هاجم تقرير سري للأمم المتحدة السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، كذلك الاخفاق الديبلوماسي الكبير للجنة الرباعية والمنظمة الدولية في الجهود الرامية إلى تحقيق تسوية سلمية بين الفلسطينيين وإسرائيل. ويحذر هذا التقرير الدامغ، الذي كان قد أعده مبعوث الأممالمتحدة إلى المنطقة الفارو دي سوتو قبل تقاعده من عمله الشهر الماضي، من أن الضغوط التي مارستها واشنطن أدت إلى عجز المنظمة الدولية باعتبارها مفاوضاً محايداً بين الجانبين. وأبرزت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية هذا التقرير في صدر صفحتها الأولى. وجاء التقرير المكون من 53 صفحة تحت عنوان «تقرير عن نهاية المهمة»: ان المقاطعة الواسعة ضد الحكومة الفلسطينية بزعامة «حماس» ألحقت أضراراً بالغة بالشعب الفلسطيني. وتشير الصحيفة إلى أن المبعوث الدولي السابق يهاجم في تقريره الذي يحمل تاريخ الخامس من أيار (مايو) الماضي، السياسة الإسرائيلية بسبب فرضها شروطاً مسبقة لا يمكن تحقيقها بالنسبة إلى التفاوض مع الفلسطينيين. علاوة على ذلك، ينتقد المبعوث الفلسطينيين بسبب ممارستهم للعنف، ويقول إن المفاوضات التي تقوم بها اللجنة الرباعية أصبحت عديمة الجدوى. وكان دي سوتو قد خدم في المنظمة الدولية لمدة 25 عاماً في دول عدة من بينها السلفادور وقبرص والصحراء الغربية. ويؤكد في تقريره أن المقاطعة الدولية ضد الفلسطينيين والتي فرضت بعد فوز حركة «حماس» في الانتخابات الفلسطينية في العام الماضي، كانت «قصيرة النظر للغاية، وأسفرت عن نتائج بالغة التدمير بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني». ويشير إلى أن إسرائيل اتخذت «موقف الرفض بصفة أساسية» تجاه الفلسطينيين. وأكد المبعوث الدولي أيضاً أن اللجنة الرباعية الخاصة بالشرق الأوسط التي تضم أميركا وروسيا والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة، أصبحت هامشية. ويقر المبعوث بأنه هو وحده الذي أعد هذا التقرير، وأنه موجه فقط إلى كبار المسؤولين في الأممالمتحدة. وتقول الصحيفة إن عبارات التقرير تتسم بلهجة انتقاد أشد من لهجة التصريحات المعلنة التي يدلي بها ديبلوماسيو الأممالمتحدة عادة. وابلغ دي سوتو، الموجود حالياً في نيويورك، صحيفة «ذي غارديان» أن «هذا التقرير عبارة عن وثيقة سرية ليست للنشر». وحول فرض اللجنة الرباعية اجراءات تستهدف مقاطعة الحكومة الفلسطينية بزعامة «حماس» في العام الماضي، يقول دي سوتو إن اللجنة «تحولت من هيئة للتفاوض وفقاً لخريطة الطريق إلى منظمة تعمل على فرض عقوبات على حكومة منتخبة بطريقة حرة من جانب شعب يخضع للاحتلال». ويؤكد أيضاً أن اللجنة الرباعية فرضت شروطاً مسبقة للحوار لا يمكن تحقيقها، ويهاجم فشل اللجنة في اقناع إسرائيل بتنفيذ التزاماتها وفقاً ل «خريطة الطريق». ويشدد التقرير على أن الدعم الأميركي لإسرائيل أدى إلى عرقلة الجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط. وكشف دي سوتو عن أن الضغوط الأميركية أدت إلى تقويض الجهود التي تبذلها الأممالمتحدة لتحقيق السلام في المنطقة. ويهاجم ايضاً النفوذ الهائل الذي تمارسه واشنطن في المنطقة، كذلك تعمدها عدم قيام الأممالمتحدة بتوجيه أي نقد لإسرائيل. ويشير المبعوث الدولي السابق إلى أن «حماس» سعت بعد فوزها في الانتخابات الى تشكيل حكومة ائتلافية واسعة النطاق تضم «فتح»، ولكن الولاياتالمتحدة لم تكن تشجع السياسيين الفلسطينيين الآخرين على الانضمام الى هذه الحكومة. ويضيف ان أميركا أيدت أيضاً قرار إسرائيل احتجاز عوائد الضرائب الفلسطينية.