مر عام على افتتاح قناة السويس الجديدة فى السادس من أغسطس 2015 ، هذا المشروع القومى الذى أكد وحدة المصريين وقوة إرادتهم ، وذلك بالتزامن مع احتفال مصر بالذكرى الستين لتأميم قناة السويس . ولايعتبر الممر الملاحى للقناة لعبور السفن فقط، ولكن هو جسر عبور جديد لتنمية الاقتصاد المصرى من خلال تنفيذ المشروعات الاستثمارية الجديدة فى مجالات البتروكيماويات واللوجيستيات والحوائط الجانبية وانشاء مدينة الاسماعيلية الجديدة التى تعد من أبرز انجازات مشروع التنمية بإقليم القناة وحلما طالما راود أبناء الإسماعيلية. ويعد مشروع قناة السويس الجديدة معجزة جديدة في تاريخ مصر، حيث تم تنفيذه خلال 12 شهرا بدلا 3 سنوات، كماتم توزيع المسئولية على الجهات المختلفة لإنجازه في وقت قصير. وعند استطلاع موقع أخبار مصر لآراء العديد من الخبراء والاقتصاديين حول أبرز الثمار والتحديات أكدوا أن القناة الجديدة استطاعت استيعاب أكثر من 97 سفينة يوميا ، بالاضافة الى أن مدينة الإسماعيلية الجديدة تعد أحد ثمار مشروع التنمية بإقليم القناة .و قال الدكتور عبدالمنعم السيد، رئيس المركز الإقليمي للدراسات الاقتصادية، إن مشروع قناة السويس الجديدة هو مشروع قومي، والهدف الأساسى من إنشاء القناة الجديدة هو الاستثمار الاقتصادي الأمثل للمنطقة بأكملها. وأكد أن الاستثمار فى منطقة محور قناة السويس كيان اقتصادي شامل يحتضن العديد من المشروعات الاستثمارية التي من المتوقع أن تجني مكاسب اقتصادية بجانب قناة السويس الجديدة، ومن أهمها إنشاء منطقة صناعية روسية تضم مشروعات لإنتاج جرارات زراعية ومنتجات بتروكيميائية. مدينة الاسماعيلية ..أحد ثمار المشروع كما أكد الدكتور عبدالمنعم السيد أن مدينة الإسماعيلية الجديدة احدى ثمار مشروع للتنمية بإقليم القناة والحلم الذي راود أبناء الإسماعيلية بهدف التوسع شرقا والتعمير فى تلك المنطقة والخروج من أزمة الزحام بالمحافظة . وأضاف أن الإسماعيلية الجديدة ستكون مختلفة عن المدن الأخرى التى يتم إنشاؤها بمحافظات الجمهورية، لأنها تعتبر أول مجتمع عمراني متكامل بسيناء على الجهة الشرقية من قناة السويس،و يراعى كافة أطياف المجتمع من محدودي وحتى متوسط الدخل إلى المساكن الاستثمارية وهذا الانجاز الذى كانت مصر تحلم به منذ تحرير سيناء وهو تعمير سيناء بأكملها واستثمارها وطرد الفئات المتطرفة من أرض سيناء بالكامل واستفادة ابناء سيناء بالاعمار والاستثمار والتطوير. وقال إن القناة الجديدة رفعت التصنيف العالمي لقناة السويس نتيجة زيادة معدلات الأمان الملاحي،ورفعت ايضا القدرة التنافسية للقناة بتقليل زمن العبور إلى ساعة وزيادة استيعاب فى القناة إلى 97 سفينة يوميا، وساهمت فى إثراء العمل بالشركات التابعة لهيئة قناة السويس. وأكد أن قناة السويس الجديدة سيكون لها مكاسب اقتصادية وسياسية، كما أنها تمثل عامل أمان لضمان استمرار وسهولة حركة الملاحة العالمية بالقناة دون توقف،ومواكبة نظم التطوير العالمية في بناء السفن. وأكد أنه من المتوقع أن تحقق القناة نهاية عام 2016 طفرة كبيرة في استقبال السفن، وفور انتهاء حالة الكساد العالمية المتوقع أن تنتهي أخر العام الجاري. قناة السويس..حلم تحقق ومن جهته قال محمد أبو المجد المصرى،عضو مجلس النواب عن محافظة السويس،إن ذكري افتتاح قناة السويس الجديدة، تاريخ يحفر فى الذاكرة، وتمثل الحلم الذى تحقق . وأكد أن مشروع قناة السويس، فتح آفاقا جديدة للعمل على جميع المستويات ومن المتوقع أن يدر عائدا اقتصاديا كبيرا، يستفيد منه الناتج القومى بعد تنفيذ مخطط التنمية فى القناة، وأن قناة السويس الجديدة، حققت خلال عام زيادة فى عبور السفن وساعدت على الغاء الانتظار لمدة طويلة وأسرعت فى عبور السفن من الاتجاهين، وهذا أدى إلى زيادة الحصيلة المالية من خدمات عبور السفن. وأضاف أن هناك العديد من المشاريع التى سيتم انشاؤها فى محور قناة السويس مثل تطوير المحور الجديد شرق بورسعيد، والعديد من الإنشاءات والأنفاق، والتى ستؤدى إلى طفرة اقتصادية ، وسيوفر العديد من الوظائف للشباب ويخفف من نسب البطالة. مجتمع عمرانى جديد وأشار"أبو المجد" إلى أن مدينة الإسماعيلية الجديدة تخدم المشروع في المقام الأول العاملين بكافة المشروعات المقامة شرق قناة السويس كذلك إيجاد مجتمع عمراني متكامل يخدم جميع المشروعات الاستثمارية المزمع إنشاؤها ضمن مشروعات تنمية إقليم قناة السويس . وأكد أن المدينة ستكون متاحةوأبناء الاسماعيلية، وسترتبط بالمشروعات القومية الت ستشهدها المنطقة وسستعمل على تحقيق التنمية الشاملة خاصة للمستثمرين فى منطقة البحيرات وفى مشروع وادى التكنولوجيا. وتقام المدينة الجديدة على الشاطئ الشرقي لقناة السويس في المنطقة المواجهة لمدينة الإسماعيلية بالكيلو 72 جنوب الطريق الأوسط وحتى جبل مريم . وتضم المدينة 75674 وحدة سكنية بالأحياء و373 وحدة بالحي الراقي، 260 فيلا شبه منفصلة و373 فيلا منفصلة بإجمالي 58074 وحدة بجميع أحياء المدينة، إضافة إلى مركز طبي ومبنى جديد للمحافظة ومديرية أمن جديدة ومركز إسعاف، كما يتخللها بحيرات وشواطئ مفتوحة ومراكز رياضية ومساجد للصلاة ومولات تجارية ومراكز اتصال وبريد. وتضم المدينة وحدات سكنية لمحدودي ومتوسطي الدخل بمساحات تبدأ من 90 متر مربع و120 و140 متر مربع، وتم الاهتمام بالمساحات الخضراء بالتصميمات الأولية للمدينة حيث تصل جملتها إلى 458 فداناً بمساحة 17.5% من إجمالي المساحة المخصصة للمشروع السكني. مشروع اقتصادى قومى وقال الدكتور جودة عبد الخالق أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة ووزير التضامن الاجتماعى السابق أن قناة السويس كمشروع اقتصادى قومى حققت بالفعل عدة مكاسب ، والمكاسب انواع منها مكاسب اقتصادية واستراتيجية. وأوضح أن مشروع بهذا الحجم لايتوقع أن يحقق مكاسبه خلال سنة واحدة ولا يوجد مشروع يغطى مكاسبه خلال سنة وأكد أنه ينتقد عدم اجراء دراسة اقتصادية كانت تتوقع التباطؤ الذى حدث فى الحركة التجارية الدولية. وأكد أن المشروع سيؤدى الى مردود اقتصادى على المدى الطويل والمتوسط، بالاضافة الى المردود الاستراتيجى حيث أن مشروع القناة الجديدة ساعد فى مواجهة المخاطر ومنها مشروع اسرائيل التى قامت بعمل مفاوضات مع البنك الدولى لمد خط سكة حديد موازى لقناة السويس وكانت بالفعل قد قطعت خطوات فى هذا المشروع ،و بمجرد اعلان مصر عن القناة الجديدة اوقفت هذه المباحثات. وأكد أن الميزة التنافسية للقناة الجديدة افضل بكثير، وكان هناك مخاطر أخرى متوقعة من خلال فتح طريق فى شرق اوروبا وعلى الرغم أن هذه المنطقة كانت مغطاه بالثلوج ولكن كان من الممكن أن تعبر فيها السفن بعد ذوبان الثلج. وأضاف أنه من خلال اقتصاديات المشروع كان هناك اصرار على اتمام المشروع فى سنة بدل 3 سنوات الكراكات كانت معدل الطبيعى لسعر المتر دولار اصرار مصر على سعر التنفيذ وقف على مصر 25 دولار. وأضاف أنه من الأمور الايجابية مشروعات التعمير، والاستثمار حول منطقة القناة وقال أنه تاريخيا لم يكن هناك بورسعيد أو الاسماعيلية ولكن نشات هذ المدن بعد حفر القناة ونفس الحال القناة الجديدة نشأت حولها الاسماعيلية الجديدة. وأضاف أنه حتى عام 2015 كانت القناة إفريقية وبعد ذلك اصبحت قناة قارية لان جزء منها فى افريقيا واسيا ، فكل التنظيمات والاتفاقات داخل القارتين لابد من التواجد فيها لأن مصر أصبحت لها تأثير اقتصادى من خلال قناة السويس الجديدة. الفائدة الاستثمارية للقناة وقال الدكتور رشاد عبده أستاذ الاقتصاد إن المشروع جيد جدا وأن رسوم القناة سيتم رفعها تدريجيا مما سيتيح لمصر 7 أو 8 مليارات ، موضحا أن هذا المبلغ ليس كبيرا لدولة بحجم مصر، ولكن الفائدة الاستثمارية هى المناطق الجديدة حول القناة بالاضافة الى مناطق تجارية وصناعية. وطالب الدولة الاستعانة بشركة عالمية فى الترويج للمشروع بجميع أنحاء العالم 2020 وأكد أنه يتوقع أن تجنى مصر حوالى 80 مليار للدولة وهذا يعادل الاحتياطى للدولة حوالى 15 ضعف ، وأضاف أن الشركات العالمية ستخلق آلاف فرص العمل وسوف تعيد الخريطة السكانية لمصر ، كما سيتم حفر 8 أنفاق جديدة لربط سيناء بمصر، بالاضافة الى منطقة سيرابيوم التى ستوفر المياه العذبة وتزرع 150 الف فدان. وأكد أن مشروع قناة السويس بالفعل مشروع مهم سيؤدى الى تنمية سيناء وسيشهد اقامة مشروعات جديدة ، وأكد أن حركة التجارة العالمية انخفضت بنسبة 30 % بسبب انخفاض التجارة الامريكية والصينية وخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبى، لكن فى مصر لم تنخفض عائدات الاقتصاد بالاضافة الى انخفاض سعر برميل البترول 48 دولار مما دفع بعض السفن الى الدوران حول طريق راس الرجاء الصالح لانها اقل فى التكاليف وهذا يفسر انخفاض ايرادات القناة، وكان متوقع عدد السفن يقل لكن لم يحدث ذلك . وأضاف أننا يمكن نجنى ثمار المشروع على المدى المتوسط أيضا من خلال تقديم تسهيلات للسفن الامريكية ونسبة تخفيضات، وقال إن مصر تخطط للفائدة الاكبر وهى جنى 80 مليار جنيه فى سنة 2023 واضافة الى المشروع اللوجستى والصناعى والاقتصادى والاسكانى . محور تنمية سيناء وقال الدكتور فخري الفقي الخبير الاقتصادي إن مشروع قناة السويس الجديدة يمثل نقطة انطلاق للإرادة المصرية ،واشارة جديدة تعطى الأمل فى مشروع تأجل طويلا وهومحور تنمية قناة السويس، مؤكدا أن محور تنمية القناة شهد العديد من التأجيلات ولكن بعد حفر القناة الجديدة التى تضمن الملاحة فى اتجاهين أصبح واقع حقيقي، موضحا أن قناة السويس الجديدة كان موصى بها من قبل دراسات كثيرة من البنك الدولى ومؤسسات عالمية لضمان تنمية قناة السويس . وأوضح أن مشروع قناة السويس الجديدة خلق ربط حقيقى لسيناء بالوادى والدلتا عبر مجموعة أنفاق عملاقة، وإطلاق عملية تنمية واسعة فى سيناء، وقال إن هذا الإنجاز سيحقق نقلة اقتصادية لمصر. توقع زيادة الايرادات وأكد الفقى أن القناة لم تحقق الإيرادات المتوقعة بعد مرور عام من افتتاحها، بسبب انهيار حجم التجارة العالمية،ولكن من المتوقع زيادة الإيرادات من 5 مليارات إلى حوالى 13 مليار جنيه، خلال 5 سنوات، وأضاف أن الأهم من عائدات قناة السويس هي مشروعات تنمية محور قناة السويس وانشاء المنطقة الروسية والصينية. وأضاف أن من ضمن العوامل التي أثرت في الاقتصاد وإيرادات قناة السويس هو هبوط سعر برميل البترول ،حيث أن انخفاض أسعار البترول أثرت سلبا علي دول الخليج ،مما يقلل أيضاً من تحويلات المصريين بدول الخليج ،بجانب انخفاض حجم العمالة المصرية بهذه الدول. وقالت الدكتور يمنى الحماقي أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس إن ما يتم حاليا من مشروعات فى محور تنمية سيناء هو عملية تجهيز مصر لانتعاشة اقتصادية كبرى ، وأشارت الى أن المشروع واجه تحديات ومخططات، ولكن كان من الضرورة إنجاز المشروع، لمواكبة التطور في مجال الملاحة العالمية وزيادة معدلات التجارة العالمية . وأكدت أن ايرادات القناة زادت خلال الربع الاول من 2016 عن نفس الفترة من عام 2015 بمقدار 592.4 مليون جنيه رغم انخفاض حجم التجارة العالمية. وقالت الحماقى إن ايرادات قناة السويس قد زادت خلال الربع الاول من 2016 وبلغت نحو10 مليارات جنيه مصري تقريباً، في حين انها سجلت خلال نفس الفترة من عام 2015 نحو 9.171 مليار جنيه مصري بزيادة نحو 592 مليون جنيه.
