اطلعت عصر أمس الأول 3/8/2013، على فحوى اللقاء، الذي جمع عددًا من العلماء، بالفريق عبد الفتاح السيسي، وما أعلن كان مقتضبًا، ويتعلق بوعد من الأخير، بعدم فض اعتصامى رابعة والنهضة بالقوة، على أن يفتح المعتصمون، الطرق أمام حركة السيارات.. غير أن العلماء حملوا إلى السيسي، حزمة من المطالب، منها البحث عن حل لحملة الكراهية ضد الإسلاميين، التي ينظمها الإعلام المحسوب على النظام القديم، ووعد وزير الدفاع ببحثها، لقاء إعادة النظر أيضًا في حملة الكراهية ضد الجيش التي تصدر من منصة رابعة العدوية.. مع وعود "تلطيفية" أخرى، بإعادة بث بعض القنوات الدينية، على أن تقتصر على عرض مواد إعلامية دعوية، بعيدًا عن التحريض على العنف. كل ما نعرفه هو حزمة المطالب التي حملها العلماء إلى السيسي، ولا ندري ما إذا كانوا قد التقوا مع قيادات الجماعة قبلها!.. ويبدو أنها كانت مبادرة من أصحاب الفضيلة، تستهدف قطع الطريق على أي عملية أمنية، قد تفضي إلى كارثة إنسانية متوقعة. حتى الآن، لا يزال الخطاب المعلن من العلماء، يتحسس كثيرًا، إذا ما حاول تبني رؤية معينة بشأن تسوية الأزمة، وربما ترجع إلى الضغوط التي يمارسها شباب الإسلاميين المتحمس، والذي لا يرغب إلا أن يسمع من شيوخه، كلمة واحدة تجيز له الاعتصام في رابعة إلى الأبد. ويبدو لي أن العلماء يريدون أن تظل علاقتهم الروحية بالشباب حاضرة وعفية، خاصة أن أي رأي آخر، لا يحشد الجموع صوب "رابعة"، ربما يقابل بردود الفعل الجاهزة والمعلبة والتي قد تتهم مشايخنا الأجلاء، ب"الخيانة" وب"تخذيل" الدعوة والمشروع الإسلامي وما شابه من تهم. أعرف مدى الحساسية الشديدة والحرج البالغ الذي يؤلم "الضمير المتوضئ" وحيرته إزاء هيمنة الانفعالات العاطفية على العقول المعلقة بميدان رابعة، وإزاء ما يتعين عليهم فعله وتكلفته على صعيد منزلة التوقير التي يحظون بها، داخل الرأي العام السلفي على وجه الخصوص.. حال "نصحوا" بما يخالف الهوى الإخواني. ورغم تفهمي لدقة الموقف وحساسيته، إلا أن الإخوان تراهن، على هذا "الحرج" وعلى هذا "القلق" من رد فعل الشباب، وتعتبره رادعًا للعلماء من اتخاذ موقف "شرعي" علني، قد يحرج الجماعة، ويفضى إلى انصراف الشباب من الميادين. ربما يكون الفريق السيسي بحاجة فعلاً إلى أن يسمع من العلماء بما يجعله أكثر اطلاعًا على تفاصيل تختفي خلف صخب الميادين والشوارع.. ولكن بذات القدر أو أكثر منه فإن جماعة الإخوان المسلمين، ربما تكون أكثر احتياجًا إلى أن تسمع نصائح "جريئة" من العلماء.. حتى لو كانت صادمة، وفي علم أصول الفقه تراث كبير من القواعد الأصولية الكفيلة بإقامة الحجة وإقناع الغاضبين بالميادين.. إذا كان الحق هو الهدف والمبتغى. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.