرا للظروف السياسية في مصر والمنطقة ككل لحين استقرار الاوضاع، مشيرا الى ان ما ساعدهم على ذلك الارباح التي حققوها خلال فترة قصيرة. سوريا والاسواق العربية وقال عنبة ان البورصة المصرية تأثرت كباقي الاسواق العربية مع استمرار التهديدات الامريكيه بالتدخل العسكرى فى سوريا الامر الذي ساهم نسبيا في تراجع السوق للاسبوع الثاني. ومن جانبه، قال احمد العطيفي خبير اسواق المال ان تأثر بورصة مصر باحتمال تعرض سوريا لضربة عسكرية كان في خلفية المشهد خلال الاسبوع نتيجة لانشغال المصريين بالاضطرابات السياسية الداخلية. ولفت الى ان الفترة القادمة قد شهدت مزيدا من تأثر المتعاملين المصريين بالاحداث في سوريا حال تصاعد الامر اكثر من ذلك. وفي تفصيل لحركة جلسات الاسبوع، استهلت البورصة تعاملاتها على صعود مدعومة بعمليات شراء من قبل المستثمرين العرب والمصريين. وما لبثت ان عادت الى التراجع بانتصاف جلسات الاسبوع تحت ضغوط بيعية للمستثمرين الأجانب والعرب في المقابل استمر المحليون في الشراء فضلا عن سيطرة الاداء العرضي على التعاملات. وبنهاية الاسبوع ظهر على السطح تقلص للاتجاه البيعي في السوق مع انهاك البياع وتعزز ضعف المبيعات بظهور قوى شرائية من جانب المؤسسات خاصة المصرية. ورغم تأهل السوق للصعود خلال الاسبوع الثاني من سبتمبر 2013 تظل حركتها مرهونة بحركة الاحداث في الشارع المصري وتطور المشهد في سوريا.