يقوم وزيرا الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والأردني عبد الإله الخطيب بزيارة إلى إسرائيل بعد غد الخميس في إطار التحرك العربي لتفعيل مبادرة السلام العربية. يأتي ذلك في ضوء قرار وزراء الخارجية العرب إثر اجتماع عقدوه في أبريل الماضي تشكيل مجموعة عمل من مصر والأردن للتباحث مع إسرائيل حول استئناف عملية السلام على أساس مبادرة السلام العربية التي أقرت في قمة بيروت في 2002، وبعد قرار القادة العرب تفعيل هذه المبادرة خلال القمة العربية الأخيرة التي عقدت في نهاية مارس بالرياض. ووصفت جريدة "ذى ستار" الكندية الزيارة بالتاريخية، بعد أن قالت إنها جاءت بتكليف من الجامعة العربية وأن الوزيرين سيمثلان الجامعة في محادثاتهما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بشأن إحياء مبادرة السلام العربية. وقالت الجريدة إن الزيارة ستمثل انقلابًا دبلوماسيًا لصالح إسرائيل حيث يعد هذا هو أول اتصال رسمي بين الجامعة العربية والدولة العبرية. وحسب تصريحات الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية مارك ريجيف، فإنها ستكون المرة الأولى التي سيرفرف فيها علم الجامعة العربية فوق المقر التي ستجرى فيه المباحثات بين وفد الجامعة العربية ورئيس الوزراء الإسرائيلي، كما سيوضع علم الجامعة على منضدة الوفد الممثل لها في المباحثات. وأكد ريجيف أن المحادثات ستتركز على إحياء مبادرة السلام السعودية وضرورة دعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس خاصة بعد سيطرة حركة "حماس" على غزة. وتنص المبادرة العربية على تطبيع كامل للعلاقات بين الدول ال22 الأعضاء في الجامعة العربية وإسرائيل مقابل انسحاب الأخيرة من الأراضي التي احتلت عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية مع القدسالشرقية عاصمة لها وتسوية "عادلة ومتفق عليها" لمسألة اللاجئين الفلسطينيين. يأتي ذلك فيما أعلن عشرة وزراء خارجية أوروبيين أمس أن خطة "خارطة الطريق" ماتت وأنه يتوجب على إسرائيل تقديم تنازلات رئيسية إلى السلطة الفلسطينية، ودعوا مصر إلى القبول بنشر قوات حفظ سلام دولية في غزة. وكان رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير والذي تولى مؤخرا مهمة مبعوث الرباعية الدولية لعملية السلام في الشرق الأوسط قد دعا إسرائيل إلى تطبيق إجراءات صارمة ضد "حماس" لصالح الرئيس محمود عباس.