في فرنسا، يمكن ألا يشير اسم شخص الى ما يجرى في التلفزيون في فترة ما، او طبيعة بلد بأكمله. فقد أدى نشر دليلين سنويين يتابع شعبية الاسماء الاولى الى مزيد من البحث عن الذات في دولة تعاني مع كيفية تحديد هويتها. وتبدو القضية ملحة لدرجة ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يشعر بالحاجة الى تأسيس وزارة للهجرة والهوية الوطنية، كما اقرت الحكومة قانونا يفرض اجراء اختبار على الحمض النووي للتأكيد من علاقات القرابة بين طالبي الهجرة. والنقاش حول الاسماء اصبح حادا. فقد تبين ان الاسماء التي تحتوي على حرف A هي اسماء بنات: كلارا وسارا وليا وتلك التي تحتوي على حرف O هي اسماء اولاد ماثيو وانزو هيوغو. وتعمق قليلا ويدخل الجنس والطبقة في الموضوع. ففي النهاية كل الاسماء يمكن ان تشير الى خلفية شخص ما في بلد لا يضيف العرق في الاحصائيات الوطنية. ففي مقالة متعلقة بنشر واحد من تلك الادلة وهو «فهرس الاسماء الاولى لعام 2008» للكاتبة جوزفين بسنار، طلبت صحيفة ليبراسيون من 15 شخصا الحديث عن اسمائهم، وهو ما ادى الى نقاش حي على الانترنت. وقد علق عدة قراء على بعض المعتقدات الفرنسية. ماذا عن الاسماء الاولى الجديدة بينتا وجميلة ولين واحمد لعدد كبير من الفرنسيين؟» كما كتب قارئ في الموقع. واضاف القارئ «من المهم دراسة الموضوع ومعرفة كيف ينظر المجتمع للاشخاص بتلك الاسماء، الاشخاص الذين ولدوا هنا الا ان آباءهم لم يولدوا هنا». غير ان غاي دسبلانك وهو ديمغرافي، اشار في مقالة نشرها عام 2002 الى اسماء مثل احمد وجميلة بدأت في الاختفاء، وان ابناء الجيل الثاني من الرجال والنساء الفرنسيين يعملون نحو الاندماج بدمج اسماء عربية مغربية بنطق اجنبي مثل يانيس او ريان. ووالد جوزفين بسنار هو عالم الاجتماع الفرنسي فييلبي باسنر، الذي اجرى ابحاثا طويلة حول الاسماء الاولى، وتوصل الى انه حتى السبعينات كانت شعبية الاسماء تنتقل من الطبقات العليا. فعلى سبيل المثال انتشر اسم «جيل» في الطبقات الاجتماعية العليا في عام 1942 وفي الستينات. وقد تغير كل ذلك في الثمانينات عندما اتجهت الطبقات الاقل ثراء وتعليما الى استخدام اسماء غير شائعة، بينما اعادت الطبقات الثرية اكتشاف الاسماء التقليدية الفرنسية. ولاحظ علماء الاجتماع مثل بسنار ان الاسماء الاولى هي علامة سريعة للوضع الاجتماعي والتعليمي. وكما علق قارئ لصحيفة ليبرسيون، وهو مدرس ابتدائي «يمكنني معرفة «خلفية» طفل من اسمه الاول. فأسماء مثل ماكسيم ولوي وكفين ولوليتا تعبر عن انتماء طبقي. امر محزن ولكن «ماكسيم ولوي من طبقة ثرية، بينما كفين ولوليتا ينتميان لطبقة عاملة تنتمي للشريحة الدنيا من الطبقة المتوسطة. وليس من المرجح ان يستخدم ابناء الطبقة البرجوازية اسماء ذات طبيعة «انغلو ساكسونية،» وكان اسم جنيفر اكثر شعبية للفتيات في الفترة بين عام 1984 الى 1986، ولكن يمكن القول ان جنيفر تأتي من اسرة متعلمة. ويرجع ذلك الى نجاح مسلسل «هارت تو هارت» في فرنسا انذاك وكانت بطلته جنيفر هارت بينما مسلسل بيفرلي هيلز 90210 الذي يضم شخصية تتمتع بشعبية اسمه ديلان ماكي، يتحمل مسؤولية انتشار اسم مثل اسم ديلان بعد سنوات من بث المسلسل. ويمكن ان تؤثر الاسماء على الباحثين عن اسم، فعديد من الدراسات اوضحت انه اذا كانت كل الصفات متساوية، فإن فرصة المتقدم لوظيفة ويحمل اسما اجنبيا للحصول على وظيفة اقل من الذين يحملون اسما فرنسيا. الا ان ذلك هو مجرد عقبة من العقبات التي تعترض طريق الاندماج: فليس من النادر في فرنسا ان يطلب من المتقدم لوظيفة الكشف عن الحالة الاجتماعية والسن وارفاق صورة بطلب الوظيفة.