* لا يهمنى بقاء الحاكم من عدمه والأهم ارتقاء مصر * أدعو ثوار مصر للحفاظ على السلمية فى تظاهرات 30 يونيه * أحذر النظام من التقرب للشيعة وأطالب المستثمرين العرب بمساندة الشعب المصرى * سوريا أفلتت من قبضة الحكام العرب * نهضة مصر لا يقوم بها أى فصيل سياسى بمفرده وستنهض بشبابها ورجالها الأطهار * زياراتى لمصر لا تتعلق بدعوات من الإخوان وكلها بمبادرات فردية صاحب خطبة" فضائل مصر" التى دعا فيها المصريون إلى التآلف ووحدة الصف ونبذ الخلافات والعنف لتعود إلى دورها الرائد فى قيادة الأمة العربية، عاد من جديد الداعية السعودى فى واحدة من زيارته المكوكية إلى القاهرة تهز دعواته لنهضة مصربمشاركة كافة فصائلها من دون إقصاء لأحد أركان مسجد عمرو بن العاص.. " المصريون" التقت الدكتور العريفى الذى أكد على إدراكه لمكانة مصر ودورها فى قيادة الأمة، وأسباب زيارته المتكررة لمصر ودعمه لأهلها كما كشف عن حقيقة علاقته بالإخوان وموقفه من الرئيس محمد مرسى والدعوات لانتخابات رئاسية مبكرة، وتعامل الحكام العرب مع القضية السورية وغيرها من القضايا الملحة وإلى نص الحوار... لاحظنا خلال الفترة الأخيرة ترددك على مصر.. فما السر وراء هذه الزيارات المكوكية؟ فى واقع الأمر أنا أحب تلك البلاد وأحب أهلها، ولعل زياراتى زادت مؤخرًا مع دعوة أهل مصر ورغبتهم فى التقرب من أحاديثى والاستماع إلى خطاباتى والشعب المصرى بطبيعته طيب، ولم يخطر فى بالى أن تواصلت مع أى طرف سياسى لزيارة مصر، بل زياراتى شخصية، وتأتى بدعوات فردية إسلامية من قبل شخصيات، ومن ثم آتى لخطاب الجمعة وحث الشعب المصرى على النهوض ببلده. • هناك حرص شديد فى خطبك على الارتقاء بمصر والحث على نهضتها فما رؤيتك لتحقيق ذلك؟ نهضة مصر معناها نهضة الأمة كلها، ومصر هى بوابة النصر، وما يؤكد ذلك أنها كانت الدرع الحامى للوطن فى كل العصور، وهى التى تصدت لكل التدخلات العالمية والغربية سواء فى السنوات الماضية أو حتى فى المستقبل، موضحًا أن نهضة مصر تحتاج لجهود كافة أبناء العالم العربى. • كيف تفسر قلق البعض من المساعدات العربية ؟ الخليج يحب مصر بشكل كبير ويساعد أهلها وحكومتها، لرغبته فى نهضتها وليس لأطماع سياسية أو استعمارية أو اجتماعية، وما يردده البعض من مخاوف وقلاقل ليست فى محلها، لأن الأمة وحدة واحدة، ومن حق أثرياء العرب أن يساعدوا مصر بكافة الوسائل الممكنة، بل على العكس تمامًا، فأنا أدعو جميع البلدان العربية والأثرياء العرب ورجال الاقتصاد وأصحاب الأموال للنزول إلى لقاهرة وتنمية اقتصادها خلال الفترة المقبلة، خاصة أن مصر تحتاج دعمًا ماديًا كبيرًا وتوفير كافة السبل المالية للارتقاء بها. • هل ترى أن مشروع النهضة الإخوانى قادر على النهوض بمص من عثرتها؟ لا أحب الحديث عن فصيل سياسى بعينه، ولكن أحب الحديث عن الأمة المصرية كافة وعن البلاد بشكل عام، ولكن نهضة مصر لا تعنى نهضة فصيل سياسى بعينه، والبلاد تنهض حينما تتفاعل كل الفصائل فى العمل على ذلك من خلال ممارسات جادة وأساليب يقينية قادرة على تعطى الأزمات. • كيف ترى مطالب سقوط مرسى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة؟ • لا يهمنى بقاء حاكم سياسى لمصر من عدمه، كل ما يهمنى هو نهوض البلاد، وعلى المصريين أن يعملوا على ذلك، ولست مهتمًا بأن يصل فريق سياسى ما أو فصيل ما إلى الحكم، أيًا كان هو، بل المهم هو أن يعمل هذا الحاكم أو هذا الفصيل على خدمة أهل مصر الكرماء، وأن يحقق مطالبهم فى الحياة الكريمة.
• الأجواء القلقة فى مصر، ما تأثيرها على دول الخليج؟ فى الحقيقة لست متابعًا جيدًا لما يجرى على الساحة المصرية، لأننى لا أطلع على كثافة خبرية من الصحف والجرائد وغيرها، ولكن دول الخليج وأبناء المنطقة ينظرون إلى مصر على أنها الحامى الحقيقى لهم، وأن ما يجرى على أرضها طبيعى بعد الثورة، لأنه حراك اجتماعى وسياسى ودعوى طبيعى بعد سقوط نظام ووجود نظام جديد. • ما تعليقك عما يثار حول أخونة مصر ؟ قلت سابقًا لست متابعًا، وأيًا كان الفصيل السياسى لا يهمنى من هو، ولكن عليه أن يتقى الله فى شعبه وأن يسعى لمشاركة الجميع، لأن القوة فى الوحدة وليس فى التفرق والانفراد. • كيف ترى سياسات النظام الخاصة بالتعامل مع الملف الإيرانى ؟ أولاً أدعو الله أن يعينه على النهضة بالبلاد، وأن يدفعه إلى الصواب، كما أدعو شعبه لمساندته والتحمل والصبر والعمل على وضع مصر فى مكانها الصحيح، وليس كما يحاول أعداؤها فى الخارج، وهم أنفسهم أعداء الأمة، ثالثًا أحذر من التقرب للشيعة، لأنهم يتقربون لمحاولة التوسع فى المنطقة ونشر أفكارهم ومحاولة إخضاع البلاد لأفكارهم، ومن ثم فإن الوقوف فى وجه التوغل الصفوى واجب، وأما التقرب منهم فهو أمر سلبى، ولن يحل أزمات بل سيزيد العثرات. • هل ترى أن تظاهرات 30 يونيه لإسقاط الرئيس مرسى نتاج فشل الإخوان فى إدارة البلاد؟ رغم أننى بعيد على الساحة المصرية، ولكن نشر الفزاعات وتخويف الناس يزيد من الأزمات المتلاحقة على البلاد، لأن الطمأنينة من أكبر المؤثرات على الجوانب الاقتصادية والدينية وغيرها، ولكن أدعو شباب مصر وثوارها إلى الهدوء واستخدام السلمية الكاملة فى التعبير عن رأيهم السياسى بمنتهى الحكمة وعدم الدخول فى عنف أو فوصى، حتى لا تظهر مصر بشكل سيئ، وعلى الجميع القبول بالحوار والجلوس على مائدة واحدة والابتعاد عن أى طائفية أو عنف من أى فصيل. • ما المطلوب من الرئيس مرسى؟ على الرئيس مرسى أن يحاول إرضاء الجميع، وأن يتحاور مع كافة الأطياف، لأن العالم العربى يحتاج لكل دقيقة لنهضة مصر، لأن بقاءها على الوضع الحالى يعد انتكاسة كبيرة للمنطقة كلها، وليس لفصيل واحد أو دولة واحدة، لذلك مرسى على كتفيه حمل ثقيل وعليه أن يزود بنفسه وأن يدفع الجميع للحوار، وأن يشارك كافة القوى فى نهضة مصر. • ما وجه اختلاف هذا المؤتمر عن الفعاليات السابقة لدعم سوريا؟ هذا المؤتمر شهد أكبر حشد من قبل علماء الأمة، حيث حضره العشرات من علماء الأمة ومن مختلف البلدان العربية والإسلامية، بل ويتابعه الملايين من الجماهير الإسلامية والعربية حول العالم، كما أن هذا المؤتمر فتح باب الجهاد وأعطاه الضوء الأخضر لإمداد الجيش السورى بالسلاح والمؤن والذخيرة وكافة الإمكانات لمواجهة الأفعال الإجرامية والجرائم التى يرتكبها بشار الأسد. • هل تلاحظ أى اختلاف فى الأزمة السورية بعد موقعة القصير؟ نعم هناك تحولات خطيرة ظهرت على المشهد السياسى السورى خلال الآونة الأخيرة، ويظهر هذا المشهد جليًا مع استمرار إمداد وتوغل كتائب حزب الله فى سوريا، بل إن الأزمة زادت وتحول بشار ومعاونوه إلى مجرمين يحاولون التهام سوريا على أنها فريسة لهم، لتكون بوابة لمنطقة الشرق الأوسط. • ماذا يعنى اتخاذ حزب الله وإيران سوريا بوابة للتوسع الخارجى؟ سوريا هى بوابة الشام الحقيقية وأطماع إيران تقوم على تغذية الروافد فى مختلف البلدان العربية، وترى أنه بالانتهاء من المقاومة السنية فى سوريا، فإنها تستطيع أن تغزو جميع بلدان المنطقة من خلال تغذية الطائفية فى لبنان والبحرين وغيرها من البلدان العربية والخليجية، كما أن الدولة الإيرانية بدأت تنظر للتوسع والسيطرة على المنطقة، بل والانتقام من الطائفة السنية وتبدأ بالمستضعفين فى سوريا. • ما رأيك فى الموقف العربى تجاه سوريا؟ أقولها بكل صراحة: القضية السورية أفلتت من قبضة الحكام العرب والمسلمين، ولم يعد لهم أى دور على الأرض، وأصبح الدور الأكبر للشعوب العربية والإسلامية نفسها. لماذا أفلتت القضية السورية من قبضة الحكام العرب؟ حقيقة حكام البلدان العربية أثبتوا بما لا يدع للشك أنهم مرتجفون وغير قادرين على اتخاذ خطوات تجاه الشعب السورى، كما أن أيادى المرتجفين لا تصلح أزمات ولا تحرر شعوبًا، ويبدو أن الخوف هو الملمح الظاهر على حكام الدول العربية. ماذا تقول للحكام العرب فى ظل هذا التخاذل؟ أقول للحكام العرب: من يخاف اتخاذ قرارًا لنصرة أخيه فليغرب بوجهه، والأمة تحتاج إلى رجال ينصرون الحق ويطردون الباطل ويساهمون فى إعادة المشروع الإسلامى لعزه، كما أننى لن أسمع لحاكم واحد أمر بالتحرك ناحية سوريا وإنقاذ أهلها، بل أصبح الأمر مكتفيًا بالاستنكار والشجب، وعليهم أن يتذكروا يوم الوقوف بين يدى الله والنوم فى القبور، وكيف سينامون مرتاحين وهم خاذلين لإخوانهم! • ما المطلوب من الشعوب العربية؟ لا أرغب فى تحميل الشعوب أكبر من طاقتها، ولكن تحرك علماء الأمة معناه تحرك الملايين من أنصارهم فى كافة بلدان العالم، إضافة إلى طلبة العلم، وعلى الشعوب أن تقاطع أى بضائع إيرانية أو صفوية أو روسية وغيرها، وهذا مطلوب أيضًا على مستوى التمثيل العربى ومنظمات حقوق الإنسان.