ليست المشكلة في الاعتصامات والمسيرات التي تتخذ من رابعة العدوية والنهضة مركزين رئيسيين للتجمع والحشد وإنما المشكلة في تنامي خطاب الكراهية والتحريض بدعوي الرد علي دعوات الإقصاء والتهميش! وإذا كنت أعترض علي مناداة البعض بضرورة اجتثاث الجماعة وحلفائها باعتبارهم فصائل إرهابية دون تفرقة بين قيادات ورموز متورطة وبين قواعد مغلوب علي أمرها بوعي أو بدون وعي فإنني في ذات الوقت أرفض وبشدة تلك النداءات البذيئة التي تنطلق من فوق منصة رابعة ضد قيادات الدولة وضد أجهزتها السيادية واستخدام مفردات قبيحة لا يجوز أن ينطقوا بها ويسمحون بترديدها كهتافات وشعارات! إن خطابات التعبئة في ميادين الاعتصام ربما تكون قد نجحت في جذب عدة آلاف من المناصرين للجماعة وحلفائها لكنها في نفس الوقت أسهمت في تعبئة ملايين الرافضين للمغالاة في استعراض عضلات التحدي للدولة وعدم المبالاة بمعاناة المواطنين المتضررين من سلبيات الاعتصام بدءا من أهل رابعة وبين السرايات والدقي ووصولا إلي الذين ترتبط مصالحهم وأرزاقهم بهذه المحاور المرورية المغلقة عمدا ومع سبق الإصرار والترصد! وفي اعتقادي أنه قبل فض الاعتصامات وبعد فضها يظل التحدي الرهيب أمام مصر هو كيفية إنهاء خطاب الكراهية والتحريض والتوقف عن دعوات الإقصاء والاجتثاث وترك كل الأمور المختلف عليها للقضاء طبقا للقانون وبعيدا عن أي توجه سياسي في ظل إدراك لقيمة ووزن الرقم الجديد في المعادلة المصرية بعد30 يونيو متمثلا في الإرادة الشعبية التي تراهن علي الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية! نقلا عن صحيفة الاهرام