قام وزيرا خارجية كل من مصر والأردن بزيارة الى الكيان الصهيوني بتكليف من الجامعة العربية للترويج للمبادرة العربية للسلام في الشرق الأوسط التي اقترحتها السعودية وتبنتها قمة بيروت ثم تم تفعيلها في قمة الرياض في مارس الماضي. وتنص المبادرة على تطبيع الدول العربية علاقاتها مع اسرائيل مقابل انسحابها من الاراضي العربية المحتلة عام 1967 وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية وتسوية مسالة اللاجئين الفلسطينيين. وشكلت هذه المبادرة في نظر العديد من المراقبين بمن فيهم الغربيين تراجعا عن المواقف العربية السابقة، وبالتالي مكسبا للكيان الصهيوني الذي تقلصت المطالب العربية الرسمية على مطالبته بإزالة آثار العدوان الإسرائيلي لسنة ,1967 والأعتراف له بالأراضي التي اغتصبها في حرب ,1948 وتجاهل حتى قرار التقسيم الصادر من الأممالمتحدة رقم 191 والذي قسم فلسطين بين سكانها والشتات اليهودي القادم من كل اصقاع الأرض. الوزيران الأردني عبد الإله الخطيب والمصري احمد ابو الغيط التقيا في القدسالمحتلة زعيم المعارضة بنيامين نتانياهو ورئيس الدولة شيمون بيريز قبل ان يجريا محادثات مع نظيرتهما الاسرائيلية تسيبي ليفني. وبعد ذلك تحادثا خلال زيارتهما التي استغرقت بضع ساعات، مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك. الزيارة جاءت في وقت ترتكب فيه تل أبيب سلسلة مركزة من جرائم القتل والخطف والسلب للأرض الفلسطينية وفي وقت تفرض فيه حصارا خطيرا على قطاع غزة وتمنع فتح معبر رفح مع مصر الذي يتكدس فيه منذ أكثر من شهر حوالي 7 الاف فلسطيني يمنعون من الإلتحاق بعائلاتهم وأرضهم. كما تأتي الزيارة في وقت تصر فيه تل أبيب على مواصلة بناء جدار الفصل العنصري بهدف تمزيق ما تبقى من الأرض الفلسطينية وتحويلها الى كانتونات. اسرائيل وكعادتها ارادت تسجيل المزيد من المكاسب من الزيارة والحصول على تنازلات عربية جديدة في وقت لم يعد فيه من الممكن تصور انحدار أكبر من طرف الحكومات العربية في مسلسلات التنازلات المجانية للكيان الصهيوني. وهكذا وبحضور الوزيرين الأردني والمصري أكدت اسرائيل في المبادرة العربية عناصر ايجابية لكنها رفضتها في صيغتها الحالية لانها بالخصوص تتحدث عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين. وفي عملية ابتزاز جديدة اعربت ليفني عن خيبة املها لان مجموعة العمل المكلفة بالتباحث مع اسرائيل حول المبادرة العربية لا تضم سوى دولتين تقيمان علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية. قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية مارك ريغيف ''انها المرة الاولى التي يصل فيها وفد ترعاه الجامعة العربية الى اسرائيل''. واضاف ان ''مجموعة العمل وهي هيئة رسمية للجامعة العربية سمحت بقدوم هذا الوفد الى اسرائيل. انه امر تاريخي''. واكد ريغيف ان ''اسرائيل مستعدة للتحادث مع هذا الوفد على اساس المبادرة العربية. الواضح ان إسرائيل تريد الأن بعد ان تجسد التنازل العربي في ما سمي المبادرة العربية، الأستحواذ على المزيد فهي وواشنطن تطالبان الأن بتطبيع الدول العربية لعلاقاتها مع الكيان الصهيوني حتى قبل اقامة الدولة الفلسطينية، وتريد من العرب مقاطعة حماس وحزب الله اللبناني وكل من تعتبره مهددا لمصالحها.التنازلات لا تفيد والصمود والكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لإستعادة الحقوق العربية.