اجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن مساء أمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت لمدة ساعتين في القدسالمحتلة, وذلك وسط خلافات عميقة بين إسرائيل, والسلطة الفلسطينية, حول حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية, التي تجري مشاورات حاليا لتشكيلها برئاسة إسماعيل هنية. وأعلن الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين في مؤتمر صحفي برام الله عقب انتهاء لقاء أبومازن وأولمرت أنه تم الاتفاق علي ضرورة تثبيت التهدئة في غزة وإيقاف كل الاقتحامات الإسرائيلية والاغتيالات, ووقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية. وقال: إنه وفي حال نجاح التهدئة في غزة سيتم نقلها إلي الضفة الغربية, كما تم الاتفاق علي فتح معبر المنطار الشهر المقبل يوميا حتي الساعة11 ليلا, وعقد لقاءات منتظمة. وصرح النائب محمد دحلان, الذي حضر الاجتماع, بأن المحادثات كانت صعبة, وأن الجانب الفلسطيني طالب أولمرت بالتعهد بتسهيل عبور المواطنين في الضفة الغربية, وإزالة الحواجز, وإطلاق سراح الأسري الفلسطينيين من كبار السن والمرضي, غير أن أولمرت لم يعط أي رد علي هذه المطالب. وابرزت الجريدة اعلان التليفزيون الإسرائيلي أن أبومازن أبلغ أولمرت أنه سيتم الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليت خلال الأسبوع المقبل. وأضاف التليفزيون أن تقدما كبيرا حصل في اللقاء, وأن بوادر هذا التقدم ستبدأ بالظهور خلال الأسبوع المقبل, وأوضح التليفزيون أنه تم الاتفاق علي إعادة تفعيل اللجان الأمنية والمدنية بين الجانبين بينما أمضي الجانبان وقتا في مناقشة المبادرة السعودية حيث أبدي أولمرت اهتمامه الجدي بها. وفي الوقت نفسه, صرح مسئول إسرائيلي لوكالة أسوشيتدبرس طالبا عدم ذكر اسمه بأن أولمرت ضغط علي أبومازن بشأن إطلاق الصواريخ الفلسطينية من قطاع غزة علي إسرائيل, وتهريب الأسلحة إلي القطاع, والعمل علي إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت الأسير لدي مسلحين فلسطينيين. وأشار المسئول إلي أن الاجتماع تم في أجواء إيجابية, وأن الجانبين اتفقا علي مواصلة اللقاءات في شكل دوري, وأنهما كررا تمسكهما بخطة خريطة الطريق, وأن أبومازن أكد مجددا قبوله بشروط اللجنة الرباعية, التي تضم الولاياتالمتحدة, والاتحاد الأوروبي, وروسيا, والأمم المتحدة. وكان أولمرت قد صرح في وقت سابق أمس في اجتماع حكومته بأن الحكومة مستعدة للنظر بجدية في مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية, معربا عن أمله في أن تجد العناصر الإيجابية في هذه المبادرة تعبيرا لها خلال القمة العربية المقرر عقدها الشهر الحالي في الرياض. وفيما يتعلق بقرب الانتهاء من تشكيل حكومة الوحدة الوطنية, أعلن إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني أنه سيتم الإعلان عنها خلال الأيام القليلة المقبلة, وستسعي إلي الحصول علي تفويض بالثقة من المجلس التشريعي يوم السبت المقبل. وقال هنية: إنه بمجرد تشكيل الحكومة سيتوجه هو وأبومازن إلي المملكة العربية السعودية لعقد قمة تهدف إلي إحياء مبادرة السلام العربية التي أطلقتها الرياض عام2002, مشيرا إلي أنهما سيطلبان, كرئيس ورئيس وزراء, دعم الدول العربية لهذه الحكومة.وفي تصريحات له أمس قبيل مغادرته مطار القاهرة, متوجها إلي رام الله عن طريق عمان, أكد الدكتور نبيل شعث عضو المجلس التشريعي, واللجنة المركزية لحركة فتح أهمية الدور المصري في التوصل إلي اتفاق بين فتح وحماس, وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وفي أكبر وأخطر تهديد لاتفاق مكةالمكرمة, أقدم مسلحون مجهولون يعتقد أنهم من حركة فتح علي إطلاق النار باتجاه مجموعة تابعة لكتائب الشهيد عزالدين الجناح العسكري لحركة حماس في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول, مما أدي إلي مقتل أحد أفراد المجموعة, وإصابة آخر وصفت جروحه بأنها بالغة الخطورة.