اكدت فرنسا امس انها على استعداد للتعاون مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينيةالجديدة اذا ما تشكلت على قاعدة اتفاق مكة. وفي الوقت نفسه دعا الرئيس محمود عباس الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى بذل جهوده لرفع الحصار عن الحكومة الجديدة، وطلب تأييده لاعادة احياء عملية السلام في المنطقة. جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقد امس في قصر الاليزية بين الرئيسين عباس وشيراك وفي التصريحات الصحافية التي اعقبت اللقاء المذكور. وافادت مصادر الرئاسة الفرنسية ان شيراك وصف خلال اللقاء مع عباس اتفاق مكة حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بأنه »خطوط اولى نحو اخذ شروط الرباعية الدولية في الاعتبار«. وقال المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية جيروم بونافون ان شيراك »اكد دعم فرنسا لفكرة حكومة وحدة وطنية واعتبر ان اتفاق مكة يشكل خطوة اولى نحو اخذ شروط الرباعية في الاعتبار». واضاف المتحدث ان شيراك ابلغ عباس ان »فرنسا ستواصل التحرك ليساهم الاتحاد الاوروبي في هذه العملية على المستوى السياسي وكذلك على صعيد التعاون». من جهته كرر الرئيس عباس امله رفع الحصار الذي فرضته الدول الغربية على الحكومة الفلسطينية منذ شكلتها حماس في اذار 2006، على خلفية اعتبارها منظمة ارهابية من جانب اسرائيل وواشنطن والاتحاد الاوروبي. وقال عباس للصحافيين »طلبنا الا تخضع الحكومة الجديدة التي ستشكل للحصار نفسه الذي فرض على الحكومة الحالية، نأمل ان يرفع هذا الحصار»، مشيرا الى ان »الام الشعب الفلسطيني ستستمر والعقوبات ستتسبب بمزيد من الخراب». ورأى الرئيس ان شيراك »مستعد لبذل جهود بهدف معالجة المشاكل بيننا وبين الاسرائيليين وفرنسا ابدت استعدادا دائما للقيام بجهود». من جهة اخرى، شدد الرئيس الفرنسي على »اهمية الافراج عن الجندي الاسرائيلي» جلعاد شاليت الذي اسرته في حزيران الماضي مجموعات مسلحة فلسطينية وذلك »كخطوة حيال المجتمع الدولي». ودعا شيراك مختلف الافرقاء الى السعي ل»ترجمة (اتفاق مكة) الى الحقيقة والوقائع». واضاف بالنسبة الى المجتمع الدولي »هناك خصوصا الاقرار بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية» التي يترأسها عباس، مؤكدا »انها نقطة بالغة الاهمية»، في اشارة الى اتفاق اوسلو والاعتراف بدولة اسرائيل. وطلب عباس من شيراك »دعمه» و»تأييده» اعادة احياء عملية السلام في الشرق الاوسط كما اشاد بالدعم الدائم للرئيس الفرنسي الذي تنتهي ولايته قريبا وقال مخاطبا اياه »انت صديق كبير نكن له كثيرا من الاحترام». وتأتي جولته الاوروبية بعد اجتماع ثلاثي عقد الاثنين في القدس وجمع الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس. وواعتبر شيراك ان الاقرار بوجود دولتين اسرائيلية وفلسطينية يشكل الطريق »المنطقي» الوحيد لبلوغ سلام »يمكن ان يضمنه المجتمع الدولي». فيما كرر عباس »التزامه الحل القائم على الدولتين وقرارات الشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة، اضافة الى رفض الارهاب والعنف». واضاف انه يعتقد ان اجتماع الاربعاء الماضي الذي عقدته الرباعية كان مشجعا. واضاف في قصر الاليزيه »اعتقد ان الاجتماع الاخير كان اجتماعا جيدا. الرباعية قالت »لننتظر ونترقب.» انه ليس رفضا.. انه تعبير عن تردد مؤكد.» وقال الرئيس انه لم يفقد الامل في سلام دائم مع اسرائيل. واضاف »لا يمكننا القول ان هناك اي شيء يكون مقطوع الرجاء تماما. يجب ان نواصل محاولة العمل للعثور على حل. يجب ان نواصل التحدث مع الاسرائيليين. نحن شركاء مع الاسرائيليين.. شركاء من اجل السلام.» بلازي يرحب بتشكيل الحكومة على اساس اتفاق مكة ومن جانبه، اعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي امس ان فرنسا »ستكون على استعداد للتعاون» مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينيةالجديدة »اذا ما تشكلت على قاعدة اتفاق مكة» وستدعو عندئذ شركاءها الى العمل في هذا الاتجاه. وقال دوست بلازي »اذا تشكلت هذه الحكومة على قاعدة اتفاق مكة، قلت للرئيس الفلسطيني ان فرنسا ستكون على استعداد للتعاون معها وان بلدنا سيدعو ايضا الى مثل هذا الاتجاه داخل الاتحاد الاوروبي ولدى شركائنا الاخرين في المجتمع الدولي». وكان الوزير الفرنسي يتحدث في ختام لقاء مع الرئيس عباس الذي يزور باريس. الرئيس يصف لقاءه مع شيراك بالمثمر ووصف الرئيس عباس، لقاءه مع الرئيس شيراك بأنه لقاء مثمر. وقال في حديث لحشد من الصحفيين، تجمعوا في باحة قصر الإليزيه بعد اجتماعه مع نظيره الفرنسي، إن الرئيس شيراك تفهم الموقف الفلسطيني، وإنه سيبذل جهوده على مستوى فرنسا والاتحاد الأوروبي لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، ولإيجاد حل طبيعي للقضية الفلسطينية. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت اللجنة الرباعية سترفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، قال إن هناك بعض التفاؤل بعد اجتماعها الأخير في برلين يوم الاربعاء الماضي، واصفاً موقفها ب المعقول. ورداً على سؤال حول الموقف الإسرائيلي من حكومة الوحدة الوطنية، أجاب الرئيس أنه ليس هناك مخرج إلا الاستمرار في عملية السلام، وعلى الجميع أن يقبل بالاتفاق الفلسطيني في مكة، ورسالة التكليف ترد بإيجابية على كافة تساؤلات الشرعية الدولية. وحضر الاجتماع عن الجانب الفلسطيني، ياسر عبد ربه، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ود. صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات في المنظمة، والسيد نبيل أبو ردينة، الناطق باسم الرئاسة، وهند خوري، مفوض فلسطين العام لدى فرنسا. الرئيس التقى السفراء العرب المعتمدين لدى باريس كما التقى الرئيس عباس، امس السفراء العرب المعتمدين لدى باريس حيث اطلعهم على نتائج جولته الأوروبية الحالية لحشد الدعم الدولي لاتفاق مكةالمكرمة، وإحياء عملية سلام ذات مغزى، تقود إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود 1967. واستعرض الرئيس نتائج مباحثاته في لندن مع توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني، وفي برلين مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، وفي بروكسل مع خافيير سولانا، المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، و في باريس مع الرئيس جاك شيراك.