تنطلق 15 مايو.. جدول امتحانات الشهادة الإعدادية 2024 بالمنيا    ضمن مشروعات حياة كريمة.. محافظ قنا يفتتح وحدتى طب الاسرة بالقبيبة والكوم الأحمر بفرشوط    وضع حجر الأساس لنادي النيابة الإدارية في بيانكي غرب الإسكندرية (صور)    وزير الدفاع يلتقي قائد القيادة المركزية الأمريكية    مدبولي يتابع موقف التعديلات المقترحة على قانون المناطق الاقتصادية    ارتفاع أسعار الدواجن، وهذا سعر البيض في السوق اليوم الثلاثاء    بيلاروسيا تجري اختبارا مفاجئا لحاملات الأسلحة النووية    تعرف على حكم مباراة العودة بين الأهلي والترجي في نهائي دوري أبطال أفريقيا    النيابة تخلي سبيل مجدي شطة بكفالة مالية    سب والدته.. المشدد 10 سنوات للمتهم بقتل شقيقه في القليوبية    تجاوز 185 ألف جنيه.. تعرف على سعر إطلالة ياسمين عبدالعزيز في «صاحبة السعادة» (صور)    وائل كفوري ونوال الزغبي يحييان حفلًا غنائيًا بأمريكا في هذا الموعد (تفاصيل)    الصحة: نحرص على توفير الدورات بشكل دائم لصقل مهارات الأطقم الطبية والإدارية    الشامي: حسام حسن علمني الالتزام في الملعب.. وأخبرني أنني أذكره بنفسه وهو صغير    «زعيم الأغلبية» يدين الهجمات الوحشية للقوات الإسرائيلية على رفح الفلسطينية    غدا.. صحة المنيا تنظم قافلة طبية بقرية معصرة حجاج بمركز بني مزار ضمن مبادرة حياة كريمة    على طريقة الشيف عظيمة.. حضري بسكويت اليانسون في المنزل    9 أيام إجازة متواصلة.. موعد عيد الأضحى 2024    الرئيس الصيني يتعهد ب"عدم نيسان" قصف الناتو للسفارة الصينية في بلجراد    قبل بدء فصل الصيف.. موعد انخفاض أسعار الاجهزة الكهربائية وتوقعات السوق (الشعبة توضح)    نجمة البوب العالمية دوا ليبا تصدر ألبومها المنتظر "التفاؤل الجذري"    كيف يقوم العبد المسلم بشكر ربه على نعمِه الكثيرة؟..د.عصام الروبي يوضح    رئيس "دينية الشيوخ": تعليم وتعلم اللغات يمهد لمقاصد شرعية كريمة    البورصة المصرية تربح 11.9 مليار جنيه في ختام تعاملات الثلاثاء    بدء تطبيق نظام رقمنة أعمال شهادات الإيداع الدولية «GDR»    وزير الدفاع البريطاني يطلع البرلمان على الهجوم السيبراني على قاعدة بيانات أفراد القوات المسلحة    للأمهات.. أخطاء تجنبي فعلها إذا تعرض طفلك لحروق الجلد    وزير الري يتابع موقف المشروعات المائية وتدبير الأراضي لتنفيذ مشروعات خدمية بمراكز المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"    انطلاق الأعمال التحضيرية للدورة ال32 من اللجنة العليا المشتركة المصرية الأردنية    ضبط متهم بالاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بأهالي المنيا    نصائح مهمة لطلاب ثانوي قبل دخول الامتحان.. «التابلت مش هيفصل أبدا»    توقف حركة دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة    75 رغبة لطلاب الثانوية العامة.. هل يتغير عدد الرغبات بتنسيق الجامعات 2024؟    احتفالات القيامة بإيبارشية القوصية ومير بحضور المحافظ ومدير الأمن| صور    حفل met gala 2024..نجمة في موقف محرج بسبب فستان الساعة الرملية (فيديو)    9 عروض مسرحية مجانية لقصور الثقافة بالغربية والبحيرة    المشاكل بيونايتد كبيرة.. تن هاج يعلق على مستوى فريقه بعد الهزيمة القاسية بالدوري    بحضور مجلس النقابة.. محمود بدر يعلن تخوفه من أي تعديلات بقانون الصحفيين    الضرائب: تخفيض الحد الأدنى لقيمة الفاتورة الإلكترونية ل25 ألف جنيه بدءًا من أغسطس المقبل    الأمم المتحدة: العمليات العسكرية المكثفة ستجلب مزيدا من الموت واليأس ل 700 ألف امرأة وفتاة في رفح    برلماني: الاستجابة للمقترح المصري طوق النجاة لوقف نزيف الدم    3 ظواهر جوية تضرب البلاد.. الأرصاد تكشف حالة الطقس على المحافظات    بكتيريا وتسمم ونزلة معوية حادة.. «الصحة» تحذر من أضرار الفسيخ والرنجة وتوجه رسالة مهمة للمواطنين (تفاصيل)    انطلاق فعاليات مهرجان المسرح الجامعي للعروض المسرحية الطويلة بجامعة القاهرة    ضبط نصف طن أسماك مملحة ولحوم ودواجن فاسدة بالمنيا    «تعليم القاهرة»: انتهاء طباعة امتحانات نهاية العام الدراسي لصفوف النقل.. وتبدأ غدًا    عادات وتقاليد.. أهل الطفلة جانيت يكشفون سر طباعة صورتها على تيشرتات (فيديو)    "تم عرضه".. ميدو يفجر مفاجأة بشأن رفض الزمالك التعاقد مع معلول    إيرادات «السرب» تتجاوز 16 مليون جنيه خلال 6 أيام في دور العرض    اقوى رد من محمود الهواري على منكرين وجود الله    المتحف القومي للحضارة يحتفل بعيد شم النسيم ضمن مبادرة «طبلية مصر»    تفاصيل نارية.. تدخل الكبار لحل أزمة أفشة ومارسيل كولر    كيفية صلاة الصبح لمن فاته الفجر وحكم أدائها بعد شروق الشمس    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    زعيم المعارضة الإسرائيلي: على نتنياهو إنجاز صفقة التبادل.. وسأضمن له منع انهيار حكومته    لاعب نهضة بركان السابق: نريد تعويض خسارة لقب الكونفدرالية أمام الزمالك    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    شكر خاص.. حسين لبيب يوجه رسالة للاعبات الطائرة بعد حصد بطولة أفريقيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. أسامة قناوي ل"أخبار مصر": نحتاج للوزير القادر على تحويل خطط الحكومة إلى واقع ملموس ويتمتع بالمهارات العامة للتحاور والتفاوض وعلاج الأزمات الطارئة
نشر في أخبار مصر يوم 17 - 09 - 2015

خلال يومين ينتهي المهندس شريف اسماعيل من تشكيل حكومته الجديدة التى ستعمل معه حتى الانتهاء من الانتخابات البرلمانية .. المصريون يأملون ان تكون حكومة معبرة عن آمال وطموحات وتطلعات الرئيس والشعب المصري الذي يثق في قيادته السياسية التى تعمل ليل نهار على الاهتمام بالمواطن واحتياجاته اليومية.
رئيس الحكومة المكلف سيعرض تشكيلة حكومته الجديدة على الرئيس عبد الفتاح السيسى ويعقبها تحديد موعد حلف اليمين الدستورية خلال الساعات القادمة من جانب رئاسة الجمهورية بعد إطلاع الرئيس على الوزراء الجدد المرشحين.
بعد ذلك يعقد الرئيس عبد الفتاح السيسى، اجتماعًا مع الحكومة الجديدة عقب حلف اليمين مباشرة ويعقبها اجتماع رئيس الحكومة الجديد مع حكومته بمقر مجلس الوزراء.
موقع "أخبار مصر" www.egynews.net التقى الدكتور أسامة علي قناوي خبير التدريب وإستشاري تطوير مؤسسي للحديث حول الملفات المهمة التى تنتظر الحكومة القادمة.
نص الحوار
*** في البداية كيف يختار العالم المتقدم الوزراء؟
بدون المعايير يصبح الإختيار عشوائي لايمت للتطبيق العملي بأي صلة.. في بلدان العالم المتقدم نرى أن من يحتل منصباً لا بد أن يكون كفؤاً له، سواء من ناحية خبراته العلمية أو العملية، في البلاد المتقدمة يكون الإختيار نابع من وضع معايير أساسية في العمل الوطني.. بدون تلك المعايير يكون الإختيار مبني على إختيارات شخصية أو إفتراضيات قد لا تأتي بنتائج إيجابية . المعايير تشكل معادلة متكاملة بين المعرفة التامة بالمنصب الوزراي والدور السياسي للمنصب والقدرة على تحويل خطط الحكومة إلى واقع ملموس بالإضافة إلى التمتع بالمهارات العامة للتحاور والتفاوض وعلاج الأزمات الطارئة … ولعل النقطة الجوهرية في الإختيار قدرة الوزير على تكوين فريق عمل متكامل لدية الرؤية المستقبلية للبلاد … بالإضافة إلى فريق متعاون لتسيير أمور المواطنين اليومية.
*** ما هي المعايير التى يتم على اساسها اختيار الأشخاص؟
أشكر لك هذا السؤال … فبدون المعايير تصبح الآراء الشحصية هي الحاكمة في الإختيار ولعل من الملاحظ منذ تولي الرئيس السيسي الحكم في مصر حرصه الشديد على وضع معايير عالمية تضمن حسن إختيار الكفاءات العملية والعلمية للمناصب القيادية العليا قادرة على تسيير عجلة التنمية الإقتصادية والإجتماعية نحو المستقبل المشرق.. بالإضافة إلى إعلاء مبدأ الشفافية والصراحة في التعامل اليومي مع مجريات الأحداث.. أستطيع أن أؤكد أن المعايير الأساسية التي يجب أن يتم إختيار القيادات العليا في مصر يجب ألا تخرج عن المعايير التالية :
المعيار الأول: الكفاءة والنشاط العلمى والقدرة على التطبيق العملي من خلال عدم الإهتمام بمؤشرات الآداء فقط ولكن يجب تحريك المؤشر إلى موضعين أعلى.. وهما مؤشر الإنجاز وهي قدرة الوزير ومعاونيه لتحقيق معدلات أعلى من المستوى المطلوب.. وهو ماشهدته مصر الحديثة في بعض مراحل بناء قناة السويس الجديدة.. وهذا المؤشر يحفز الوزارء للوصول إلى معدل أعلى يسمى مؤشر الإعجاز.. وهو المؤشر الذي وصلت إليه مصر في تنفيذ مشروع بناء قناة السويس الجديدة فهو مؤشر يصل إلى درجة الإعجاز في التطبيق.
المعيار الثاني: القدرة علي وضع خطة واقعية قصيرة وطويلة المدي ووضع جداول زمنية واقعية لإتمام تلك الأعمال فليس من المنطقي في الفترة القادمة وضع خطط طموحة دون وضع جدول زمني مرن يبرهن على تطبيقها … تطبيق عملي على أرض الواقع قادر علي حل المشكلات التي قد تعترض سير العمل من خلال المهارة والفاعلية في إتخاذ القرارات .
المعيار الثالث: القدرة علي التحليل والإبتكار والإبداع يمثلُ الابتكارُ وَالإبداعُ إحدَى الضروراتِ الأساسيةِ فِي إدارةِ الوزير الأعمالِ الخاصة بالوزارة وإدارة المؤسساتِ التابعة لها. لأن عجلة الزمانَ فِي تصاعدٍ، والحاجاتُ والطموحاتُ للمواطن فِي نموٍ واتساعٍ، فلاَ يعدُّ كافيًا أوْ حتَّى مرضيًا آداء يتسم وتيرة العملِ فِي المؤسساتِ بالشكل الروتينيِ التقليديِ؛ لأنَّ استمرارَ العمل بالروتين والبيروقراطية قد يؤدِّي إمَّا إلَى التجمد ، أو التراجع عنِ الركبِ المتسارعِ.
المعيار الرابع: الحيادية في التعامل مع الموظفين والمرؤوسين والمرونة في التعامل مع المواقف الطارئة … ويتم ذلك من خلال التعرف على المجموعات المختلفة للمتعاملين معها، الحاليين والمحتملين، ومن ثم التنبؤ بإحتياجاتهم المختلفة وتوقعاتهم المستقبلية.. بالإضافة إلى ترجمة كافة الإحتياجات والتوقعات والمتطلبات إلى واقع من خلال بناء وتطوير حوار متواصل مع المتعاملين يتسم بالشفافية والمصارحة.
*** حدثنا عن كيفية اختيار الوزراء في بلدان أوروبا وأمريكا وسنغافورة والصين وغيرهما؟
تختلف معايير إختيار الأشخاص في البلدان السابقة حسب الصبغة السياسية المحدده لطبيعة الحكم فيها.. ولكن لعل النموذج القوي في البلدان الشرق أسيوية تجربة سنغافورة واليابان.. بالنظر إلى سنغافورة التي زارها الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا ليس من قبيل المبالغة إطلاق لقب "معجزة" على تجربة سنغافورة التي نهضت من نقطة قريبة من الصفر لتقف بين عمالقة آسيا الصناعيين الكبار فهذه الدولة – الجزيرة التي لا تتعدى مساحتها 214 ميلا مربعا والمحرومة من النفط والثروات الباطنية – استطاعت خلال أربعة عقود أن تصبح حاضرة بنظام وزراي يقترب من الخلو من الفساد الإداري والمعايير لا تختلف عن مثيلاتها في الدول المتقدمة ولكن يجب أن تتوفر لدى الوزراء معايير الإبتكار في العمل .. والتفكير خارج الصندوق … والإهتمام بنواحي التقدم بدلا من الإنخراط في حل المشكلات اليومية للمواطن … فدول العالم تعتقد تماما أن حل المشكلات اليومية للمواطنين ليست الشغل الأول لعمل الوزير ولكن هي دور يجب ان تقوم به هيئات وكيانات قريبة من العمل الميداني والتي قد تصل إلى دور فعال للمجتمع المدني .
الفكر الياباني مثلا يهدف إلى مشاركة المواطنين في منظومة الحل.. وبالتالي يكون تفكير المواطن يتوجه لتقديم الحل بدلا من رفع الشكوى.. فنجد من المألوف في سنغافورة تشجيع المواطن على تقديم المبادرة الإيجابية وتشجيعها من الوزراء بدءا من النزول إلى الشارع والإسهام في الأعمال التطوعية مثل تنظيف المدينة وصيانة المرافق العامة فأصبح من المألوف رؤية رئيس الوزراء برفقة وزرائه وكبار المسؤولين في الدولة يقوم بتنظيف الشوارع والتقاط القمامة مع الجمعيات والكيانات والمبادرات المجتمعية .
الفكر الأوروبي يعتمد على اختيار الوزراء من أصحاب الكفاءة التي مصدرها في الأصل علمه وتجربته وصرامته في الالتزام بالقوانين واللوائح وخبرة الناس به لكونه ملتزما بمسؤوليات وظيفته.
*** كيف يكون لدينا ما يسمى الغربلة والانتقاء؟
مصر الآن ليست لديها رفاهية التجربة.. لذلك يجب أن نتأني في إختيار القيادات القادرة على العمل الميداني السليم.. ودعنا نتفق أن الغربلة والإنتقاء يجب ألا تعتمد على الأشخاص .. بل علينا غربلة وإنتقاء الأفكار … فغربلة الأفكار الخطوة الثانية والهامة في عملية تطوير المؤسسات المعاصرة إلا أنه يجب أن يلاحظ اختلاف خطوات الغربلة من مؤسسة لأخرى ويرجع هذا الاختلاف إلى تنوع طبيعة العمل وحجم وأهداف كل مؤسسة ذلك أن بعض المؤسسات تحتاج إلى ايجاد أنشطة جديدة.. برؤي جديدة.. ومن المهم أن نتفق أن عملية الغربلة ضرورية للمؤسسات الكبيرة والتي تنفق أو تستثمر الملايين لتقديم أو إنتاج خدمات جديدة يشعر بها المواطن.
تساعد الغربلة على تحديد نوعيات الكفاءات الإدارية والفنية التي تحتاجها عملية تطوير الأفكار إلى منتجات جديدة وقابلة للاستمرار في الأسواق المصرية والعالمية.. باختصار ترمي الغربلة إلى تأسيس قناعات إدارية محددة حول الجدوى الاقتصادية والمالية للفكرة قبل السير بإجراءات تطويرها بالإضافة إلى تقرير مدى مشروعيتها القانونية والاجتماعية وبما يجنب المؤسسات المعنية أية تكاليف أو أعباء مالية ليس لها أي جدوى .

*** كيف يكون لدينا تجارب أشخاص ناجحون مثل داسيلفا في البرازيل ومهاتير محمد في ماليزيا ولي كوان يو في سنغافورة؟
لعلى أميل إلى التجربة السنغافورية … بمناسبة أنها إحدى المحطات الهامة التي زارها الرئيس عبد الفتاح السيسي في الآونة الأخيرة ….. أن تجربة التنمية في سنغافورة قامت على ثلاثة مبادئ رئيسية هي: الجدارة والأمانة والنزاهة وقد ركز على العامل الأول الذي يسعى إلى البحث عن أفضل العقول الذكية في المجتمع.. خاصة أن سنغافورة ليس لديها مصادر طبيعية غنية لكنها اعتمدت على مصادرها البشرية التي شكلت الثروة الحقيقية.
وأري من وجهة نظري كخبير في الموارد البشرية أن أهم ما قامت به سنغافورة هو صقل مهارات الموارد البشرية والدفع بها في الخدمة المدنية لتحقيق التميز فركزت على اختيار المواهب والاهتمام بها حيث تمت ترقية 5 إلى 10 في المائة من الموظفين والعاملين سنويًا في مختلف القطاعات بشكل سريع لأنهم من أصحاب المواهب في حين يتم استبعاد الأقل موهبة حيث تصل نسبتهم إلى 5 في المئة وبالتالي فان العمل في سنغافورة يعد أكثر نظام يعتمد على الجدارة في العالم.
وتجربة سنغافورة تعني ببساطة الأخذ بكل ما هو عملي ومناسب وتطويعه ليناسب الوضع المحلي.. في الوقت الذي كانت فيه بعض الدول ترفض الاستثمارات الأجنبية فإن سنغافورة تفتح لها أبوابها.. لعل تلك التجربة تفتح آفاق جديدة للوزراء الجدد في توجيه بوصله التنمية نحو محور قناة السويس الجديدة.
*** كيف نتعرف على القدرات الشخصية لكل وزير؟
من الأفضل أن يتم إنشاء مركز تقييم آداء القادة يُخضع المرشحين للعديد من اللقاءات والحوارات والإختبارات الشخصية مع المتخصصين وفق المعايير التالية :
الاهتمامات والقدرات الواسعة:
ليس الوزير اسير تخصص ضيق بل يمتلك فهما عاما وثقافة واسعة ولديه قدرات متنوعة واهتمام خاص بالعمل المنوط به، اضافة الى اهتمامه بالعديد من القضايا والنشاطات المطلوبة الاخرى في المحيط الذي يتحرك فيه.
مهارات الاتصال والتخاطب:
ان يكون لديه القدرة على التعبير الواضح القادر على توصيل رسالته ببساطة وقوة وفاعلية وتأثير في عقول ومشاعر مستمعيه.
النضج:
ان تتسم جميع توجهاته وتصرفاته بسمات النضج وتقدير المسؤولية اما نفسيا فهو دائم الاطمئنان والتوازن في ذاته مما يجعله مصدرا للامان والطمأنينة لدى الموظفين والمواطنين.
الهمة العالية:
بان تكون لدية روح المبادرة والاقدام والشجاع والعزيمة، فالقائد الناجح يحبذ وضع الخطط وتنظيم عمل الاخرين وتوجيههم
القدرات الادارية:
كالتأمل والتأصيل والابداع والتخطيط والتنظيم والتوجيه والقدرة على الانجاز وتقويم الناس وتمحيصهم والتعلم والايحاء والتحليل وقوة الملاحظة وبعد النظر والقدرة على التحسين والتلخيص واعداد التقارير واتخاذ القرارات.
*** كيف يستطيع لرئيس الوزراء إحداث توازن ما بين المجموعة الوزارية والقدرة على الإبداع وحل مشاكل المواطنين؟
منصب الوزير منصب سياسى لا بد لمن يشغله أن يكون على قدر كبير من العلم والخبرة والرؤية السياسية، على دراية كاملة بمستقبل الوطن وقادر على وضع توصيف دقيق لمشاكل المواطن وتوجيه الجهات المساندة بوزارته إلى البحث والتحليل من أجل وضع برامج زمنية تهدف إلى وضع حلول لها وهنا يأتى دور الخبرات التى تقضى على المشاكل بحلول علمية…. حلول تتغلف بإطار الإبداع … فدور الوزير تقديم أفكارٌ تتصفُ بأنَّهَا جديدةً ومفيدةً ومتصلةً بحلٍّ أمثل لمشكلاتٍ معينةٍ أو تطويرِ أساليبَ أو أهداف أو تعميق رؤيةٍ أو تجميع أو إعادة تركيب الأنماطِ المعروفةِ فِي السلوكياتِ الإداريةِ فِي أشكالٍ متميزةٍ ومتطورةٍ تقفزُ بأصحابِهَا إلَى الأمامِ، إلاَّ أنَّ التعريفَ وحدَهُ لا يحققُ الإبداع مَا لم يتجسدْ فِي العملِ؛ لِذَا قدْ يمكنُ أنْ يقالَ إنَّ الإبداعَ الحقيقيَّ هُوَ فِي العملِ المبدعِ لاَ فِي التفكيرِ، وَإنْ كانَ العملُ المبدعُ يسبقهُ تفكيرٌ مبدعٌ.
ولعل من المناسب أن تقوم الأجهزة التنفيذية بوضع حلول غير تقليدية للمشكلات والمعوقات، بجانب محاربة الفساد بكافة أنواعه، وتفعيل جهاز المتابعة بجميع مديريات الخدمات والإدارات التابعة لكل وزير ، ومتابعة جميع القرارات والأعمال بشكل منتظم بطريقة تضمن سير العمل بكفاءة عالية.
*** كيف يتم اختيار أشخاص قادرين على احداث التنمية وإدارة الدولة باكبر قدر من المهنية والفاعلية؟
يجب أن نعترف إنَّ المؤسساتِ الناجحةَ يجبُ أنْ لاَ تقف عند حدِّ الكفاءةِ، بمعنَى أنْ تقتنعَ بالقيامِ بأعمالِهَا بطريقةٍ صحيحةٍ أوْ تؤدِّي وظيفتهَا الملقاة عَلَى عاتقِهَا بأمانةٍ وَإخلاصٍ، عَلَى الرغمِ منْ أهميةِ هَذَا الشعورِ وسموهِ، وَإنَّمَا يجبُ أنْ يكونَ طموحُهَا أبعدَ منْ ذلكَ، فترمِي ببصرِهَا إلَى الأبعد وبآمالِهَا إلَى الأسمَى حتَّى تكون متألقةً أفكارًا وأداءً وأهدافًا، وبتعبيرٍ آخرَ: حتَّى تكون مؤسسةً خلاّقةً مبدعةً، ويصبحُ الابتكارُ والإبداعُ والتجديدُ هِيَ السمات المميزة لأدائِهَا وخدماتِهَا.ولاشك أن الوزير هو رأس الحربة في العمل المؤسسي الناجح.
لذلك فإن قادة المؤسسات المتميزة يقومون بشحذ الهمم والسعي لخلق ثقافة إشتراك العاملين في صناعة القرار من خلال التفويض الجيد الفعال والتمكين، والتحسين والمساءلة لجميع الموظفين من خلال أفعالهم وتصرفاتهم وتجاربهم، بالإضافة إلى تجسيد القيم المؤسسية وإعطاء القدوة الحسنة في النزاهة والمسؤولية المجتمعية والسلوك المهني داخل المؤسسة وخارجها سعياً منهم لتطوير وتعزيز سمعة ومكانة المؤسسة.
ولعل النقطة الفاصلة صياغة مسار مستقبلي واضح وتحديد مرتكزات إستراتيجية للمؤسسة وتعميمها، ومن ثم السعي لتوحيد وتصويب جهود الموظفين نحو تبني الرؤيا والرسالة والأهداف والعمل على تحقيقها.
*** كيف نختار الوزراء في مصر؟
من المعروف لدي المتخصصين أن الإختيار لا يتم بشكل عشوائي … فالعشوائية والآراء الشخصية لم تعد المعيار الذي يستطيع الوزراء المحسوبن على أشخاص أو جهات الوصول إلى سلم الوزاة في مصر.. كذلك يجب أن يخلو الإختيار من معنى الواسطة أو الإعتماد على رأي المعارف.. فقط العمل الجيد والاجتهاد والخبرة اللازمة لشغل المناصب.. لذلك يجب أن يخضع اختيار الوزراء إلى مواصفات ومعايير مهنية يُراعى فيها تراكم الخبرات الإدارية والتوازن المنطقي والتحديث الإداري. ويتم الاختيار من بين أسماء كثيرة عن طريق لجان وخبراء متخصصين في هذا المجال؛ لذا يحسن أن تكون معايير اختيار الوزراء مستمدة من هذه المعايير التي تعمل بها الدول المتقدمة إدارياً.
*** هل يتم اختيارهم بشكل علمي أم عن طريق الاعلام والمعارف؟
من الخطأ الإعتماد فقط على المنهج الأكاديمي أو الإعلامي في الإختيار … فحرم الجامعة قد يكون زاخر برصيد عالي من العلماء في تخصصاتهم … ولكن قد يكون التطبيق العملي للنظريات على أرض الواقع حجر عثرة في تقدم الوطن …. وكما سبق أن تحدثت بها معك في حديث سابق … أن مصر ليس لديها رفاهية الوقت .. أو رفاهية التجارب …. انما يجب أن تضع القيادة السياسية الكثير من المعايير التي تضمن نجاح الوزارة في آداء عملها، قد تكون من المعايير أن يكون الوزير قد عمل في الوزارة التي سيُعين عليها لكي يكون مُلمَّاً بدقائق ومهام الوزارة وعارفاً بالمشكلات التي تواجهها ومدركاً توازنات القوى فيها، وإذا كان من خارجها فيجب أن يكلف بالعمل فيها عاماً واحداً قبل أن يُكلف وزيراً؛ ليتعرف على مهام الوزارة ويرسم له استراتيجية، لأن الوزير الذي لم يسبق له العمل في نفس الوزارة سيستغرق أشهراً إلى أن يتعرف على مهامه، وأشهراً ليتعرف على مشكلات الوزارة، وأشهراً ليرسم الاستراتيجيات، وأشهراً يجرب ويخطئ، وتذهب سنوات ولا يقدم فيها للوزارة أي خدمة أو تطوير.
ومن المعايير كذلك، أن يكون قد سبق له أن تولى مهام إدارية؛ لأن الوزير الذي لم يتولَّ أعمالاً إدارية تنقُصه جوانب فنية في الإدارة وستكون مهارات الاتصال مع الجمهور لديه ضعيفة؛ لأن الإدارة وإن كانت مكتسبة إلا أنها فن يُدرس وتجارب متراكمة يُستفاد منها.
من المعايير أيضاً، أن يُعيَّن وزراء جدد ولا يُمدد لمن أمضى ثلاث فترات ؛ لأن بقاءه يبعث على الجمود وعدم التحديث، حيث يركن إلى ما قدمه من منجزات ويكتفي بها ويفتُر حماسه وينتهي كل ما في جعبته من أفكار واقتراحات.
***التخبط والعشوائية فى القرارات.. وعدم القدرة على التعامل مع الأزمات، جميعها سمات اتسمت بها أغلب الحكومات المصرية رغم اختلاف الأنظمة السياسية كيف نتجنب ذلك في الحكومة الجديدة؟
نعم … أتفق معك.. ولعل غياب الرؤية أو تقديم خطط غير قابلة للتحقيق كانت من ضمن أسباب إخفاق بعض الوزارات في عملها.. لذلك فنحن نحتاج في الحكومة الجديدة إلى مجموعة كبيرة جدا من الوزراء لديهم رؤية فى التخطيط والتنفيذ والرقابة ورعاية الأولويات.. فلكل مرحلة من مراحل نجاح المجتمع والوطن المصري نحو بلوغ المكانة العالمية لمصر في العالم بأكمله.. وزيرا يكون من معاونيه من ينسق مع المحافظين في نواحي مصر.. بكل محافظات مصر تنسيقا قادرا على إيجاد مصادر للتمويل فى كل محافظة واجتذاب رجال الأعمال للاستثمار فى مشروعات تدر عائداً على المحافظات، فكل محافظة فى ربوع مصر لديها نقطة جذب ونماء وارتقاء.
نحتاج في الحكومة الجديدة وزير برتبه قائد.. سبق له أن تولى مهام إدارية؛ لأن الوزير الذي لم يتولَّ أعمالاً إدارية تنقُصه جوانب فنية في الإدارة وستكون مهارات الاتصال مع الجمهور لديه ضعيفة؛ لأن الإدارة وإن كانت مكتسبة إلا أنها فن يُدرس وتجارب متراكمة يُستفاد منها.
نحتاج إلى وزير لديه الشعور بأهمية الرسالة التي يريد تأديتها وان يؤمن بقدرته على القيادة.. ويتحلى بالشخصية القوية القادرة على الحزم ومواجهة المشكلة من جذورها.
نحتاج إلى وزير ناضج وصاحب آراء جيدة ببراعة وذوق، وبصيرة وحكمة، وان يكون صاحب حكمة للتمييز بين المهم وغير المهم والعاجل والغير العاجل.. بمعنى أدق قادر على ترتيب الأولويات.
نحتاج إلى وزير يتحلى بالطاقة والنشاط والحماس، و الحيوية والرغبة في العمل والمبادرة، حازم ولدية ثقة في اتخاذ القرارات المستعجلة والاستعداد الدائم للعمل.. يتخلى عن رغباته واحتياجاته الشخصية لتحقيق المصالح العامة للدولة.. قادرا على التواصل مع أفرادها بشفافية متحلي بمهارات الاتصال والتخاطب وفصاحة اللسان وقوة التعبير.
أخيرا.. نحتاج وزير بعقلية قائد.. يتمتع بالقدرات الإدارية والقدرة على التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة وتشكيل فريق العمل وتقويم ادائهم بشكل فعال.
*** وهل هناك أسس محددة يتم بناءا عليها اختيار الوزير خاصة بعد قيام ثورتين خلصتا المجتمع من آفة الاعتماد على أهل الثقة كمعيار أساسى وربما وحيد عند اختيار الوزير أو أى مسئول فى الدولة؟
عانت مصر كثيراً من تفضيل «أهل الثقة» علي «أهل الخبرة والكفاءة».. واستنزف الاقتصاد المصري الكثير من موارده وثرواته بسبب هذه السياسة.. التي كانت غائب عنها توفر المعايير .
فمصر عامرة بخبراء متخصصون وعلماء ومفكرون وعباقرة.. فلماذا لم نستطع حل مشكلة التعليم والزراعة والصناعة والمرافق والصحة وغيرها من المشكلات التي تعانيها.. في ذات الوقت الذي تشهد به بلاد أوروبا وبلدان العالم العربي بكفاءة الخبراء والعلماء المصريين في أرقي الميادين.. حتي ان وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» تستعين بعشرات الخبراء المصريين في أرفع المواقع المتعلقة بصناعة الفضاء.. ولعل مصطلح الطيور المهاجرة ظهر مع الإعتماد على مصطلح أهل الثقة أكثر من أهل الخبرة.. إذا.. يجب أن يتم إختيار العناصر المتميزة من " أهل الخبرة والكفاءة والولاء".. الولاء للوطن.. الولاء المؤسسي.
*** في الدول الديمقراطية العريقة يتم اختيار الوزراء من الأحزاب السياسية التى تعج بكم كبير من الخبرات والكوادر متى يتحقق هذا الحلم في مصر؟
نعم.. لذلك نحتاج إلى تفعيل أكثر من جانب الأحزاب لتقديم حلول إبتكارية لصالح الوطن.. ولذلك نؤكد مرارا.. أن الشخص المرشح للمنصب الوزاري.. يجب أن يكون من أهل الكفاءة في كافة المواقع الوطنية.. وخاصة أن التجارب السابقة في الوطن هي أن غالبية التشكيلات الوزارية كانت من أحزاب يغلب على اختيارها لفظ أهل الثقة.. وللأسف لم يكونوا على درجة كافية من الكفاءة والتخصص والاحتراف مما ذهب بنا بعيداً عن الإبداع والتطوير بل وساهم في إقصاء كثير من أهل الكفاءة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.