كشفت وزارة المالية عن نفاد الاعتمادات المالية لدعم السولار وأن الحكومة تواجه أزمة حقيقية فى الوقت الذى نفت فيه وزارة البترول وجود أى تقصير فى الاعتمادات المخصصة لاستيراد الوقود. ولفتت الغرفة التجارية بحسب صحيفة المصرى اليوم إلى أن معدلات الضخ لم تتجاوز 5٪، وبعيدة عن النسبة الطبيعية، فيما تواصلت أزمة الوقود فى المحافظات، واختفى السولار فى عدد منها، وتكدست السيارات أمام محطات التموين، ما أدى إلى حدوث اشتباكات بين السائقين وأصحاب المحطات. وأكد مصدر مسؤول بوزارة المالية أن اجتماعات مكثفة تعقد حاليا مع مسؤولين من وزارة البترول للبحث عن مخرج للأزمة، لافتا إلى أن الاعتمادات الحكومية لدعم السولار تقدر بنحو 50 مليار جنيه. وأشار إلى أن الوزارتين تدرسان فتح اعتماد إضافى لدعم السولار، عبر تفعيل قانون "التأشيرات" الملحق بقانون الموازنة العامة للدولة، لتدبير اعتمادات إضافية لهذا الغرض، ومعروف أن القانون يمنح صلاحيات لوزير المالية لمنح تأشيرات باعتمادات إضافية "عامة وخاصة" فى مثل هذه الحالات. من جانبه، نفى المهندس شريف هدارة الرئيس التنفيذى للهيئة العامة للبترول، وجود أى عجز من قبل وزارة المالية فى توفير الاعتمادات اللازمة لاستيراد السولار، أو أى منتج بترولى. وقال هدارة إن التنسيق بين الوزارتين مستمر لتوفير المنتجات للسوق المحلية، مشيرا إلى أن الهيئة تضخ كميات فوق المعدل الطبيعى، خلال ال3 أيام الماضية، بمعدل 36 ألف طن من السولار يومياً، مقابل 35 ألف طن فى وقت سابق، وذلك لتهدئة السوق. وأوضح أن الهيئة رصدت تحسنا ملموسا فى حالة الزحام التى شهدتها المحطات، خلال الأيام الماضية، لافتا إلى أن الهيئة مازالت فى مرحلة التنسيق مع شركات توزيع المنتجات، فيما يتعلق بإعادة توزيع السولار جغرافيا. وأشار إلى أن جزءا كبيرا من مشكلات المنتجات البترولية، يمكن تفادى وقوعها داخل المحطات، لافتا إلى أن الهيئة تنسق مع شركات التوزيع لاعتماد منهج جديد فى سرعة إيقاع تقديم الخدمة داخل المحطات، منعاً لتكدس السيارات. وأكد أن هيئة البترول لا علاقة لها بكوبونات السولار والبنزين وأنه قرار منوط بالحكومة ككل، ولم يتم إبلاغها بتوقيت تنفيذه. من جانبه، قال حسام عرفات رئيس شعبة المواد البترولية، إن نسبة الزيادة لا تتعدى 5٪، لافتا إلى أنها نسبة لا تحل الأزمة الحالية، مشيرا إلى أنه ينبغى زيادة نسبة الضخ إلى 40 ألف طن من السولار كحد أدنى لمدة أسبوع كامل، على الأقل. وقال عفيفى بدوى عضو الشعبة العامة للمنتجات البترولية"هناك زيادة فى ضخ الكميات لمحطات تموين الوقود، مطالباً بزيادة الكمية بنسبة أكبر، لأن معدل الزيادة ضئيل، ولا يؤثر على زحام السيارات على السولار فى المحطات". وفى المحافظات، تواصلت أزمة الوقود خاصة السولار، ما أدى إلى وقوع اشتباكات بالأيدى بين السائقين وأصحاب محطات الوقود، بسبب أولوية الحصول على السولار والبنزين، ما تسبب فى إغلاق الطرق الرئيسية القريبة منها، وأصيبت الحركة المرورية بطريق المنصورة - القاهرة بالشلل التام، نتيجة التزاحم، وتدخلت قوات الشرطة فى محافظة المنيا لتنظيم عملية الصرف. وفى بنى سويف، ألقت دورية أمنية بالواسطى، القبض على جمعة شحاتة لبيب قطب، 26 سنة، عامل، وباسم رمضان محمد، 27 عاما أثناء استقلالهما تروسيكل يحمل ألف لتر من السولار، لبيعه فى السوق السوداء، وتم تحرير محضر بالواقعة. وفى الغردقة، قررت شركات سياحية إلغاء رحلاتها اليومية، الخاصة بالتفويج السياحى اليومى، لزيارة المناطق الأثرية فى الأقصر، لعدم قدرتها على توفير السولار للأتوبيسات، ودمج مسؤولو الشركات رحلاتهم مع أتوبيسات شركات أخرى، خشية طلب السائحين تعويضات مالية، حال إلغاء رحلاتهم. وفى الدقهلية، تسببت طوابير سيارات النقل الثقيل أمام محطات الوقود فى أزمة كبيرة، حيث امتدت لمسافات كبيرة ما أدى إلى إعاقة حركة المرور، خاصة على طريق المنصورة- القاهرة، وأصيبت الحركة المرورية بالشلل. وفى الجيزة، علقت بعض المحطات لافتات "لا يوجد سولار أو بنزين 80"، وامتدت الأزمة إلى المحطات فى أكتوبر، ومدينة الشيخ زايد، والطريق الصحراوى، والفيوم، والمناطق الصناعية، ما أدى إلى التزاحم على محطات الوقود الرئيسية.