في التحقيقات تكون جملة «لا نعرف القاتل» هي الأشهر وتفتح الباب لاستمرار الثأر واصطياد الخصوم بعيدًا عن يد العدالة.. عن الثأر نتكلم. «روزاليوسف» رصدت مناطقه الملتهبة في محافظات أسيوطوسوهاجوقناوالمنياوبني سويف. محافظة اسيوط تأتي في صدارة محافظات الصعيد في جرائم الثأر برصيد 158 خصومة يتركز عدد كبير منها في قرية المعابدة تحت سفح الجبل الشرقي التي شهدت أشهر المواجهات الثأرية في صراع عائلتي "الطحاوية" و"الفقيرة" عام 2003 حيث اجبر افرادهما قطار الصعيد - القاهرة علي التوقف لإطلاق سراح معتقليهم بعد احدي جرائم الثار. وكما يعد الصراع بين عائلتي "النواصر " و"زناتي" من اقدم صراعات الثأر في مركز البداري حيث يعود لعام 1947 في ظل اعتبار العائلتين الثار رداً للكرامة ورفضهما لادراج كلمة "مصالحة" في قاموسهما حتي الان رغم وصول عدد ضحايا إلي 27 قتيلاً. فيما سجلت عائلات العسيرات بابنوب رقماً قياسياً اخر في عدد ضحايا الصراعات الثأرية التي نشبت بينهم ليصل الي 200 قتيل منذ بداية الخصومة في عام 1950 . فيما نجحت اجهزة الامن بالاشتراك مع القيادات الشعبية والتنفيذية بمحافظة سوهاج في إنهاء 60خصومة ثأرية واتمام الصلح بين العائلات المتخاصمة والتي كان اشهرها الخصومة بين عائلتي الحناشات وعبد الحليم في قرية بيت علام وراح ضحيتها 22 شخصاً. وشهدت الاسابيع الاخيرة تجدد الثأر بين عائلتي العطيفي والسماعنة بقريتي الغنايم والاغانة الواقعتين علي حدود محافظتي سوهاجواسيوط بعد ان قام احد افراد العائلة الاولي بقتل اخر من عائلة "السماعنة" بسبب النزاع علي الحدود بالرغم من وجود جهود للصلح بين العائلتين منذ عام. اشتباك أسيوطيسوهاجي ولم تتوقف حوادث الثأر بين ابناء المحافظتين عند هذا الحادث فهناك خصومات ممتدة بين قريتي الخزندارية التابعة لمركز طهطا بسوهاج وقاو والنواورة بمركز البداري في اسيوط منذ عام 1947 وتجددت أواخر ستينيات القرن مما دفع البسيوني علي ابراهيم عمدة احد كبراء قرية الكتكاتة الي تجهيز 4 مراكب في النيل والابحار شمالا والاستيلاء علي 4 نجوع في قاو. وآخر حوادث الثأر بين القريتين كانت سنة 1995 وراح ضحيته قتيلان ولم تتوقف المعركة إلا عندما هدد الدكتور عاطف صدقي رئيس مجلس الوزراء الاسبق واللواء حسن الالفي وزير الداخلية السابق باستخدام القوة في ارغام القريتين علي وقف اطلاق النار. أكد مصدر أمني مسئول في مديرية أمن سوهاج ان اجمالي عدد الخصومات الثأرية في قري سوهاج تبلغ 85 خصومة ثأرية خلال العامين الماضي والحالي. 13 خصومة قناوية وأضاف "المصدر" إن المشكلة ترجع الي ترجيح الاهالي دائما الي كفة الثأر حفاظاً علي عرفهم السائد الذي يدفعهم الي انكار عائلة المجني عليه معرفتهم بالجناة بهدف اصطيادهم بعيداً عن ايدي العدالة. ورغم جهود المصالحات لإنهاء الخصومات الثأرية بقنا والتي نجحت في انهاء 10 خصومات في 4 اشهر إلا ان المحافظة مازالت تعاني من 13 صراعاً لم يتوصل فيه الي صلح حتي الآن. في مركز قوص توجد 3 خصومات بين عائلتي "الديك" و"الدحو" بقرية المسير وابناء العمومة من عائلة العبايدة في قرية خزام وعائلتي العروات والقرنات بقرية حجازة. كما تشتعل 3 خصومات اخري بقرية الحجيرات التابعة لمركز قنا بين عائلتي شحات وعبد القادر وكذلك العمارنة وعبد المطلب والثالثة بين عائلتي ابو جودة وعبد الباقي. أبوخزام ونجع الخربة وامتدت خصومات عائلة "العبايدة" الي قرية البراهمة في قفط بعد ثأرها من ابناء عائلة "ابو عليقي" بالاضافة الي 6 صراعات اخري بين عائلات قري الوقف والسمطا والمحارزة وابو حزام ونجع خربة. وشهدت المحافظة خلال الاشهر الاخيرة نقض 3 مصالحات بقري الحجيرات وحمرة دوم والمحارزة. وفي المنيا تواصل الاجهزة الامنية والشعبية جهودها لحقن الدماء بين عائلتي "أنور" و"عبد المجيد" بعد مقتل محمد عبد المجيد عن طريق الخطأ في مشاجرة بموقف السيارات في قرية تلة علي يد محيي انور والذي قضي ثلاث سنوات بالسجن و بعد خروجه عقدت جلسة صلح بين الطرفين بشرط جزائي 300 ألف جنيه لمن يخل بالاتفاق وتم تقديم الكفن في حضور أهالي القرية ولم يمض طويلا حيث فوجئ "محيي" اثناء ذهابه الي عمله في السادسة صباحا بأولاد عبد المجيد الذين قاموا بقتل محيي ومثلوا بجثته في الطريق العام. كما شهدت مدينة ملوي خصومة ثأرية بين عائلة الجبابرة وعائلة صابر عبد العال راح ضحيتها شاب طعنا بمطواة اثناء تداخله لفض مشادة كلامية بين سمكري وطالب بكلية الشريعة والقانون في عام 2002 . 18 كفناً من 19 عائلة وكانت جلسات المصالحة قد نجحت خلال السنوات الاخيرة في انهاء خصومات عديدة اخرها خصومة قرية معصرة حجاج التي راح ضحيتها 35 قتيلاً واستمرت لاكثر من 12 عاماً حيث قدمت 19 عائلة 18 كفناً لانهائها. وتعتبر قرية "نزلة شادي" في سمالوط مسرحاً لجرائم الثأر لاستمرار الصراع بين افراد عائلة "الازهري" وابناء عمومتهم لاكثر من 25 عاماً. ولم تختلف محافظة بني سويف عن مثيلاتها في جنوب الصعيد حيث شهدت 10 حوادث ثأرية متفرقة في اقل من عامين وتم عقد جلسات صلح بين العائلات المتنازعة وتسوية الخلافات باستثناء حادثتين احداهما بمركز الواسطي والاخري بمركز سمسطا. ففي مركز سمسطا تم الصلح بين عائلتي طافش والشعايبة وقبول الدية قدرها 150 الف جنيه الا ان والد القتيل عطا يونس 62 عاما خادم مسجد بقرية قفطان الشرقية قرر الانتقام لنجله وقام بالتربص لاحد ابناء العائلة الثانية وليد قرني 16 عاما الطالب بكلية الحقوق واطلق عليه الاعيرة النارية. الشوشة قتلوا العمدة اما الحادث الثاني فوقع في قرية زاوية المصلوب مركز الواسطي بين عائلتي الشوشة والعرب فبعد قبول اهل قتيل العائلة الاولي للدية قاموا بقتل عمدة القرية احد افراد عائلة "العرب". ويعد "الفشن" نقطة تمركز الحوادث الثأرية في المحافظة حيث شهد خلال عام 3 حوادث فكان اخرها في شهر مارس الماضي بين عائلتين "المازوري" و"الضبع". وفي الفيوم نجحت الأجهزة الأمنية والتنفيذية في إنهاء 12 خصومة ثأرية من إجمالي 14 خلال عام ، بينما نقضت عائلة "حويحي" الصلح مع عائلة "زيدان" بقرية الكعابي التابعة لمركز سنورس وقامت بأخذ ثأرها بعد ثلاثة أشهر من تقديم ثلاثة أكفنة وحصولها علي مبلغ دية يصل الي 200 ألف جنيه. كما تكثف أجهزة الأمن جهودها لإنهاء الخصومة الثأرية القائمة حاليا بين عائلتي سعيد وأبو ذريعة والتي بدأت منذ 5 أشهر عندما وقع أحد أفراد العائلة الثانية قتيلا بسبب الحد الفاصل علي الأراضي الزراعية.