تمضى المعارضة المصرية وفى مقدمتها جبهة الإنقاذ في اتجاه الكيد السياسي لكنه بطعم كيد النسا لكل ما يمت لجماعة الإخوان المسلمين بصلة لمجرد الكراهية العمياء ونكاية في الرئيس محمد مرسي بكل السبل والطرق الخسيسة لخلع نظام الإخوان بدعوى اتهامات واهية بالأخونة والتكويش والاستبداد وأن مرسي يسير على خطى المخلوع وينفذ سياساته حرفيًا. وهو ما يطرح سؤالًا مهمًا: طالما يسير مرسى على خطى المخلوع, لماذا تعاديه الثورة المضادة من أبناء ومجاذيب مبارك ولا تبارك توجهاته وسياساته الفلولية؟! مجرد تساؤل رغم وجود أخطاء وارتباك في الممارسة السياسية للنظام دون مزايدة من أحد ومن باب فضيلة الاعتراف بالخطأ التي تساهم في المقام الأول في الحل. يبدو أن المعارضة الليبرالية لا تضيع فرصة إلا وتنال من الإسلام في صورة الإسلاميين بالطبع أكثر من متطرفي الغرب أنفسهم, محاولين بكل خبث ومكر إلصاق كل مصائب الدنيا بالإسلام لكن في صورة الإسلاميين حتى لا يُتهموا بمحاربة الإسلام كدين على اعتبار أنهم يدينون بهذا الدين من الناحية الشكلية على الأقل ودون الخوض في النوايا, ذلك أنني أدعى أن أعداء الإسلام من غير المسلمين في الغرب لا يمثلون خطرًا بقدر ما تمثله التيارات الليبرالية العلمانية الشيوعية القومية التي تعيش معنا تحت مظلة وطن واحد لأنهم ببساطة ينتسبون للإسلام في خانة الديانة وبالتالي محسوبون على المسلمين عددًا ورقمًا ضمن أرقامنا الكثيرة التي لا قيمة لها لأنها غثاء كغثاء السيل, لذا يكون من السهل ضرب الإسلام من قبل هؤلاء الذين يكيدون له أكثر من غير المسلمين وينالون من هيبته وسمعته أكثر من الصهاينة والصليبيين. الحدث الذي نحن بصدده الآن ما تعرضت له بريطانيا الأربعاء 22 مايو الماضي من حادث مشين لمقتل أحد جنودها والتمثيل بجثته على يد شابين بريطانيين من أصل نيجيري في وضح النهار بالقرب من ثكنة عسكرية في منطقة (وولنش) انتقامًا للمسلمين الذين قُتلوا على يد الجيش البريطاني في أفغانستان والعالم على حد فهمهما القاصر, مما أثار روح العداء للإسلام والمسلمين مجددًا في بريطانيا واستغلال اليمين البريطاني المتطرف الحادث لتأجيج الكراهية العرقية والطائفية المرتبطة ب"الإسلاموفوبيا" أو الرعب من الإسلام , وعلى الفور تلقفت المعارضة العلمانية الليبرالية المصرية غير الرشيدة نبأ مقتل الجندي البريطاني بروح شماتة ومعايرة للمسلمين بل للإسلام الذي أنتج هذا الفكر الإرهابي وكأنهم غير مسلمين لدرجة أن زعم أحدهم بقلب مريض أن ذلك الحادث من تداعيات حكم الإخوان المسلمين وكأنهم يريدون تثبيت تهمة الإرهاب دومًا لكل ما هو إسلامي دون غيره ولا يرون في الإسلام سوى العنف والحض على سفك الدماء رغم أن أيديهم ملطخة بدماء الأبرياء بفعل المولوتوف والخرطوش والأسلحة البيضاء, لكن رئيس وزراء بريطانيا "ديفيد كاميرون" لقنهم درسًا في الأخلاق واللياقة حيث قال معلقًا على الحادث المؤسف: "لم يكن الأمر مجرد هجوم على بريطانيا وأسلوب حياة البريطانيين, إنه خيانة للإسلام وللمجتمعات المسلمة التي تقدم إسهامات كبيرة لبلادنا. ليس في الإسلام ما يبرر مثل هذا العمل الفظيع." وما يستدعى الانتباه في كلام "كاميرون" أنه برأ الإسلام كدين عظيم من تهمة الإرهاب التي يلصقها به دائمًا بعض الليبراليين والشيوعيين في بلادنا, واعترافه في الوقت نفسه باليد البيضاء لعلماء المسلمين الذين ساهموا بعلمهم وقدراتهم العقلية في تقدم بريطانيا والمجتمعات الغربية عمومًا, على الرغم من محاولة بعض ممن ينتسبون للفكر الليبرالي في هذا الزمان نفي أي دور للحضارة الإسلامية في تقدم وإسعاد البشرية هيامًا وغرامًا وانبطاحًا أمام الحضارة الغربية بكل ما فيها من سوءات حيث بمقدورنا أن نعتبرهم طابورًا خامسًا لتمرير مخططات ومؤامرات أعداء الإسلام في الخارج. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.