كشفت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أمس، عن أن الجيش الأميركي نفذ محاولة فاشلة لاغتيال الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، بعدما تمت دعوته إلى إجراء مفاوضات سلام في منزل يقع في مدينة النجف عام 2004، حيث تعرض المنزل لهجوم مفاجئ. وذكرت الصحيفة في قصة تصدرت صفحاتها الأولى أمس، أن الكشف عن هذه الخطة زرع شكوكا في ذهن الصدر لا يزال الأميركيون وحلفاؤهم في العراق على الأرجح يدفعون ثمنها حتى الآن. ووفقا للصحيفة لم يتم حتى الآن معرفة من أصدر الأوامر الخاصة بمحاولة اغتيال الصدر، غير ان هذه الخطة تعتبر واحدة في سلسلة من الممارسات الأميركية غير المحسوبة العواقب في العراق منذ غزوه. وأشارت «الإندبندنت» إلى ان محاولة اغتيال أو اعتقال الصدر حدثت في أغسطس من عام 2004 عندما حاصرت قوات من مشاة البحرية الأميركية «المارينز» الصدر ورجاله في النجف. وأضافت الصحيفة ان مقتدى الصدر نجا بحياته من محاولة اغتياله في اللحظة الأخيرة، فإن هذا الحادث يساعد في تفسير سبب اختفائه عن الأنظار في العراق، بعدما صعد الرئيس الأميركي جورج بوش من وتيرة المواجهة ضده هو و«جيش المهدي» في يناير الماضي. ونقلت الصحيفة عن موفق الربيعي مستشار الأمن الوطني العراقي قوله: «اعتقد ان هذا الحادث بشكل خاص جعل مقتدى الصدر يفقد أي ثقة في التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة وجعله أكثر شراسة». وأضاف الربيعي «أنا اعرف الصدر جيدا واعتقد ان شكوكه وعدم ثقته في قوات التحالف وأي أجنبي متعمقة الجذور ويرجع تاريخها إلى ما حدث في النجف». وأوضحت الصحيفة ان الربيعي توجه إلى النجف في أغسطس من عام 2004 في محاولة للتوسط لإنهاء القتال، واجتمع مع الصدر الذي وافق بدوره على سلسلة من الشروط لإنهاء الأزمة. وأكد الربيعي على ان الصدر وقع وقتها على الاتفاق بنفسه ثم عاد الربيعي إلى بغداد ليعرض الوثيقة على إياد علاوي الذي كان رئيسا للوزراء في ذلك الوقت. وأشار الربيعي إلى انه تم حينها الاتفاق على عقد الاجتماع النهائي في منزل والد مقتدى الصدر محمد صادق الصدر الذي اغتاله رجال صدام حسين قبل ذلك بخمس سنوات، وتوجه الربيعي ووسطاء آخرون إلى المنزل غير انهم شاهدوا «المارينز» تقصف المنزل بالقنابل، غير ان الهجوم لم يصب الهدف حيث تمكن الصدر من الهرب.