استأنفت إيران المحادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الثلاثاء لتوضيح مجال أنشطتها النووية، فيما وصفه دبلوماسيون بأنه محاولة لتجنب المزيد من العقوبات المؤلمة التي قد تفرضها الاممالمتحدة على طهران. وقال دبلوماسيون أوروبيون، الإسبوع الماضي، ان القوى الغربية تخلت في هدوء عن مساع لتشديد عقوبات الاممالمتحدة على ايران حتى سبتمبر الى حين معرفة ما إذا كانت المحادثات ستساعد في انهاء عدم تعاون ايران مع التحقيقات التي تجريها الاممالمتحدة منذ عام 2003. ويهدف اجتماع الثلاثاء بين أولي هاينونين، كبير مسؤولي الضمانات النووية بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، وجواد وعيدي، نائب كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي، إلى الاستفادة من اتفاقات محدودة تم التوصل اليها في جولة أولية بطهران قبل عشرة أيام، فيما لم يعلق أي من الجانبين على المحادثات التي بدأت في مقر وكالة الطاقة الذرية في فيينا. وفي بادرة تدل علي الشفافية من الجانب الإيراني، وافقت طهران في وقت سابق على السماح لمفتشي الوكالة بزيارة مفاعل تحت الانشاء يعمل بالماء الثقيل مجددا، وعلى وضع خطة لتحسين قدرة الوكالة على الوصول الى منشأة ايران لتخصيب اليورانيوم تحت الارض بحلول أوائل أغسطس القادم. ويقول محمد البرادعي، مدير وكالة الطاقة الذرية، ان وعد ايران بوضع خطة عمل خلال 60 يوما لتهدئة شكوك في سعيها سرا الى صنع قنابل نووية أوجدت امالا في احتمال نزع فتيل أزمة بين طهران والقوى الغربية، وتحدث البرادعي عما وصفه بأنه تباطؤ في توسيع تخصيب اليورانيوم في ايران والذي اكتشفه مفتشو الوكالة خلال زيارة الى محطة نطنز في أوائل يوليو الجاري. وكانت ايران قد اعلنت انها تقوم بتخصيب اليورانيوم لتوليد المزيد من الكهرباء فحسب والسماح لتخصيص كميات أكبر من النفط للتصدير، ولكنها هددت بالغاء مساعي التقارب مع مفتشي الاممالمتحدة اذا ما سعى الغرب لاصدار قرار اخر لفرض عقوبات الى جانب مجموعتين أخريين من العقوبات مفروضتان منذ ديسمبر. ويهدف تحقيق ايران تقدما بشأن الرد على تساؤلات وكالة الطاقة الذرية فيما يبدو الى الحد من التأييد لفرض المزيد من العقوبات على الجمهورية الاسلامية خاصة لدى روسيا والصين وتكوين ثقل سياسي للاحتفاظ بجزء من برنامج تخصيب اليورانيوم على الاقل. وتحدت ايران عددا من قرارات مجلس الامن الدولي والتي استصدرها حلفاء واشنطن في الاتحاد الاوروبي مطالبين بأن توقف ايران كل الانشطة المتعلقة بتخصيب اليورانيوم مقابل مزايا تجارية. ومن بين النقاط التي تريد الوكالة الدولية للطاقة الذرية فهمها، سبب وجود اثار ليورانيوم عالي التخصيب والذي يستخدم في صنع الاسلحة النووية على بعض المعدات وتجارب البلوتونيوم ووضع البحوث الايرانية في وحدات الطرد المركزي المتقدمة والتي يمكنها تخصيب اليورانيوم ثلاث مرات أسرع من النوع الذي تستخدمه ايران حاليا.