تقدم الدول اساسه التعليم الجيد ، فبناء الدول يقوم على النشء وان لم يتلقى النشء التعليم الجيد لا امل فى تقدم الدول ، حيث اكثر الدول تقدما هى التى تحتل المراكز الاولى فى ترتيب التعليم العالمي. وجميعنا نأمل فى تعليم جيد لاولادنا بمصر ،فهل التعليم في مصر يلبي احتياجات سوق العمل وهل يشعر الطلاب ان المناهج التى تتدرس لهم سوف تساعدهم على بناء مستقبلهم؟ مشكلات التعليم قبل الجامعي في مصر و اقتراحات لحلها أولاً مشكلات متعلقة بالمناخ المدرسي : قد يظّن الكثير أن المدرسة مكان درس واطلاع فقط ، وأن نهوض المدرسة بمهمة التعليم يعفيها من أى واجب آخر ، والحقيقة غير ذلك فالمدرسة ليست غرفة دراسة فحسب ، ولكن المدرسة ( حجرات للدراسة – مكتبة – معامل ومختبرات – صالة اجتماعات حجرات لممارسة الأنشطة المتنوعة .. وغيرها ). صحيح إن الاستماع للدروس والإصغاء لشرح الأستاذ وسؤاله ومناقشته فى بعض الأمور والمشكلات ذا ت أهمية كبرى فى الدراسة ، ولكن تعتبر الأنشطة التى تتم خارج حجرات الدراسة على جانب كبير من الأهمية فى تنمية الطالب فى جوانبه المختلفة : الروحية والبدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية .. بل يمكن القول أن هناك جوانب يمكن تنميتها من خلال تلك الأنشطة المتنوعة لا يمكن تنميتها من خلال الفصول الدراسية . كما إن واقع الحياة المدرسية بجمهورية مصر العربية لا يحقق الأهداف المنشودة من التعليم قبل الجامعي ، وعندما نتعرف على رسالة المدرسة فى عالمنا المعاصر فى حقيقتها نجد أنها رسالة الإنسان التى كلفه االله بها ليكون خليفته فى الأرض ، يسعى وراء العلم والمعرفة ، ويكتشف أسرار الطبيعة ، ويقوم باستثمار الطاقات التى سخرها االله له ، وينهض بعمارة الكون ، ويشيد الحضارة الإنسانية بكافة أبعادها ، ويضع الموازين القسط ، ويدعم القيم الروحية الأصيلة ، ويعمق مفاهيمها ، ويبثها على أوسع نطاق ، ويصونها من العبث والضلال ، ويرفع كلمة الحق والرشاد ، ويق ضى على الباطل والفساد ، ويبنى العقل والضمير الإنسانى وينمى الخبرات والمهارات ويثريها، ويصقل الملكات والمواهب ، ويتحقق ذلك كله من خلال التعاون المثمر البناء بينه وبين بنى جنسه فى جو من الإخاء والمحبة والإخلاص فهل تقوم مدارسنا بأداء هذه الرسالة علي أكمل وجه ؟ أم أن الطالب يلقن فيها مجموعة من المعارف وقليلاً من المهارة والثقافة من أجل اجتياز الاختبارات والامتحانات ليعبر منها إلى الشهادة المرجوة ، ومن ثّم تنسى هذه المعارف ، وتنطفئ أنوارها، وللأسف أن هذه الصورة هى المنتشرة فى مدارسنا الآن . وفيما يلى تحليل لواقع المناخ المدرسي وأهم المشكلات المتعلقة به وتتمثل في عدة نقاط منها : اولا: تزايد أعداد الطلاب بدرجة كبيرة تفوق قدرة المدرسين على التعامل مع هذا الكم الكبير ، مما لا يعطى الفرصة للطالب لفهم واستيعاب الدروس ، ويثقل كاهل المعلم ويشعر ه بالضيق و يقلل من كفاءته التدريسية داخل الحصة ، وذلك يحفز الطلاب وأولياء الأمور إلي الاتجاه للدروس الخصوصية و اقتصار دورالمدرس على تدريس مقررات بعينها يمتحن فيها الطلاب، وإنما يجب أن يشمل دوره ف ى عصرنا الحالى العديد من المهام المجتمعية والثقافية والعلمية، اعتماد المدرس على أسلوب الحفظ والتلقين فى تدريس المقررات لطلابه ، وهذا الأسلوب فى التدريس يتناقض مع ظاهرة الانفجار المعرفى وتقييم المحتوى التعليمى الذى يسود هذا العصر ، عصر المعلومات. إن مهمة المدرسة لا تقتصر على إعداد طلابها لتحصيل المادة التعليمية فى المقام الأول بل تنمية ال مهارات والحصول عليها ، واكتساب الثقافة من القراءات الحرة والموجهة من قبل الآساتذة كما تتسيد ظاهرة الكتاب المقرر العمل التعليمى في مدارسنا فينحصر تفكير الطالب داخل صفحات معينة ، فتقلل فرص التفكير الناقد والإثراء الثقافى و ما نراه اليوم من غياب دور المكتبة أو قاعات الاطلاع يجعلنا نفتقد أهم الروافد لاكتساب الثقافة التى يحتاجها الطالب فى هذا العصر المفعم والمليء بالتحديات الثقافية ، لأن على المدرسة أن تدر طلابها على التعليم الذاتى ، وعلى البحث على المعلومة وعلى معالجة المشكلات التى تقابلهم فى حياتهم. ولا شك أ ن المكتبة والبحوث الميدانية والتجارب العلمية والزيارات الميدانية لها دور أساسى فى صقل تجربة الطالب وتزويده بالخبرات والقدرات التى تمكنه من التعامل مع واقع الحياة فى المجتمع ، بالَإضافة إلي عدم توافر الوقت الكافى لدى المعلم لتزويد طلابه بالثقافة العامة ؛ وذلك لتزايد الأعباء الملقاة على عاتقه ، ولا تترك له الفرصة للقيام بأى أنشطة أخرى . ثانياً : مشكلات متعلقة بالمناهج و المقررات الدراسية : المقررات الدراسية التى يدرسها الطلاب أهمية كبيرة فى إعداد طلابها أكاديمياً – مهنياً – ثقافياً وبخاصة فى ظل العصر الذ ى نعيش فيه عصر الانفجار المعرفى والثورة التكنولوجية ،ولهذا يجب أن تراعى التوازن بين ما تقدمه لطلابها من مقررات وأن تتلاءم مع البيئة التى يعيش فيها الطلاب ، وإذا أخذنا فى الاعتبار أن المقررات تعتبر من الوسائل الرئيسة داخل مدارسنا فى تحقيق التنمية الثقافية إلى جانب عدة عوامل أخرى بداخلها ( كالمناخ المدرسي – الأنشطة الثقافية – المكتبة) ، فالمدرسة هى إحدى مؤسسات المجتمع التى يرعاها ، مهما كان النظام السائد فيها أو مهما كانت فلسفتها والمناهج هى المرآة التى تعكس الثقافة السائدة فى أى مجتمع من المجتمعات وعلي وزا رة التربية والتعليم أن تسعى جاهدة لتطوير المناهج لأنها الوسيلة الرئيسة لتغيير حياتنا نحو ثقافة جديدة ، تتناسب مع متطلبات عصر المعلوماتية وهناك بعض المشاكل التي تتعلق بالمناهج والمقررات الدراسية تتمثل في أن هناك طولاً فى المقررات الدراسية وحشواً زائداً لا فائدة ثقافية ترجى منه وبعد المناهج عن المجتمع المحلي للمتعلم ، بالإضافة إلي عدم مواكبتها للتحديات والمتغيرات المعاصرة ، و تهميش مادة التربية الدينية مما يصرف الطلاب عن مذاكرتها كونها لا تضاف إلي المجموع . ضعف كفاءة الكتاب المدرسي في الشرح والايضاح للطالب وتفسير ما يغمض عليه فهمه من أفكار مما يحدو بالطلاب للاستعانة بالكتب الخرجية في معظم المواد الدراسية والاستعانة بالدروس الخصوصية مع ضعف وضوح طباعة المادة العلمية في بعض الكتب في بعض المواد الدراسية ثالثاً : مشكلات متعلقة بطرق التدريس واستراتيجياته تتمثل في : 1- اقتصار أسلوب التدريس واستراتيجياته علي استخدام المعلمين لأسلوب المحاضرة والإلقاء أكثر من أسلوب المناقشة والحوا ر والتعلم التعاوني في التدريس لطلابهم مما يؤثر على فاعليتها فى تحقيق التعلم الذاتى لهم ، والبحث عن المعلومة بأنفسهم من مصادرها المختلفة ، وتجعلهم متلقين سلبيين للمعرفة ، فهذا الأسلوب لا يثبت المعلومة فى أذهان الطلاب ويقلل من فرص تحقيق التنمية الثقافية لهم . 2- كثرة التكليفات التى يطلبها الأستاذ الجامعى من طلابه ، ومنها عمل الأبحاث ما يثقل كاهل الطلاب ويجعلهم يترددون على المكتبة لعمل الأبحاث التى تطلب منهم ، وتضعف من فرصهم فى القراءة والا طلاع بالمكتبة ، لعدم وجود الوقت الكافى لذلك كما أن هناك ضعفا في ا ستخدام التكنولوجيا الاستخدام المثمر للتكنولوجيا الحديثة مثل الحاسب الآلي والإنترنت. 3- ضعف استخدام الوسائل التعليمية في التدريس للطلاب كا لخرائط واللوحات التعليمية التي تسهل حصول الطلا ب علي المعلومة رابعاً : مشكلات خاصة بالمعلمين : انخفاض دخل المعلم مما يدفع البعض للتوجه للدروس الخصوصية بالإضافة إلي أن بعض المعلمين غيرمؤهلين للعمل بالتدريس بالإضافة إلي عدم اعطاء بعض المعلمين الدورات التدربيبة الكافية للوقوف علي الطرق الحديثة في ا لتدريس مع افتقاد بعض المعلمين أن يكونوا قدوة حسنة لطلابهم و ضعف قدرة بعض المعلمين غي جذب انتباه واهتمام المتعلمين خامساً : مشكلات خاصة بالمعلمين و المتعلمين وأولياء الأمور : ضعف قدرات الطلاب القرائية والكتابية مما يجعلهم ينتقلون إلي صفوف أعلي ومراحل دراسية أعلي وهم غير مؤهلين لها مع تفشي ظاهر تا العنف والغش في المدارس تسرب بعض المتعلمين من التعليم قبل انهاء حلقة التعليم الأساسي مما يضاعف من مشكلة الأمية و كسرحاجز الخوف والرهبة من المعلم وتجرؤ أولياء الأمور عليه بسبب الدروس الخصوصية و تهديد أولياء الأمور للمراقبين في امتحانات الشهادات العامة أضف إلي ذلك ضعف ت عاون أولياء الأمور مع المدرسة وعدم اكترثهم بحضور اجتماع مجالس الآ باء للتعرف علي أهم مشاكل أبناءهم وم حاولة الاشتراك مع إدارة المدرسة في حلها. سادساً: مشكلات متعلقة بممارسة الأنشطة المدرسية المتنوعة: ضعف توفير الميزانية الازمة لممارسة الأنشطة المختلفة بما يضمن فاعليتها بعض المعلمين يصرفون الطلاب عن الدخول في نشاط معين لتحاشي الكثافة العددية والتنصل من تحمل المسئولية مع العلم أن بعض الطلا ب غير مؤهلين لنشاط الالقا ء والمسرح لضعف مهاراتهم القرائية والكتاب ية ومع ذلك يصرون علي البقاء فيه بعد أن عرضنا أهم مشكلات التعليم قبل الجامعي في مصر ، يمكن أن ندرك أهمية فلسفة التربية للعلمية التعليمية .ويمكن القول أن فلسفة التربية هي التي تحدد لنا نوع الإنسان والمعرفة والأخلاق والمجتمع الذي تريده التربية . كما أنها هي التي تحدد لها المفاهيم والمحتويات التي تدور في حقل التربية وتجعلنا أكثر إدراكاً لمعناها الحقيقي بعض الحلول المقترحة لمشكلة المناهج الدراسية : تفعيل دور المدرسة فى التنمية الثقافية لطلابها يتطلب الاهتمام بالمنهج وتطويره من حيث أهدافه ومحتواه ومقرراته ، وأساليب التدريس ، ونظام التقويم والامتحانات حتى تتمكن من العناية بالطالب ، ويتطلب هذا مجموعة من الاجراءات التى يجب عليها أن تتبعها منها : الاستعانة بالاسطوانات المدمجة في تدريس المقررات الدراسية بدلاً من الكتاب المدرسي ، تخليص المقررات من الحشو الزائد ، والتركيز على أساسيات العلم ، بحيث لا يحدث تكرار لما درس فى المراحل التعليمية السابقة ، بل يكون مكملاً له . ضرورة تضمين المقررات موضوعات تهدف إلى تنمية القيم الاجتماعية ، والاتجاهات الايجابية ، كما فعلت ( إنجلترا – ألمانيا – الولاياتالمتحدة مؤخراً ) الاهتمام باللغة العربية (الأم) ويتطلب هذا التعمق فى تاريخ وثقافة المجتمع للوقوف على قيمنا الدينية والخلقية والاجتماعية الأصيلة ، والتى تمكنه من غربلة التراث للتخلص من كل ما هو دخيل عليه من المجتمع الغربى من أجل بناء مجتمع راق متقدمِ ، مراجعة المقررات مراجعة شاملة ، بحيث ترتبط بالبيئة التى يعيش فيها الطلاب وتراعى الفروق الفردية بينهم ، إعادة صياغة أهداف المقررات فى صورة إجرائية فى ضوء الفلسفة التعليمية الحديثة ، الاهتمام بالزيارات العلمية ، والميدانية والأنشطة الثقافية والعلمية والاستفادة منها فى تدعيم ما يدرسه الطالب بالمدرسة . تكليف الطلاب فى كل المقررات الدراسية بعمل بحث فى إحدى جوانب أو مجالات الحياة الوثيقة الصلة بهذا المقرر بهدف تنمية الوعى الثقافى لدى الطلاب للمساهمة فى تنمية الاتجاه نحو القراءة الحرة فى مختلف المجالات . تقديم أنشطة ثقافية ، واجتماعية لربط الطالب المعلم بالبيئة المحلية التى يعيش فيها وفي لقاء مع طلاب التعليم الاساسي ،كان السؤال لهم " هل المنهج الدراسي يلبي الاحتياجات الفكرية لتطوير عقل الطالب لاستقبال الحياة العملية بعد التخرج والانتهاء من الدراسة؟" الاجابة جاءت كالاتى :- اجابت بريهان حسن الخشن – اولى ثانوى – مدرسة المير دو ديو "لا طبعا مش بيلبي الاحتياجات الفكرية ،المنهج ملهوش اى علاقه بالعمل و لا بالمهنة اللى نفسي اشتغلها بعد ما أتخرج . واضافت – فى سؤالى عن دراسة اللغه الاجنبية بشكل موسع فى المدارس الحكوميه – هل يصنع فرق عند التقدم للعمل "قالت دراسة اللغات مثل الانجليزية والفرنسية سنستفيد منها فى الحياة العملية لأنه عند التقديم لأى عمل يشترطون معرفة اللغة أما عن باقى المواد فليس لها أهمية كبرى والدليل على ذلك ان بعد التخرخ يأخذ الحاصلين على الشهادات كورسات معينة للتقدم للوظائف." وقال الطالب كريم محمد انور- بالصف الثالث الاعدادي- بمدرسة الخلفاء الراشدين انه لايستفيد على الاطلاق من المناهج الدراسية وهى تعتمد فقط على الحفظ قائلا" دا حشو دماغ " . وفى سؤال لطالب جامعى بجامعة حلوان تجارة E قال ان ما تعلمته فى جميع مراحل التعليم ماقبل الجامعه لم استفيد منها باى شيء فى الدراسة الجماعية بأستثناء اللغه الانجليزية هى التى استفدت منها فى دراستى بالجامعة.
التعليم الجامعى بالعالم العربى : وتحت عنوان "التعليم الجامعي العربي وأزمة القيم في عالم بلا حدود" نظمت جامعة عين شمس المؤتمر القومي السنوي التاسع عشر لمركز تطوير التعليم الجامعي بالتعاون مع مركز التعليم المفتوح وأعلنت الجامعة أن المؤتمر سيكون برعاية الدكتور السيد عبد الخالق وزير التعليم العالي والدكتور حسين عيسى رئيس جامعة عين شمس والدكتور محمد الحسيني الطوخي نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب والدكتور عبد الوهاب محمد عزت نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والدكتور سعيد محمد خليل عميد كلية التربية، والدكتورة زينب محمد حسن مدير مركز تطوير التعليم الجامعي، والدكتور أحمد جلال السيد مدير مركز التعليم المفتوح جامعة عين شمس فى خلال المؤتمر تم اقتراح عرض التجارب العديدة التى مرت بها بعض الدول فى الخارج لكنها لم تكن فكرة ناجحة نظرا لاختلاف الثقافات من مجتمع لآخر ومن دولة إلى اخرى فلكل دولة فلسفة خاصة وسياسة خاصة وبيئة مختلفة ووفقاً لهذه العوامل لابد ان يتم تطوير التعليم