نقلاعن:جريدةالاخبار28/8/07 أيام الشيوعية والماركسية والاشتراكية.. كانت تلك الدول تحت راية الاتحاد السوفيتي تغازل دول العالم الثالث، وتشجع شبابها علي مواصلة دراساتهم العليا في جامعاتها من خلال منح توفرها هذه الجامعات لهم، أملا في اقناعهم باعتناق الشيوعية ونشرها بعد انتهاء دراستهم في بلادهم. يجمع كل من أقام في إحدي الدول الشيوعية خاصة ألمانياالشرقية علي حفاوة الشعب ومسئوليها بالأجانب خاصة أبناء العالم الثالث، بصرف النظر عن جنسياتهم أو ألوان بشرتهم، بعكس الدول الرأسمالية الغربية التي كانت ولا تزال يسيء البعض منها معاملة تلك الأجناس لاعتبارات عنصرية وأسباب قومية! بعد هدم سور برلين، وتوحيد الألمانيتين، وانهيار الاتحاد السوفيتي وتغيير أنظمة الحكم في كل دول أوروبا الشرقية من شيوعية إلي رأسمالية.. ظهرت تغييرات جديدة في تطلعات هذه الشعوب: سياسيا، واجتماعيا، وقوميا. فالبعض من الذين كانوا يؤمنون، ويحلمون ، بالمساواة الكاملة بين الشعوب، والأجناس، والألوان، من قوي الشعوب العاملة تحت راية 'الشيوعية العالمية' وعلي أنقاض 'الرأسمالية الاستعمارية' تحوٌلوا، فجأة، وبقدرة قادر' إلي قوميين، متعصبين لجنسهم الأبيض 'الآري' وكارهين لباقي الأجناس والألوان الأخري 'السود'، و'السمر'، و'الصجفر' وسارعوا بالانضمام إلي الأحزاب اليمينية القومية بالغة التطرٌف! أبرز مثال علي ذلك.. نراه الآن في الألمانيتين الشرقية، والغربية بعد توحيدهما في دولة واحدة. يذكر أن حزب النازي الجديد NPD أنشيء في ألمانيا الاتحادية الغربية منذ عام 1964، ويتبني معظم سياسات، ومواقف، وأخطاء، وخطايا 'النازي القديم' بقيادة غير المأسوف علي انتحاره: الهر 'هتلر'! ومنذ هذا الوقت وحتي توحيد الألمانيتين، كان 'النازيون الجدد' يمارسون نشاطهم المتطرف بالمسيرات، وتوزيع المنشورات، ورفع الشعارات بالغة التعصب والتطرف.. وكلها لا تجد صدي أو تأييدا من غالبية الشعب في ألمانياالغربية. وكان من المتوقع منطقيا أن يتضاءل ويتقهقر وجود ونشاط حزب النازيين الجدد بعد توحيد الدولتين، خاصة أن الألمان الشرقيين عرفوا منذ قيام دولتهم 'الديمقراطية' في أعقاب الحرب العالمية الأخيرة، وحتي انهيارها وانضمامها للدولة الألمانية الموحدة بكراهيتهم للتعصب للجنس 'الآري 'الأبيض، وحرصهم علي قبول وتقبل باقي الأجناس متعددة الهويات والألوان. كان هذا هو المتوقع منطقيا، وعقلانيا لكن للأسف الشديد فوجئنا بتعاظم الدور، وتضخم الانتشار والنشاط للحزب اليميني والقومي المتطرف 'النازيون الجدد' بعد أن تدفق الكثيرون من الألمان الشرقيين خاصة الشباب للانضمام لهذا الحزب بالغ التطرف والذي يتعارض كما كنٌا نتوقع مع شعب عاش عقودا عديدة يندد بالعنصرية، ويكره التفرقة، وينادي بالمساواة الكاملة بين شعوب العالم بصرف النظر عن جنسياتهم، وألوانهم، وثقافاتهم، وحضاراتهم! ومع خطورة تعاظم، وانتشار، حزب النازي الجديد.. تنبهت قيادات وأحزاب ألمانيا الموحدة إلي ضرورة مواجهة هذا الخطر الداهم الذي يتربص ببلادها حاضرها، ومستقبلها في حالة غض النظر عما يفعله، ويخططه، ويحلم به: أولاد، وأحفاد الهر 'هتلر'. وكانت السلطات الألمانية قد تقدمت إلي المحكمة الدستورية في عام 2003 تطلب الموافقة علي وقف نشاط حزب النازي الجديد بعد أن تعددت أخطاؤه وخطاياه ضد المواطنين الملونين والمسلمين واليهود لكن المحكمة الدستورية الاتحادية أصدرت وقتذاك حكمها برفض إلغاء الحزب بعد أن تشككت في مصداقية بعض الشهود علي عنصرية الحزب، لأنهم أي هؤلاء الشهود يعملون لحساب جهاز المخابرات الألماني، الذي دسهم للانضمام لعضوية الحزب المتطرف.