لا تزال أزمة البنزين والسولار تضرب شوارع القاهرة والجيزة ووصلت إلى ذروتها فجر أمس فى مناطق الدقى والهرم وكورنيش المعادى، وتسببت فى حدوث مشاجرات بين السائقين على أولوية الوقوف فى الطابور للحصول على احتياجاتهم من الوقود، فيما أعلنت معظم المحطات إغلاق أبوابها بعد نفاد الحصص الموردة إليها. وفى المحافظات قام بعض السائقين بزيادة تعريفة الركوب بسبب نقص البنزين والحصول عليه بأسعار مضاعفة فى السوق السوداء، وفى محافظة كفرالشيخ أصيب أمس 4 أشخاص، فى مشاجرة على أسبقية الحصول على السولار، الذى خلت منه مختلف محطات الوقود، ووصل سعر الصفيحة إلى 50 جنيها بالسوق السوداء، وقطع العشرات من سائقى سيارات الأجرة، أمس، الطريق الدولى «العريش - رفح» عند بوابة مدينة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء، اعتراضاً على غياب الوقود، ووضع المحتجون الإطارات المشتعلة فى منتصف الطريق، ومنعوا السيارات من المرور فى الاتجاهين. كما تشهد جميع محطات الوقود بمدن وقرى محافظة شمال سيناء تكدساً ملحوظاً للسيارات فى الشارع ونشوب مشادات بشكل متكرر بين سائقى السيارات على أولوية الوقوف فى الطابور والأمر نفسه فى محطات بنى سويف. فيما أكد وليد أبوبكر عضو الشعبة العامة للمواد البترولية أن الأزمة لها بعد سياسى وأشار بأصابع الاتهام إلى المجلس العسكرى مؤكداً أن الهدف من الأزمة المفتعلة هو إجبار المواطنين على انتخاب أحمد شفيق بدعوى عودة الهدوء إلى البلد مرة أخرى. كما حذر أحمد عبدالغفار نائب رئيس الشعبة العامة للمواد البترولية من حدوث كارثة، مطالباً وزارتى البترول والتموين بالقيام بدورهما وضخ الكميات المطلوبة للمحطات، واستنكر تصريحات الدكتور عبدالله غراب وزير البترول التى أكد فيها أنه تم ضخ كميات إضافية تتخطى احتياجات السوق المحلى ولاتوجد أزمة فى معامل التكرير، كما نفى أيضاً وجود مشاكل مالية تمنع عملية استيراد السولار، وأرجع الفجوة إما لوجود تسريب فى الكميات التى تخرج من معامل التكرير أو قصور وزارة التموين فى مراقبة المحطات، وأضاف أن الأزمة الحالية تراكمية وقد تصل إلى مرحلة لايمكن السيطرة عليها. وفى المقابل شكلت وزارة البترول غرفة طوارئ لمتابعة أزمة نقص البنزين والسولار فى المحطات وبحث ضخ كميات إضافية من البنزين والسولار لمواجهة الأزمة. وقال مصدر مسئول إن المهندس هانى ضاحى رئيس الهيئة يعقد اجتماعات مكثفة مع قيادات الهيئة لبحث الأزمة بالتنسيق مع وزارة التموين، وأضاف المصدر أن الهيئة ستضخ كميات تصل إلى 38.5 ألف طن سولار يوميا، للقضاء على الأزمة بزيادة تصل إلى 3500 طن على الكميات المعتادة وضخ 16.5 ألف طن من البنزين بزيادة تصل إلى 2500 طن يومياً على المعدل الطبيعى، ونسبة 60% من هذه الزيادة خاصة ببنزين 80. وقال حمدى البنبى وزير البترول الأسبق إن أزمة البنزين والسولار أصبحت فى تزايد مستمر بسبب الانفلات الأمنى وتزايد عمليات التهريب، على الرغم من حملات وزارة التموين المستمرة للقبض على مهربى المنتجات البترولية، وأضاف البنبى أن فروق السعر بين المنتجات المدعمة وغير المدعمة عززت عمليات التهريب وتزايد حدة الأزمة التى نعانى منها حاليا، لافتا إلى ضرورة قيام مباحث التموين بتشديد الرقابة المستمرة على أصحاب محطات الوقود. وطالب القوات المسلحة بتأمين شحنات المنتجات البترولية السائلة لمنع تهريبها قبل وصولها إلى محطات الوقود، كما أشار إلى ضرورة التوسع فى مشروعات الغاز الطبيعى خلال المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن الغاز لا يمكن تهريبه مثل البنزين أو السولار.