الخلاف بين السنة والشيعة.. الفكر الداعشي.. تنقية مناهج الأزهر.. الخلافات بين اقطاب الدعوة..دعاة الفضائيات.. وغيرها من الملفات الشائكة نطرحها مع فضيلة الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق في حوار مع موقع أخبار مصر ما رأيكم فيما هو مطروح امام البرلمان من عدم كتابة الديانة في بطاقة الرقم القومي او الوثائق الحكومية؟ ** عدم كتابة الديانة في الأوراق الرسمية اذا كان الغرض منه عدم التفرقة بين المسلم والقبطي مثلا فهذا شئ لا يقدم ولا يؤخر فنحن في مصر لا فرق بين مسلم ومسيحي لان الكل مصري فلا تستطيع التفرقة بينهم في الشكل والتصرفات. فالمصريون شكلهم واحد وهيئتهم واحدة لا يمكن التفرقة بين واحد منهم والآخر بسبب الديانة، فخانة الديانة في بطاقة الرقم القومي لن تقدم او تؤخر في حياتنا مع بعض، ولكن بما ان السبب في ذلك هو رغبة من البهائيين فأرى ان البهائيين لا يستحقون صفة ديانة لانها ديانة غير معترف بها لدينا فقط 3 ديانات نعترف بها؛ الاسلام، المسيحية واليهودية وغير ذلك لا نعترف بها. انهم مجموعة قليلة من الناس يتبعون شخصا من عكا يدعى بهاء الدين قبلتهم في الصلاة عكا وليست مكة وصلاتهم ثلاث مرات يوميا وصيامهم 19 يوما فهم لا يمثلون الاسلام باي صورة، فهم قلة في مصر ولا يصلح ان يتغير الدستور لأجل خاطر البهائيين او غيرهم. ## تتعرض مجتمعاتنا الى كثير من التشويه والانتقاد نتيجة لممارسات خاطئة من بعض الأفراد المنتسبين للإسلام. فكيف يمكن تصحيح المسار؟ ** أخلاق الكثير من الناس الان في انحدار، فأصبح لا اخلاق لهم على الإطلاق، وكثر السباب واللعان، لقد تحولنا الى صورة مشوهة لا تليق لا بالإسلام ولا المسيحية ونحتاج العودة الى تراثنا وأخلاقنا السابقة، نحتاج ان يتمسك كل إنسان بدينه فالدين يدعو الى التسامح ويدعو الى الرحمة ويدعو الى الحب والإخاء كل هذه المعاني اذا ربطت بيننا سرنا الى الطريق القويم لا فرق بين هذا وذاك. ## نتحدث عن التعليم في الأزهر.. ماذا ترى في تنقية المناهج وهل ذلك يؤثر على الطالب؟ ** المناهج الآن لا توائم العصر ولهذا نحتاج الى تنقية المناهج، فالشيخ طنطاوي عندما كان شيخ الأزهر وضع في الفقه الميسر كتابا استخلص فيه الهام من فقه الأئمة الأربعة في كتب ليس فيها حشو ولا ما يشين ولا يعيب وتم تدريسه في الأزهر الشريف ولكن بعد وفاته تم التوقف عن تدريسه للأسف الشديد وعادت المناهج الى سابق عهدها. ## ما رأيكم في صورة الدعاة والدعوة والخلافات المستعرة وما تأثيرها؟ ** المشكلة ليست في الدعوة ولكن في قيادات الدعوة. فالقيادات الدعوية الان منقسمة على نفسها وكل منها يحارب من اجل البقاء في الكرسي وليس من اجل ان تسير الدعوة للأمام ولا ان تعلو راية الاسلام وإنما يعملون من اجل ان يعيشوا أطول فترة ممكنة على الكراسي.
ما رأيكم في انتشار موجة الفتاوى على القنوات والمنابر الإعلامية المختلفة او ما نطلق عليهم "دعاة الفضائيات"؟ ** الان الفضائيات تأتي بدعاه كل وفقا لسياستها. فهم يقولون كلاما لا يمت للدين بصلة لكن يعبر عن سياسة القناة، فهم يتصدرون للفتاوى الشاذة ويهللون للجدل العقيم رغبة في زيادة نسبة المشاهدة. لابد ان يكون قائل الفتوى عالما متخصصا دارسا. لابد ان يحكم نقاش العلماء الأدب والدين ويكون اسلوبهم راقيا. ## ماذا ترون في قرار توحيد خطبة الجمعة؟ ** عارضت توحيد خطبة الجمعة لانها تقيد الامام يجب ان يكون مطلق اليد ويجب ان يكون هناك تفاعل بين الامام والمأمومين. يمكن ان اختار الموضوع وأحدد العناصر واترك لكل امام طريقته وحريته في تناول الخطبة بما يتلاءم ومستمعيه فمن يخطب في الارياف ليس كمن يخطب في المدن. علاوة على ان المأموم يفضّل ان ينفعل الامام بمجتمعه والمشاكل والقضايا المحلية التي تطرأ عليه لا ان يلقي كلمة عامة يتوه معها السامع ولا يستفيد بها. ## ما رأيكم في داعش وانتمائها للإسلام؟ ** ارى ان داعش مجموعة مأجورة لتشويه الاسلام. هم مأجورون من الاستعمار لتفريق الأمة العربية. هم منهجهم القتل والحرق والذبح ، والإسلام لا يوجد به لا قتل ولا ذبح ولا حرق. فقال الله تعالى " ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق" إذن فقد حرم الله قتل الانسان بغير سبب موجب. كما ان الاسلام حرم أخذ السبايا من المسلمات. لذا أكرر انهم مأجورين للنيل من دين الاسلام وتشويهه وتفتيت الدول العربية لتعطي السيادة لإسرائيل في المنطقة. ## وكيف في رأيكم السبيل الى مواجهتهم والقضاء عليهم؟ ** مواجهتهم والقضاء عليهم يجب أن تكون فكريا وعسكريا في الوقت ذاته لأنهم لا يرتدعوا الا بالمواجهة العسكرية ولكن مع ذلك بجب تصحيح الفكر لانه يتاثر بهم بعض الناس فلذا وجب تصحيح الأفكار. ## كيف يكون تضييق الخلاف بين اصحاب المذاهب الاسلامية مثل السنة والشيعة ولماذا يصل الخلاف بينها الى الصور الدامية مؤخرا؟ ** الشيعة والسنة تقسيمه أزلية منذ الخلاف بين علي ومعاوية التي أفرزت الشيعة ومنهم الإسماعيلية ومنهم الخوارج والمعتزلة الخ لكن في عهد الخلفاء الراشدين كان المسلمون كلهم لحمة واحدة. حتى السنة أفرزت فرقا مثل الاخوان المسلمين والجماعات الاسلامية والناجون من النار الخ. لكنهم يتفقون في الخطوط الاساسية ، فسبب الخلاف الان ثورة الخميني التي تحاول الان ايران تصديرها الى كافة الدول العربية. ** وفي نهاية حوارنا، ونحن نستعد لاستقبال عيد الأضحى، فماذا تقول للمسلمين في هذه الأيام المباركة؟ أقول للمسلمين جميعا كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الأضحى، وأتوجه بالتهنئة لكل مسلم يستعد الآن لأداء المناسك ، وأقول يجب علينا جميعا أن نستفيد من الدرس الذي أعطاه لنا رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع على عرفات الله حينما قدم لنا مجموعة من الوصايا والرسائل هي منهاج حياة لو التزمنا بها ونفذناها لصرنا كما كنا خير أمة أخرجت للناس، وكل عام وأنتم بخير.