شهدت مدينة سيدني الأسترالية العام الجاري سلسلة من حوادث إطلاق النار التي تشمل عائلة إبراهيم , بمعدل حادث واحد كل شهر.ويرفض أفراد عائلة إبراهيم , حتى الأجداد , التعاون مع رجال الشرطة الذين يصفون حوادث إطلاق النار بأنها "أعمال عنف ثأرية بين عائلتين". ورغم ذلك , يشكو محامي العائلة ستيفن الكسندر من أن الشرطة لا تبذل جهودا كافية لحماية موكليه. فيقول المحامي وقد اشتاط غضبا: "إذا أخرجت اسم إبراهيم من إطار القضية , وأبقيته خارج المعادلة , لاندلعت هناك حالة من الغضب العام".فالجرائم العنيفة التي ترتكبها العائلة وثروتها الهائلة تتلازمان في أذهان العامة. كانت أحدث عمليات إطلاق للنار من سيارة متحركة وقعت في نفس اليوم الذي مثل فيه فادي ومايكل إبراهيم أمام المحكمة لحضور جلسة للنظر في قضية تتعلق بإتهامات بالقتل.وبعد خروجهما من المحكمة , استقل فادي سيارة "رولز رويس" مكشوفة , بينما قفز مايكل في سيارة "فان" لإعادته إلى السجن , حيث يقضي عقوبة على خلفية إدانته بتهمة القتل غير العمد. وكان فادي تعرض لإطلاق النار خمس مرات في عام 2009 عندما كان جالسا داخل سيارته "لامبورجيني" الرياضية.وفي هذا الصدد , استكملت فانيسا جودوين مؤخرا دراسة أجرتها لمعهد علم الجريمة في أستراليا حول انتقال السلوك الإجرامي عبر الأجيال. اكتشفت جودوين أن نسبة احتمال انخراط أبناء المجرمين في عالم الجريمة تصل إلى 50% . وفي حال كانت الأم لديها سوابق جنائية خطيرة هي الأخرى , فإن نسبة احتمال انتهاج الأبناء لنهج آبائهم المجرمين ترتفع إلى 70% .ثمة احتمال بأن تكون هذه التقديرات أقل من الحقيقة , إذ أنه يمكن فقط تعقب الأحكام الجنائية الصادرة بالإدانة , وليس كافة الأعمال الإجرامية التي يتم ارتكابها. تقول جودوين , التي اطلعت على الصحف الجنائية لست عائلات في ولاية تسمانيا الأسترالية , إن بعض الأبناء يعتبرون أنفسهم مجرمين , حتى قبل ارتكابهم أي جريمة , وأن الإجرام يبدو بمثابة نبوءة محققة لذاتها.وأضافت: "بالنسبة لكلا الجنسين , يبدو النموذج العام متشابها إلى حد كبير. وكلما زادت خطورة الصحيفة الجنائية لأحد الأبوين , كلما زاد احتمال ارتكاب الأبناء للجرائم , علما بأن تأثير صحيفة الأب أكبر من تأثير صحيفة الأم على ما يبدو". وفيما يتعلق بمسألة الطبع والتطبع , كانت جودوين موضوعية في رأيها , حيث قالت: "أعتقد أن العوامل الوراثية والعوامل البيئية تتقاسم الأدوار مناصفة" في انتقال السلوك الإجرامي عبر الأجيال.وترى جودوين أن التدخل وسيلة فعالة لمساعدة الأطفال المعرضين للخطر على كسر ما قد يصير بسهولة تقليدا عائليا. فتقول: "فكرة الحصول على وظيفة ومصدر دخل مشروع قد تكون فكرة غريبة تماما على بعض هذه العائلات".