"مصر بتتقدم".. أصبح هذا العنوان واضح في الروح التى ظهرت على المصريين أثناء حفرهم قناة السويس الجديدة.. أيضاً سياستنا الخارجية بدأت تخطو خطوات للإمام في ظل الزيارات الخارجية التى يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي والتى بدأها اليوم بجولة أسيوية تشمل سنغافورة والصين وإندونيسيا. وسط كل طاقات الأمل هذه نحن في حاجة إلى طاقات الشباب في كل مكان خاصة المصريين في الخارج نحن في حاجة إلى الإستفادة من رؤيتهم وأفكارهم.. فكيف تستفيد مصر من أفكار أبنائها في الخارج؟ وكيف يدعم المصريين في الخارج وطنهم؟.. كل هذه الأسئلة محور حوار موقع "أخبار مصر" www.egynews.net مع ضيفنا الدكتور محمد صلاح أبو سيد الحاصل غلى جائزة الأوسكار في إدارة الأعمال. نص الحوار. *** اليوم يبدأ الرئيس أولى جولاته الخارجية والتى تشمل زيارة سنغافورة والصين واندونيسيا.. كيف ترى هذه الزيارات وأهميتها بالنسبة لمصر على المستويين السياسي والإقتصادي؟ أولاً الأهمية السياسية: لاشك أن هناك فوائد عديدة من زيارات السيد الرئيس لهذه الدول التى تسمى النمور الأسيوية فهذه الزيارات تتسم بتنوع العلاقات مع دول مختلفة وليس الإنحصار بدولة أو إقليم بعينه فإذا فقدنا العلاقات نتيجة أي حدث أو ظرف مع أي دولة نجد العديد من الدعم من الدول الأخرى الصديقة ومن الواضح أن هذا هو فكر السيد الرئيس والخطة التى وضعها لتشعب العلاقات وتنوعها مع الأقاليم المختلفة في العالم وهذا مبدأ سياسي ممتاز ومنذ تولى السيد الرئيس السلطة قام بزيارة العديد من الدول في أوروبا الغربية والشرقية والإتحاد السوفيتي واليوم يستكمل الرحلات المكوكية لشرق آسيا. ثانياً الأهمية الإقتصادية: هناك 4 دول في شرق آسيا هم (هونج كونج- تايوان- ماليزيا- سنغافورة)هذه الدول تسمى النمور الآسيوية وأهمها سنغافورة التى تتميز بقوة اقتصادية كبيرة رغم مساحتها وعدد سكانها. سنفعافورة حصلت على إستقلالها عام 1963وبعد ذلك التاريخ انضموا لماليزيا وتم الإنفصال عام 1965 وبدأت بعد ذلك في وضع خطة للنهوض خاصة أنهم لايملكون أي موارد طبيعية أو لديهم بترول أو سياحة فاعتمدوا تماماً على تطوير الإنسان ووضعوا خطة طويلة الأمد لتطوير وبناء الإنسان السنغافوري واستطاعوا خلال مدة وجيزة من بناء هذه الشخصية الذي يتميز بها الآن باستخدام التسلح بالعلم والتدريب المستمر. *** ما هي إنعكاسات مثل هذه الزيارات على المصريين المقيمين في الخارج؟ نشعر بالسعادة الغامرة لأنه يتضح لنا أن رؤية السيد الرئيس سليمية ويسير على الطريق الصحيح وبهذه الزيارات تكون مصر ساهمت في عودة هيبتها ووضعها العالمي وأن سياستها تتحسن بشكل متطور ويبشرنا بمستقبل أفضل للدولة المصرية في ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي. *** كيف ينظر المصريون في الخارج إلى هذه الزيارات التى يقوم بها الرئيس السيسي؟ يتأكد لنا أننا قمنا بإختيار الشخص المناسب لقيادة مصر في هذه المرحلة ونتمنى من كل من حول الرئيس أن يبذلوا نفس المجهود ويكونوا بنفس الرؤية حتى تنهض مصر وتتقدم على كافة المستويات. *** بإعتبارك مصري مقيم في الخارج.. ما هي أبرز المشاكل التى تواجه المصريين المغتربين؟ الإتصال مع المصريين الآخرين فلا توجد وسائل اتصال يستطيع أن يتجمع فيها أراء المصريين في بلاد كثيرة.. فلا يوجد النادي المصري ولا نستطيع أن نلوم السفارات في هذا الشأن لأنهم يحاولوا تجميع معلومات عن المصريين المعتمدين في كل دولة على قدر استطاعتهم ولكن من الواضح أن هناك غياباً في المغتربين أنفسهم. *** هل نحتاج إلى وزارة خاصة لرعاية شئون المصريين في الخارج؟ هذه فكرة جيدة جداً وأهم من الفكرة هو التطبيق بحيث يتم الرعاية الفعلية لشئون جميع المصريين العاملين في الخارج وليس المستثمرين ورجال الأعمال فقط. *** كيف ترى التحركات المصرية خارجياً.. وهل استعادت مصر مكانتها على المستوى الخارجي بعد ثورة 30 يونيو؟ ليس هناك أدنى شك في أن الرئيس السيسي قد استلم تركه لا يحسد عليها في مجال علاقاتنا بالدول الخارجية الإقليمية والعالمية ومنذ أن بدأ رحلاته المكوكية إلى إفريقيا وأسيا وأوروبا وشمال أمريكا لتحسين وتوضيح صورة مصر أمام العالم الخارجي وبدأت مصر بالفعل جني ثمار هذه الزيارات مما يبشرنا بمستقبل أفضل وعلاقات أفضل بين مصر والعالم الخارجي.
*** بصفتك حاصل على جائزة عالمية في مجال الإدارة.. كيف ترى أداء الجهاز الإداري للدولة المصرية؟ الشعب المصري بطبيعته يتمنى الأفضل والأفضل ليس هناك شك في أن الحكومة الحالية برئاسة المهندس إبراهيم محلب بذلت مجهوداً كبيراً خلال المرحلة الماضية ومازالت تبذل مجهود كبير ولكن هناك العديد من الأخطاء الإدارية التى تصدر من الحكومة الحالية وأبسطها جعل يوم 30 يونيو إجازة رسمية قبلها بعدة ساعات وكذلك الغاء العمل بنظام البطاقة الذكية في مسألة البنزين قبلها بساعات كل هذه الأمور تشكك المواطن في الحكم على أداء الحكومة وتفقدهم بعض الثقة فيها. *** وما تقييمك لقانون الخدمة المدنية الجديد؟ أنا لست أفهم كيف يصدر قانون يطبق على موظفي الدولة ويتعلق بملايين المصريين قبل ثلاثة شهور من إنتخاب مجلس النواب الجديد فقانون بهذا الحجم لابد أن يدرس من كافة الأطراف وليس من طرف واحدة يتراوح عددهم عدد اصابع اليد الواحدة ثم يهاجم من قبل الهيئات أو المؤسسات والوزارات ويهدد بمليونيات من قبل الموظفين الذين يمسهم هذا القانون.. الدولة لا تحتاج في هذا الوقت إلى تظاهرات ووقفات احتجاجية وإلى إصدار قوانين تثير البلبلة وتكون متسرعة. *** وهل يستحق هذا القانون الضجة المثارة حوله من قبل الموظفين الذين دعوا إلى التظاهر يوم 12 سبتمبر لإلغائه أو تعديله؟ يستحق لأن هناك 4 بنود في هذا القانون هي سبب الرفض من قبل الموظفين منها (بند الأجور- الساعات الإضافية للعمل- عدد أيام الأجازات) والأهم من ذلك هو تحكم الرئيس في مستقبل الموظفيين في العمل. *** هل يحقق القانون الإصلاح الإداري كما تقول الحكومة؟ من الممكن أن يحقق القانون الإصلاح الإداري للدولة إذا تم عمل بعض التعديلات على بعض البنود لأننا نحتاج إلى موظفين يعملون ويعملون بجد ومن لا يعمل لا مكان له في المنظومة. *** كيف يمكن للمصريين في الخارج أن يساعدوا مصر؟ المساعدة تكون عن طريق المؤسسات الحكومية مثل السفارات المختلفة فالسفير ومساعديه هم المسئوليين أو من خلال الجمعيات داخل الدولة الواحدة مثل مجموعة رجال الأعمال أو النادي المصري أو عن طريق الأفراد وهو المصدر الثالث للمساعدات فهم الأكثرية في المساعدة لمصر وذلك عن طريق دعمهم أو مساهمتهم في بناء المؤسسات والمشاريع الخيرية. *** كيف ينظر العالم الخارجي للعمليات الإرهابية التى تتم في مصر؟ أولاً هناك من يحب ويعرف قيمة مصر ويتمنى لها النجاح والإزدهار وهناك من يكره ولا يتمنى للأسف الخير لها ولشعبها وبناءً عليه فإنه يوجد على مستوى العالم إدانه كبيرة جداً لمثل هذه العمليات الإجرامية لأنهم يعلمون أنها من الممكن أن تصل إليهم في أقرب وقت وفي يوم من الأيام وهناك البعض الآخر الذي يساند القلة المجرمة التى تقوم بهذه العمليات التى تكون بلا شك بدعم مخابراتي منظم يريد إسقاط الدولة المصرية ولكن فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. *** كيف يمكن إستغلال طاقات الشباب في النهوض بمصر؟ لابد من إستغلال طاقات الشباب وتسخيرها إلى صورة عملية للنهوض بمصر ولن يتم ذلك إلى من خلال دورات تدريبية منظمة ومدروسة تساهم في دعم مهارات وابتكارات وابداعات الشباب المصري في كافة المجالات خاصة المطلوبة في مصر في الفترة المقبلة ولابد أن يكون عندنا خطة شاملة طويلة الأمد وكذلك خطة صغيرة الأمد للحصول على شباب يستطيعوا في المستقبل بالنهوض بمصر في كل المجالات فنحن لدينا طاقات شبابية كبيرة جداً بعضهم غير مؤهل للدخول في سوق العمل ولابد من تأهيله لمجابهة باقي شباب العالم والدخول في سوق العمل ليس المحلي وإنما العالمي. *** هل تدني وضعف المنظومة التعليمية هو المسئول عن ارتفاع نسب البطالة بين خريجي الجامعات المصرية؟ بلاشك هي السبب الرئيسي والأساسي في ارتفاع نسب البطالة بين خريجي الجامعات فمصر لديها الالآف من خريجي الجامعات وللآسف لا يحفظوا جدول الضرب والمستوى العلمي متدني جداً وأن كان اللوم على المدارس والجامعات أيضاً لأن لهم دور في هذه المسألة خاصة المراحل التعليمية الأولى ولنا هنا وقفة في مدارس سنغافورة التى أصرت على تعديل مناهجها منذ الإبتدائي والتركيز على السلوكيات التى تدرس الزامي في مدارسهم منذ المرحلة الإبتدائية وتكون شرطاً للحصول على الدرجة العلمية المطلوبة هو النجاح في مادة السلوكيات. *** كيف ترى مستقبل الشباب في البرلمان القادم؟ في الحقيقة لا أرى لهم أي دور في البرلمان القادم إذا ظل الوضع كما هو عليه لابد أن يتحدوا على مستوى الجمهورية ويكونوا حزباً واحداً فقط في هذه الظروف أعتقد أن بذلك سيكون لدينا جيلاً جديداً من السياسيين في مصر وفي القريب العاجل.