العالم أصبح على وشك أن يجعل الملاريا على هامش القضايا الصحية العالمية الخطيرة، رسالة أطلقتها مجموعة من المنظمات الصحية العالمية، بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمى للقضاء على الملاريا، ولكن الوضع فى مصر ما زال فى مهب الريح مع انتشار الملاريا فى قرى معينة من وقت إلى الآخر. هدى عطا مسئول برنامج الملاريا بمنظمة الصحة العالمية، أكدت مستندة على مسح المنظمة الأخير للمناطق التى يظهر فيها المرض، أن مصر تستورد الملاريا من السودان فى ظل سفر أبناء قرى محافظة الفيوم ورجعوهم محملين بالمرض، مؤكدة أن مصر ليست من الدول المتوطن بها وباء الملاريا، مثلها مثل كل دول شمال أفريقا، ولكن ينتقل لها المرض من دول أخرى من خلال أشخاص وسيطة يسافرون إليها، وأن المرض انتقل إلى مصر بهذه الطريقة، واستبعدت مسئولة منظمة الصحة، أن تتحول الملاريا إلى وباء فى مصر بسبب طبيعتها الجغرافية التى لا تتناسب وانتشاره. فى المقابل، أكد الدكتور إبراهيم عليش، إن أية دولة معرضة للملاريا، بما فيها الدول المتقدمة مثل هولندا وإنجلترا، التى انتشر فيهما الملاريا فى وقت من الأوقات، لذلك علينا الحرص الشديد خاصة مع التعامل مع الملاريا. من جانبها وبالتزامن مع اليوم العالمى، أصدرت اليونيسيف تقريراً تحت عنوان "الملاريا والأطفال .. التقدم المحرز فى مجال تغطية التدخل" بالاشتراك مع الشراكة من أجل دحر الملاريا والصندوق العالمى لمكافحة الإيدز والسل والملاريا. وأعلنت المديرة التنفيذية لليونيسف "آن م.فينيمان"، "لأول مرة فى التاريخ، أصبح بوسعنا أن نجعل الملاريا سبباً نادراً للوفاة والعجز"، وأضافت، إلا أنه بالرغم من هذا التقدم، لا تزال الملاريا تقتل ما يقدر بمليون شخص فى السنة معظمهم من الأطفال فى أفريقيا، وتؤثر على صحة أكثر من 50 مليون امرأة حامل سنوياً. ويؤكد التقرير الجديد، أن مكافحة الملاريا تعتبر الآن أولوية عالمية، وهو أمر بالغ الأهمية لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بشأن بقاء الطفل على قيد الحياة فى أفريقيا. "عالم واحد لمكافحة الملاريا" هى أول حملة من نوعها لتزويد كل شخص أفريقى بناموسية معالجة بمبيدات الحشرات بحلول عام 2010 لوضع حد للوفيات الناجمة عن الإصابة بالملاريا بحلول عام 2015. ويظهر التقرير، أن التمويل أصبح متاحاً حالياً لشراء كميات كافية من الناموسيات لوضع أفريقيا على الطريق لتحقيق التغطية الشاملة بحلول عام 2010".
