لم يظهر الزعيم الشيعى مقتدى الصدر زعيم التيار الصدرى وجيش المهدى بالعراق، فى مناسبة رسمية منذ 2007 ومنذ آخر حوار له مع قناة الجزيرة القطرية فى مايو 2008، لذا كان ظهوره فجأة فى زيارة لتركيا لأجراء محادثات استمرت يومين أمر أدهش الكثيرين، دفع صحيفة فورين بولسى إلى التساؤل عما فعله الصدر فى تركيا. ففى تقرير للصحيفة حول تلك الزيارة الغريبة، قالت إنه وفقاً لتقارير تركية فإن الصدر التقى رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان والرئيس عبدالله جول إلى جانب لفيف من المسئولين الأتراك، ولم يصدر بيان رسمى عن المقابلة. وتنقل الصحيفة عن صحيفة الزمان التركية، أن مصدر تركى مسئول لم يصرح عن اسمه، أوضح أن الجانبين ناقشا الوضع الأمنى بالعراق وتطور العلاقات التركية الإيرانية، فيما قال قيادى بالتيار الصدرى إن الصدر ذهب إلى تركيا من طهران، حيث يقيم، بهدف متابعة المحادثات بين المسئولين الأتراك والصدريين فى النجف حول مستقبل العراق، الأمر الذى اعتبرته "الزمان" أول تصريح رسمى من جانب الصدريين بأن مقتدى الصدر كان فى إيران. ولعل من الأهمية أن الصدر اجتمع أيضاً مع عدد كبير من المسئولين والشخصيات فى التيار الصدرى وكذلك مع وفد من كبار القادة الذين جاءوا من العراق، ويقال إنه وضع الاستراتيجية السياسية للحركة فى العهد الجديد، فلقد اغتنم الصدر فرصة تجمع الصدريين لمناقشة الاستراتيجيات والتحالفات السياسية لفترة الانتخابات المقبلة فى ظل فشل قيام الشيعة فى تكوين الائتلاف العراقى الموحد، وذكرت تقارير أن الصدر تحدث عن "استمرار المقاومة" للاحتلال، واعداً بعدم استخدام الأسلحة ضد جنود عراقيين ولكن الاستمرار فى المقاومة بكل أشكالها، كما قال المتحدث باسم الصدر إنه وعد بالعودة قريباً إلى العراق. وتطرح الصحيفة عدة تساؤلات مهمة لحل لغز الظهور المفاجئ للزعيم الصدرى، فيقول الكاتب مارك لينش "لقد قمت بمحاولات طويلة يائسة لفهم الصدريين، لذا فلدى كثير من التساؤلات حول الظهور المفاجئ لزعيم الحركة"، فبماذا ينذر الظهور العلنى المفاجئ للصدر بالنسبة لدور الصدريين فى السياسات العراقية فى الفترة المقبلة؟، وهل هذا هو محاولة لتقلد مكانة بارزة فى الانتخابات المقبلة؟، وكيف يمكن أن تؤثر المنافسة السياسية الصدرية على تصاعد التوتر بين رئيس الوزراء نورى المالكى ومنافسيه الشيعيين؟ أم أن الأمر سيتعلق بالعملية الأمنية وخطة الانسحاب الأمريكى؟، وهل اختيار الصدر لتركيا يهدف لبث رساله حول منهج الحركة تجاه قضية الأكراد الأكثر سخونة؟، وتختم الصحيفة أنه لا يزال هناك الكثير من الاستفهامات.