بدء تقديم كلية الشرطة 2025 اليوم «أون لاين» (تفاصيل)    اليوم، الهيئة الوطنية للانتخابات تعقد مؤتمرا صحفيا لإعلان الاستعداد لانتخابات الشيوخ    هبوط كبير في عيار 21 الآن.. مفاجأة في أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة    إسرائيل تهدد حماس بإجراء مرعب في غزة حال فشل التوصل إلى اتفاق    «محاولة خبيثة».. أول رد إيراني على العقوبات الأمريكية الجديدة بشأن سفن النفط والطاقة    «مصرُ» و«غزة»... التاريخُ يشهدُ بما يُغنينا عن الكلام    مديرة الاستخبارات الأمريكية تتوعد المتورطين بفبركة تقارير التدخل الروسي المزعوم    زلزال جديد يضرب جزيرة روسية بقوة الآن    الكابينت الإسرائيلي يناقش ضم مناطق في غزة حال عدم التوصل إلى اتفاق مع حماس    حرمه منها كلوب وسلوت ينصفه، ليفربول يستعد لتحقيق حلم محمد صلاح    موعد مباراة الأهلي الأولى في الدوري المصري    سائق نيسان «أوليفر رولاند» يتوج ببطولة العالم للفورمولا e في إنجلترا    اللقطات الأولى لخروج قطار عن القضبان واصطدامه برصيف محطة السنطة في الغربية (فيديو)    أمطار وانخفاض درجات الحرارة.. بيان هام من الأرصاد يكشف طقس الساعات المقبلة    توقعات الأبراج وحظك اليوم الخميس.. طاقة إيجابية في انتظار هذا البرج    هشام عباس بذكريات "التسعينيات" وفريق وسط البلد ب"تكتيك مبتكر" يشعلان حفل الصيف بالإسكندرية (فيديو)    أقوى رد على شائعة طلاقهما، رامي رضوان يفاجئ دنيا سمير غانم بعرض "روكي الغلابة" (فيديو وصور)    الأحكام والحدود وتفاعلها سياسيًا (2)    احذروها في الصيف.. 7 مشروبات باردة تهدد حياة مرضى الكلى    الدفاع الروسية: اعتراض 13 مسيرة أوكرانية فوق مقاطعتي روستوف وبيلجورود    "بعد يومين من انضمامه".. لاعب الزمالك الجديد يتعرض للإصابة خلال مران الفريق    بسبب خلافات الجيرة في سوهاج.. مصرع شخصين بين أبناء العمومة    اتحاد الدواجن يكشف سبب انخفاض الأسعار خلال الساعات الأخيرة    نقيب السينمائيين: لطفي لبيب أحد رموز العمل الفني والوطني.. ورحيله خسارة كبيرة    رامي رضوان ودنيا سمير غانم وابنتهما كايلا يتألقون بالعرض الخاص ل «روكي الغلابة»    حنان مطاوع تنعى لطفي لبيب: "مع السلامة يا ألطف خلق الله"    بالأسماء| ننشر حركة تنقلات وترقيات قيادات وضباط أمن القاهرة    بمحيط مديرية التربية والتعليم.. مدير أمن سوهاج يقود حملة مرورية    مذكرات رجل الأعمال محمد منصور تظهر بعد عامين من صدور النسخة الإنجليزية    من بيتك في دقائق.. طريقة استخراج جواز سفر مستعجل (الرسوم والأوراق المطلوبة)    سعر التفاح والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 31 يوليو 2025    أول تصريحات ل اللواء محمد حامد هشام مدير أمن قنا الجديد    المهرجان القومي للمسرح المصري يعلن إلغاء ندوة الفنان محيي إسماعيل لعدم التزامه بالموعد المحدد    «الصفقات مبتعملش كشف طبي».. طبيب الزمالك السابق يكشف أسرارًا نارية بعد رحيله    إيرادات أزور تتجاوز 75 مليار دولار ومايكروسوفت تحقق أرباحا قياسية رغم تسريح الآلاف    يعشقون الراحة والسرير ملاذهم المقدس.. 4 أبراج «بيحبوا النوم زيادة عن اللزوم»    التوأم يشترط وديات من العيار الثقيل لمنتخب مصر قبل مواجهتي إثيوبيا وبوركينا فاسو    ختام منافسات اليوم الأول بالبطولة الأفريقية للبوتشيا المؤهلة لكأس العالم 2026    في حفل زفاف بقنا.. طلق ناري يصيب طالبة    مصرع شاب وإصابة 4 في تصادم سيارة وتروسيكل بالمنيا    التنسيقية تعقد صالونًا نقاشيًا حول أغلبية التأثير بالفصل التشريعي الأول بالشيوخ    إغلاق جزئى لمزرعة سمكية مخالفة بقرية أم مشاق بالقصاصين فى الإسماعيلية    نشرة التوك شو| انخفاض سعر الصرف.. والغرف التجارية تكشف موعد مبادرة خفض الأسعار..    بعد 20 سنة غيبوبة.. والد الأمير النائم يكشف تفاصيل لأول مرة (فيديو)    هل يعاني الجفالي من إصابة مزمنة؟.. طبيب الزمالك السابق يجيب    مدير تعليم القاهرة تتفقد أعمال الإنشاء والصيانة بمدارس المقطم وتؤكد الالتزام بالجدول الزمني    القبض على 3 شباب بتهمة الاعتداء على آخر وهتك عرضه بالفيوم    شادى سرور ل"ستوديو إكسترا": بدأت الإخراج بالصدفة فى "حقوق عين شمس"    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الخميس 31 يوليو 2025    هل تتأثر مصر بزلزال روسيا العنيف، البحوث الفلكية تحسمها وتوجه رسالة إلى المواطنين    حدث ليلًا| مصر تسقط أطنانا من المساعدات على غزة وتوضيح حكومي بشأن الآثار المنهوبة    تنسيق المرحلة الأولى 2025.. لماذا يجب على الطلاب تسجيل 75 رغبة؟    حياة كريمة.. الكشف على 817 مواطنا بقافلة طبية بالتل الكبير بالإسماعيلية    أسباب عين السمكة وأعراضها وطرق التخلص منها    ما حكم الخمر إذا تحولت إلى خل؟.. أمين الفتوى يوضح    الورداني: الشائعة اختراع شيطاني وتعد من أمهات الكبائر التي تهدد استقرار الأوطان    أمين الفتوى يوضح آيات التحصين من السحر: المهم التحصن لا معرفة من قام به    ما المقصود ببيع المال بالمال؟.. أمين الفتوى يُجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ساركوزى رئيساً جديداً لفرنسا
نشر في أخبار مصر يوم 20 - 05 - 2007

وفق ترتيبات أعدت بدقة ، جرت مراسم نقل السلطة الاربعاء 16/5/07 20فى قصر الإليزيه مقر الرئاسة الفرنسية حيث أدي الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي اليمين الدستورية كرئيس لفرنسا رسمياً خلفا لجاك شيراك الذي شغل المنصب على مدى 12 عاما.
وبهذا يصبح ساركوزي، والذي يبلغ من العمر 52 عاما، الرئيس الثالث والعشرين لفرنسا. وألقي ساركوزي كلمة بقصر الاليزيه بعد تسلمه مقاليد السلطة مباشرة. حيث قدم ساركوزي الشكر لكل رؤساء فرنسا السابقين لاسيما شارل ديجول الذي قال إنه أنقذ فرنسا لمرتين. كما شكر شيراك لجهوده في نشر القيم الفرنسية للعالم، وقال إنه سيجد في الشعب الفرنسي الشجاعة ليغير وجه العالم بأكمله، وعاهد الفرنسيين على انه لن يخيب ظنهم.
وأكد الرئيس الجديد إنه سيدافع عن هوية واستقلال فرنسا وسيعمل من أجل أوروبا تدافع عن مواطنيها، كما أكد أن الحاجة ملحة لمواجهة التمييز وعدم تقبل الآخرين. وأنهى ساركوزي خطابه قائلا "تحيا الجمهورية، تحيا فرنسا." وبهذه الكلمة أعلنت بدء ولاية ساركوزى بصفته الرئيس الثالث والعشرين للجمهورية منذ 1848، والتي تستمر خمس سنوات وذلك بعد فوزه بالدور الثاني لانتخابات الرئاسة قبل عشرة أيام.وبعد انتهاء خطاب ساركوزي أنشد مؤيدوه النشيد الوطني الفرنسي.
و الجدير بالذكر ان هذه المراسم تجرى للمرة الثالثة من نوعها فى الجمهورية الخامسة ،وكانت الاولى التى نظمت عند انتقال السلطة من فاليرى جيسكار ديستان، لفرنسوا ميتران فى 1981 ثم بين ميتران وشيراك فى 1995 .
وحضر حفل التنصيب نحو 400 مدعو وشمل استعراضا قام به الحرس الجمهوري، تلاه اجتماع ثنائي بين ساركوزي وشيراك سلمه خلاله أسرار الترسانة النووية الفرنسية وأوجز له سائر الملفات السياسية المتعلقة بفرنسا داخلياً وخارجياً . ووجدير بالذكر أن مراسم التنصيب جرت وسط إجراءات أمنية مشددة تحسباً للإضطرابات التي قد تحدث في أحياء المهاجرين، وأيضا بسبب تهديدات صدرت عن جماعة مرتبطة بالقاعدة تعرف باسم "كتائب أبو حفص المصري" هددت في بيان على الإنترنت بهجمات في قلب "عاصمة ساركوزي"،حيث وصف التنظيم الذي سبق له تبني هجمات مدريد ولندن، ساركوزي ب"الصليبي الصهيوني" الذي يسير على خطى أميركا، وهدد إنه سيعاقب فرنسا على انتخابه.
ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الجديد الجمعة18/5 تشكيل حكومته التي يرجح أن تضم شخصيات يسارية بارزة.
كما ينوي ساركوزى إنشاء مجلس للأمن القومي على الطريقة الأميركية مرتبط مباشرة بمكتب الرئاسة.وكان ساركوزي خلال حملته الانتخابية وصف هذا المجلس بأنه "الهيئة الرئيسية لتحليل ومناقشة والتفكير في مجال الأمن والدفاع في الفترات العادية كما في الأزمات"و سيجتمع المجلس بانتظام لإرساء السياسة الدفاعية والدولية والأمنية أو تحليل المعلومات التي تجمعها أجهزة الاستخبارات، كما سيعبأ في حالات الطوارئ الأمنية.
ومن أولى المهام الخارجية التي تنتظر ساركوزي إجراء محادثات اليوم في برلين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل.
وكان الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك قد ألقى خطابا تلفزيونيا الثلاثاء15/5 اعتبر بمثابة وداع للشعب الفرنسي قبل أن يسلم السلطات الى الرئيس المنتخب نيكولا ساركوزي.
وعبر شيراك في خطابه عن محبته للشعب الفرنسي وثقته به وحثه على البقاء متحدا في ظل رئاسة ساركوزي.
وتوج خطاب شيراك فترة رئاسة استمرت 12 سنة وعملا سياسيا دام أربعة عقود. وقد قبل شيراك استقالة الحكومة الفرنسية برئاسة دومينيك دو فيلبان ممهدا بذلك الطريق أمام ساركوزي لاختيار حكومة جديدة.
وحول الحكومة الجديدة يؤكد ساركوزي إنه سيتم تشكيلها من 15 حقيبة نصف وزرائها من النساء، وهي أصغر حكومة بتاريخ البلاد، لكنها ستكون انتقالية حتى الانتخابات التشريعية الشهر المقبل.وكان رئيس الوزراء دومينيك دوفيلبان قد قدم استقالته بعد لقاء مع شيراك ،على أن يواصل تصريف الأعمال حتى إعلان خليفته الذي يتوقع أن يكون وزير الشؤون الاجتماعية السابق المحافظ المعتدل فرانسوا فيون، حيث يتوقع أن يشغل منصبه كرئيس للوزراء خلال الايام القليلة القادمة.
وجدير بالذكر أن دوفيلبان كان قد عارض حرب العراق كوزير للخارجية، وعين رئيسا للوزراء في شهر مايوعام 2005 بعد رفض فرنسا للدستور الأوروبي في استفتاء أجري في البلاد.
ويرى المراقبون أن المثيرفي الحكومة الجديدة التي يتوقع إعلانها الجمعة 18/5 أنها ستضم -حسب تصريحات ساركوزي- كل التيارات بما فيها الاشتراكيون الذين خاض ضدهم سباق الرئاسة ل"يجد كل مواطن فرنسي نفسه في الخيارات التي اتخذها سواء صوت لي أم لا"،وكانت هذه التصريحات قد جعلت البعض يتهم ساركوزى بمحاولة بتدمير الحزب الاشتراكي.
و يعتبر المراقبون أن المفاجأة الكبرى تكمن فى برنارد كوشنر وزير الصحة السابق وأحد مؤسسي "أطباء بلا حدود"، المرشح لشغل منصب وزير الخارجية،رغم أنه خدم في فريق الحملة الانتخابية للمرشحة سيجولين رويال،ما قد يثير انقسامات في صفوف الاشتراكيين.
وسيكون على ساركوزي -الذي استقال من رئاسة "الاتحاد من أجل حركة شعبية"- الآن العمل على ضمان الأغلبية المطلقة لحزبه في الانتخابات التشريعية حتى يستطيع تمرير الخطط الاقتصادية والاجتماعية التي وعد الفرنسيين بأن تكون جذرية.
وكان إستطلاع للرأى قد أظهرمؤشرات أن حزب ساركوزي سيحصل -مع حلفائه- في الانتخابات البرلمانية التي تجرى يومي 10 و17 يونيو المقبل على أغلبية مطلقة في البرلمان ب336 و390 مقعدا مقابل ما بين 149 و190 مقعدا للحزب الاشتراكي.
ومن ناحيته يخطط شيراك البالغ من العمر74 عاما لتأسيس رابطة تهدف الى "انقاذ البيئة" وتشجيع الحوار بين الثقافات المختلفة. وسيعلن عن تأسيس الرابطة التي ستحمل اسم شيراك في الخريف القادم، وستكون تحقيقا لوعده بأن "يخدم فرنسا بطريقة أخرى". وكان شيراك ،قد ألقى أمس آخر خطاب له كرئيس،داعيا الفرنسيين إلى الوحدة والتضامن، ومؤكدا ثقته في أن ساركوزي سيسير بفرنسا "على طريق المستقبل".
من هو نيكولا ساركوزي ؟
ولد نيكولا ساركوزى في 28 يناير 1955 - لأب مجري وأم فرنسية من أصل يهودي، ونشأ في باريس. تزوج ساركوزي مرتين وأنجب ثلاثة أبناء.ونشأ في باريس. وهو وزير داخلية فرنسي سابق ورئيس حزب التجمع من أجل الحركة الشعبية، وهو مرشح اليمين الفرنسي للانتخابات الرئاسية الفرنسية في 2007. وقد فاز بهذه الانتخابات بنسبة 53.2 % من أصوات الناخبين الفرنسيين بتاريخ 6 مايو 2007 ليصبح رئيسا للجمهورية الفرنسية خلفا للرئيس السابق جاك شيراك. و استلم مهامه رسميا بتاريخ 16 مايو 2007.
توجه ساركوزى الى العمل السياسى
يعتبر نيكولا ساركوزي منذ سنوات الرجل القوي في اليمين الحاكم الفرنسي. وهو من الداعين إلى القطيعة مع السياسات السابقة بهدف إحداث 'تغيير عميق' في البلاد. وكان ساركوزي قد دخل المعترك السياسي قبل أكثر من 30 عاماً وضع خلالها كل طاقته في خدمة طموحه السياسي للوصول إلى رئاسة الجمهورية. وكانت الخطوة الأولى بالنسبة إليه توليه في العام 2004 رئاسة الحزب الحاكم (الاتحاد من أجل حركة شعبية)، الذي أسسه جاك شيراك .ويعرف الرئيس الفرنسي الجديد بنشاطه وإرادته الموجهة نحو السلطة، كما يعرف بأنه دينامو بشري،حيث أنه خلف خصومه منهكين ومتعبين أثناء محاولاتهم اللحاق به .
و كان نيكولا ساركوزي البالغ الثانية والخمسين من عمره قد أثار دهشة النخبة الباريسية قبل بضع سنوات حينما اعترف بأنه لا يكف عن التفكير في أن يصبح رئيسا لفرنسا،ولكن ساركوزي لم يكن يوما جزءا من تلك النخبة، فهو ابن لمهاجر مجري، وقد تركه والده وهو صغير إلى جانب شقيقيه حينما كانوا في مرحلة غضة من العمر أيضا. وبحسب الكثيرين من كتاب السير الذاتية فقد ترك ذلك في نفس ساركوزي رغبة عارمة في أن يثبت نفسه عبر جدة العمل والجدارة الشخصية.
وينقسم الكثيرون بشدة حول ساركوزي على الساحة الفرنسية حيث أن ساركوزي لم يدرس بكلية النخبة التقليدية، وهي كلية الإدارة الوطنية، وبدلا من ذلك درس المحاماة.
ولم يمض وقت يذكر بعد انتهائه من دراسته إلا وانخرط في العمل السياسي وهو في عمر الثانية والعشرين، وأصبح عمدة لضاحية نويلي الراقية بينما لم يتجاوز الثامنة والعشرين بمساعدة الحزب الذي سبق حزب التجمع من أجل حركة شعبية، وهو حزب الرئيس جاك شيراك، والذي شمل الشاب الواعد نيكولا برعايته.
واليوم يشير خصوم ساركوزي في اليسار بسخرية إليه بوصف "المحافظ الجديد الأمريكي"، والذي تصادف أنه يحمل جوازا فرنسيا.
غير أن أنصاره يؤكدون بحماس وقوة أنه الرجل الوحيد الذي يمكنه إنقاذ فرنسا من المتاعب الاقتصادية والاجتماعية التي تعتريها.
ترشيح ساركوزى للانتخابات الرئاسية الفرنسية في 2007
ترك ساركوزي منصبه كوزير داخلية ورشح نفسه للانتخابات الرئاسية الفرنسية في عام 2007 .
وأظهرت نتائج الأستفتاء المبدئية على تقدمه على منافسيه المرشحين للرئاسة. وبيوم الانتخاب ضمن المرحلة الأولى حصل على ما يقارب 30% من الاصوات حاصدا المركز الأول وتأهل بذلك إلى المرحلة الثانية من الانتخابات بمواجهة سيغولين رويال.
وبتاريخ 6 مايو ربح بانتخابات المرحلة الثانية أيضا بنسبة 53.2% من أصوات الناخبين بينما حصلت منافسته رويال على 46.8%. واصبح بذلك رئيسا لفرنسا.
ملامح أفكار ساركوزي
دعا ساركوزى كل الفرنسيين بغض النظر عن انتماءاتهم ودياناتهم وأصولهم العرقية إلى العمل معا على أن تسير فرنسا إلى الأمام. ووعد الرئيس الفرنسي بأن تكون فرنسا شريكا موثوقا به بالنسبة لاوروبا، كما مد يده للولايات المتحدة بقوله إن فرنسا ستكون لها صديقا جيدا.
وأعرب ساركوزي عن إيمانه بالاندماج الأوروبي، لكنه تحدث أيضا عن أهمية الحماية الاجتماعية.
وقال ساركوزي: "لقد اختار الناخبون الابتعاد عن عادات وقيم الماضي، لذلك سوف أعيد تأهيل العمل والسلطة والأخلاق والاحترام."
وبالنسبة لعلاقات فرنسا مع جيرانها في الجنوب دعا ساركوزي إلى تحقيق السلام في حوض البحر المتوسط وإلى بناء اتحاد بين دول المتوسط يكون جسرا بين افريقيا واوروبا.
وناشد ساركوزي الأفارقة العمل مع فرنسا على ضبط الهجرة وأكد على رغبة فرنسا في تقديم المساعدة للدول الافريقية.
ويذكر أن ساركوزي تعهد بخفض نسبة البطالة من 8.3 بالمائة إلى أقل من خمسة بالمائة مع حلول عام 2012.
كما من المتوقع أن يطبق سياسات تخفض الضرائب وتحافظ على سير القطارات خلال الإضرابات، وذلك خلال أول مائة يوم من ولايته التي تبدأ اليوم 16 مايو.
ويشير المراقبون الى أن الأمر الواضح هو أن ساركوزي، وزير الداخلية السابق الذي عرف بموقفه الصارم إزاء الجريمة والهجرة غير الشرعية، شخصية ينقسم لها الناس بشكل حاد في فرنسا، ويعزى ذلك جزئيا للغته غير الوزارية ففي عام 2005، أكد ساركوزي لسيدة تعيش في بناية فقيرة أنه سينظف الشوارع من "الحثالة" بخرطوم المياه، وساهم ذلك في تأجج أعمال الشغب في فرنسا آنئذ. ولكن الناخبين الفرنسيين قرروا أن هذا النوع من القيادة القوية هو تماما ما تحتاجه فرنسا من أجل حل المشاكل التى تواجهها، بعد 12 عاما من حكم جاك شيراك.
وخلال الحملة الانتخابية حاول الاشتراكيون إخافة الناخبين الفرنسيين ممن يعتزمون التصويت لساركوزي، إذ حذروهم من أنه خطر على الديمقراطية وأنه سياسي عنيف لا يمكن الوثوق به للتحكم في أعصابه كرئيس. واتضح أن هذا التكتيك لم يأت بالنتيجة المتوقعة بل بالعكس.
وتصف كريستين لاجارد، وزيرة التجارة ، ساركوزى "إنه رجل أفعال، يريد أن يحدث تغييرا وهو مدفوع بقوه". وتتابع قائلا "فرنسا فيها الكثير من السياسيين الذين يتمتعون بأفكار جيدة، ولكن القليلين جدا هم الذين يملكون عنفوان التحرك لتنفيذها. وساركوزي لديه هذا العنفوان. وهو ما يصفه البعض بالقسوة، ولكنه شخص قوي للغاية يضع كل طاقاته في إيجاد حلول أفضل لهذا البلد".
ويقول المدير السابق لحملة ساركوزي، فرانك تابيرو، والذي يعرفه منذ 22 عاما، إن ملكات الرئيس الجديد ستغير وجه فرنسا. ويتابع قائلا "إنه رجل شجاع لديه الجسارة على التحرك والوفاء بوعوده. إنه يعتقد أن السياسة يمكن أن تغير حياة الناس". ويضيف "إنه شديد النشاط، وبالنسبة له فالحياة تتعلق بالحراك، إنه القاطرة التي تسبق الآخرين دائما، وليس أمامك إلا أن تتبعها". ولكن تابيرو يعترف قائلا: "ليس هناك موقف وسطي بالنسبة له، فإما تعشقه أو تمقته".
ويشير المراقبون الى أن ساركوزي معجب دون مواربة بالنموذج الأنجلو-ساكسوني في العمل وبالولايات المتحدة. وبالنسبة لأوروبا، يؤيد ساركوزي تصديق البرلمان الفرنسي على معاهدة مصغرة للدستور الأوروبي، بدلا من طرح الأمر لاستفتاء آخر مثل الاستفتاء السابق الذي رفضه الفرنسيون. وشأنه شأن أغلب الفرنسيين فإنه لا يؤيد انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
وبالنسبة للتحالفات الرئيسية، فقد قال في مقابلة أجرتها معه مجلة باري ماتش إن زيارته الأولى ستكون لبرلين، ثم لبروكسل، ثم لأمريكا، فأفريقيا. ولم يأت على ذكر بريطانيا. غير أن ساركوزي كان المرشح الوحيد الذي وجه اهتماما خاصا لصوت الناخبين الفرنسيين الذين يعيشون في لندن، إذ سعى لاجتذاب الشباب الفرنسي للعودة لفرنسا، وقد حاز على 40% من هذا القسم من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات.
والسؤال الان الذى يطرح نفسه بقوة هل تختلف سياسة ساركوزى الخارجية اختلافا جذريا عن سياسة شيراك؟
المتحدث بلسان الحكومة والوزير جان-فرانسوا كوب لا يعتقد ذلك. ويقول كوب "سيكون هناك استمرارية لحد كبير فيما يتعلق بالعديد من المسائل، مثل العراق. والأمر ينسحب أيضا على القضايا الكبرى الأخرى التي تنخرط فرنسا فيها. ثم بعد ذلك أقول إنه اختلاف الجيل وتفكيره، فبالطبع سيكون ثمة اختلاف، فساركوزي يبلغ من العمر 52 عاما، وهو من جيل أصغر من السياسيين".
ويتساءل المحللين السياسيين عما إذا كان ساركوزي سيقدر على الوفاء بالتعهدات التي قطعها على نفسه خلال حملته الانتخابية. حيث تمكن من إقناع الفرنسيين على أنه يجسد الحركة والتغيير، بينما وعد بأنه سيوفر الحماية للمواطنين، وبالتالي أعطاهم إحساسا بالأمان. ويرى البعض أن الرئيس الفرنسي شخصية مثيرة للجدل، فهو اثناء توليه وزارة الداخلية اتخذ خطا مشددا إزاء الهجرة غير المتحكم بها وتحدث مرارا خلال الحملة الانتخابية عن الحاجة لإرساء القيم الفرنسية عبر وزارة للهوية الوطنية.
وقد جعل هذا البعض في الضواحي الفرنسية متعددة العرقيات يشعرون بالانزعاج وبأنهم صاروا مستبعدين عن الساحة - وإن كان الكثيرون من ذوي الأصول المهاجرة يتفقون بشدة مع أفكاره في مكافأة العمل الجيد بدلا من المعارف والخلفية النخبوية التي كثيرا ما ينظر إليها أرباب الأعمال البارزون في فرنسا.
وبخلاف الكثير من السياسيين الفرنسيين، فدائما ما اتسم ساركوزي بالكلام المباشر دون مواربة، حتى أوقعه هذا في المتاعب خلال اندلاع أعمال الشغب - وقد يوقعه فيها مجددا في المستقبل حسب رأى المراقبين إلا أنهم يروا أنه كرئيس يدرك تماما أن منصبه يتطلب منه توحيد الأمة والترفع فوق الخلافات باعتباره أعلى منصب في الجمهورية وهو ما يتوقعه الفرنسيون ممن يصل إلى قصر الإليزيه، كما يلزم أيضا أن يبدأ عجلة الإصلاحات التي وعد بها. ومن المعروف عن ساركوزي الحزم في التعاطي مع قضايا فرض القانون، وذلك منذ أيام توليه منصب وزارة الداخلية.
وقبل كل شيء ،فساركوزي مصمم على أن يتزعم أمة تكون قادرة على إعادة اجتذاب ما أمكنها من الطاقات والمواهب والاستفادة بها جميعا للخروج من دائرة الركود التي وقعت فيها فرنسا خلال السنوات الاثنتي عشرة الماضية.
16/5/2007


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.