خفف مجلس الامن الدولي الجمعة العقوبات المفروضة على ليبيا، بما فيها المفروضة على البنك المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط بهدف تمكين المؤسستين من استئناف نشاطهما بعد الحرب الاهلية. وصوت المجلس- الذي يضم 15 عضوا بالاجماع- على القرار الذي يدعو أيضا لتشكيل بعثة للامم المتحدة الى ليبيا لمساعدة الدولة على العودة للوقوف على قدميها مجددا بعد الاطاحة بمعمر القذافي. ويبدأ القرار برفع الاجراءات العقابية التي فرضت على ليبيا قبل ستة اشهر عندما كان القذافي يدير حملة امنية عنيفة ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية. وعلى الرغم من الجدل الذي دار بين اعضاء المجلس منذ ذلك الوقت بشأن تطبيق قرارات سابقة خاصة قصف حلف شمال الاطلسي لقوات القذافي، عاد المجلس الى التوافق بعد ان سيطر الثوار على معظم انحاء ليبيا. واعلن المجلس في قراره الصادر الجمعة عن "عزمه على ضمان أن تكون الاموال المجمدة وفقا (لقرارات عقوبات الاممالمتحدة) متاحة في أقرب وقت ممكن للشعب الليبي ولمصلحته." ووافقت الجمعية العامة للامم المتحدة في وقت سابق الجمعة على طلب تقدمت به ليبيا باعتماد سفراء الحكومة الانتقالية كممثلين وحيدين لليبيا في المنظمة الدولية، وهو ما يعني عمليا اعتراف الاممالمتحدة بالمجلس الوطني الانتقالي. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في بيان ان كلا الخطوتين "توضح تصميم المجتمع الدولي على دعم السلطات الليبية الجديدة والشعب الليبي." ويرفع القرار كل العقوبات ضد المؤسسة الوطنية للنفط وشركة الزويتينة للنفط في اطار ما قال مارك ليال جرانت سفير بريطانيا انها جهود "لمساعدة الاقتصاد الليبي على استئناف النشاط". كما يخفف القرار جزئيا العقوبات على البنك المركزي الليبي وعدد غيره من المؤسسات، لكن الافراج عن الاصول المجمدة لهذه المؤسسات سيظل في حاجة الى موافقة خاصة من لجنة عقوبات ليبيا التابعة لمجلس الامن. وسيظل حظر السلاح قائما، لكن سيسمح للحكومة الانتقالية الليبية والاممالمتحدة باستيراد أسلحة خفيفة لحفظ الامن. كما يدعو القرار ايضا لانشاء بعثة للامم المتحدة في ليبيا، يقول دبلوماسيون انها ستضم ما يصل الى 200 شخص لمدة ثلاثة اشهر كمرحلة أولية لمساعدة الحكومة في المرحلة الانتقالية بعد الحرب. لكن القرار لا يدعو لنشر قوة حفظ سلام تابعة للامم المتحدة أو شرطة دولية في اطار بعثة الاممالمتحدة، كما لا يدعو الى انهاء الحظر الجوي فوق ليبيا، لكن دبلوماسيين يقولون ان الطائرات المدنية الليبية سيسمح لها بالطيران بشرط أن تبلغ المراقبين مسبقا بخطط رحلاتها. ودعا السفير الروسي فيتالي تشوركين- وهو احد المنتقدين البارزين لحملة حلف شمال الاطلسي الجوية في ليبيا- الى الرفع الفوري لمنطقة حظر الطيران، وابدى ايضا قلقه ازاء انتهاكات حقوق الانسان في ليبيا. وقال"يتضح بشكل متزايد ارتكاب كل اطراف الصراع جرائم." ومثل المجلس الوطني الانتقالي الليبي في اجتماع مجلس الامن ابراهيم دباشي نائب السفير الليبي في الاممالمتحدة. وقال دباشي للمجلس ان "فترة من الارهاب والحرمان من الحرية وانتهاك حقوق الانسان انتهت الان بالنسبة للشعب الليبي."