بعد وفاة مهندس طيران مصري قادم من إفريقيا بالملاريا ونجاة آخر في آخر لحظة مطلع هذا الأسبوع, تحركت جميع الأجهزة المعنية تحسبا لأي إصابات جديدة بمرض الملاريا قد تظهر علي القادمين من دول إفريقيا.. ويؤكد الدكتور حسين كمال مدير عام الإدارة العامة للفلاريا والملاريا بوزارة الصحة أن الملاريا الخبيثة موجودة بمعظم الدول الإفريقية وانه لا يوجد أي مصل أو طعم مضاد لها في العالم حتي اليوم, لكن هناك أقراص وقاية توفرها وزارة الصحة والسكان بمبالغ زهيدة لكل المسافرين إلي أي دولة إفريقية يتم تناولها قبل السفر بأسبوع وأثناء السفر وبعده بأسبوعين, وشهريا يأتي إلي الإدارة نحو300 شخص لأخذ هذه الأقراص, وتم الاتفاق مع شركة مصر للطيران علي توفير جرعات وقائية من هذه الأقراص لتفادي حدوث أي مشكلة في المستقبل, وحالة الوفاة التي حدثت بقصر العيني لم يخطرنا بها أحد رغم التنبيه علي كل المستشفيات بإبلاغ الوزارة في حال وجود إصابة بالحمي مع غيبوبة, لأن دخول المريض في حالة الغيبوبة يعني أن الوفاة ستحدث حتما. وأضاف إن هناك بروتوكول بين مصر والسودان لمكافحة الملاريا الخبيثة حتي مسافة450 كم من شمال حدود السودان, وتعد المنطقة من السد العالي حتي هذه المسافة في السودان من أنظف المناطق في العالم من هذه البعوضة بسبب إجراءات المكافحة المتواصلة من جانب مصر, ويتأكد ذلك بصفة دورية من خلال اللجان الطبية التي ترسلها وزارة الصحة كل عام, والملاريا الخبيثة تم إعلان خلو مصر منها في4 يناير1946, حيث كانت قد سببت وفيات كثيرة في مصر عام1942من أسوان حتي منفلوط. ويقول الدكتور محمد رجائي عبدالفتاح رئيس وحدة مكافحة الحشرات الطبية بالمركز القومي للبحوث إن بعوضة الانوفيليس المسببة للملاريا الخبيثة هي أخطر حشرة في إفريقيا, ومصر اتخذت خطوات دفاعية ضدها من خلال منحة الرئيس مبارك للسودان لإرسال مبيدات حشرية آمنة ومعترف بها من قبل الصحة العالمية, وقد أنتج علماء المركز القومي للبحوث مواد لمكافحة هذه البعوضة في أطوارها المختلفة, منها مادة باسيكلس اسفيركس التي ترش علي سطح الماء وتم تسجيلها في وزارة الصحة عام2005, هذه المادة تحل ثانيا في فعاليتها علي مستوي العالم بعد مادة أمريكية, وهي فعالة ضد يرقات الملاريا انوفيليس وكذلك الحمي الصفراء وكذلك حشرة الفلاريا'داء الفيل' بفعالية وفي المجال يجب التنبيه إلي أن مصر خالية من أي بعوض سبب للملاريا. ويقول الدكتور مصطفي محمدي مدير مركز التطعيمات بهيئة المصل واللقاح إن الهيئة تتخذ إجراءات وقائية لدي المسافرين لإحدي الدول الأفريقية, فيأتي المسافر قبل السفر بمدة كافية لتحديد جهد سفره ويتم بالتالي من جهتنا تحديد نوع الملاريا الموجودة بتلك الدولة حيث توجد4 سلالات من الطفيل, كل منها يستجيب لنوع معين من الأقراص المضادة للملاريا, وعموما90% من قارة أفريقيا ينتشر بها نوع واحد من الطفيل وهو المعروف باسم فالسيبارم والتي يطلق عليها النوع الخبيث من الملاريا.