وسط حراك دبلوماسي كثيف ، كلفت الجامعة العربية مصر والاردن بالبحث مع المسؤولين الاسرائيليين في المبادرة العربية. وتعرض المبادرة العربية على اسرائيل الارض مقابل السلام ، ومن ثم تتمتع اسرائيل بعلاقات طبيعية مع جميع الدول العربية مقابل انسحاب اسرائيلي كامل من كل الاراضي التي احتلتها في حرب عام 1967 واقامة دولة فلسطينية وحل عادل للاجئين الفلسطينيين. المبادرة التى تسوق لها الجامعة العربية منذ خمس سنوات تعد رسالة عربية تعبر عن عرض جماعي عربي جاد لتحقيق السلام في المنطقة وتتطلع الى ان يكون التجاوب مع العرض والمبادرة بما تستحقه من اهتمام وكانت اسرائيل قد رفضت هذا العرض حين أطلق للمرة الأولى بعد قمة الدول العربية في بيروت عام 2002، لكنها ألمحت مؤخرا إلى امكانية أن يكون العرض أساسا للمفاوضات. وزير الخارجية احمد ابو الغيط أكد ان زيارته والوزير الأردني الي اسرائيل ولقائهما المسئولين الاسرائيليين تهدف الي حشد التأييد اللازم لمبادرة السلام العربية ، وتأكيد رغبة العرب مد يد السلام باتجاه اسرائيل علي أساس الحق والعدل الذي لابديل عنه للتوصل الي الاستقرار المنشود في المنطقة.،موضحا ان مصر والأردن بوصفهما الطرفين العربيين اللذين استعادا اراضيهما التقيا بالمسئولين الإسرائيليين تنفيذا لقرار اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية لتفعيل المبادرة وتسهيل بدء المفاوضات المباشرة وذلك طبقا لقرار قمة الرياض في مارس الماضي والذي يؤكد دعوة الحكومة الاسرائيلية والاسرائيليين جميعا لقبول المبادرة العربية. وعقب المباحثات ،اكد وزير الخارجية احمد ابو الغيط انه استمع الى "تعقيبات ايجابية" بشأن مبادرة السلام العربية خلال لقائه ونظيره الاردني عبد الاله الخطيب مع المسؤولين الاسرائيليين ،وانه يستشعر نية لدى اسرائيل لعمل جاد لاتاحة الفرصة للفلسطينيين للوصول الى اقامة دولتهم. موضحا أن التفاوض لا يتم بالنيابة عن الفلسطينيين ولكن الغرض منه هو المساعدة فى تحقيق السلام المنشود. من جهته أكد وزيرالخارجية الاردنى عبد الاله الخطيب ان الوفد يأمل في ان تسهم الزيارة في إيجاد الأجواء المناسبة لاستئناف مفاوضات جادة ومثمرة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني من ناحية -وإسرائيل والعالم العربي من ناحية أخري . وأكد ان اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وفق مفهوم الدولتين وحل كل القضايا والمسائل المتعلقة بهذه القضية مطلب أساسي للوصول الي السلام الذي تحتاجه المنطقة.،.موضحا أن المبادرة العربية للسلام تشكل فرصة تاريخية وحث إسرائيل على عدم إضاعتها، مشيرا إلى ضرورة إطلاق مفاوضات فلسطينية إسرائيلية جدية ترمي إلى إقامة دولة فلسطينية في إطار زمني محدد ، ومشيرا الي ان التحدي الحقيقي هو تحويل هذه المبادرة الي تحرك ملموس لاحياء عملية السلام. وأشادت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبى ليفنى ب"الزيارة التاريخية" لممثلي مجموعة العمل التابعة للجامعة العربية. واكدت ان بلادها مصممة على تحقيق تقدم في عملية السلام مع الفلسطينيين ، وشددت ليفني على عدم تفويت هذه الفرصة لتحقيق السلام بالجدالعلى جميع بنود المبادرة العربية. ووصفت إسرائيل زيارة اليوم الواحد التي قام بها وزيرا خارجية مصر والاردن بأنها تحرك تاريخي من قبل الجامعة العربية التى تضم 22 عضوا مشيرة الى ان تل ابيب لم تصل بعد إلى إعلان القبول بالمبادرة العربية التي تعرض سلاما عربيا شاملا إذا انسحبت إسرائيل من كل الاراضي المحتلة الى جانب تلبيةمطالب أخرى. زيارة ابو الغيط والخطيب للقدس تأتي وسط تحركات دبلوماسية متعددة لاحياء عملية السلام في الشرق الاوسط. فعلى صعيد التحرك الدولي للإسهام بإحلال السلام بالمنطقة، بحث الرئيس الأميركي جورج بوش مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال زيارته لواشنطن امس الاربعاء سبل تحقيق هذا الهدف. من ناحية أخرى يزور وزيرا الخارجية والدفاع الامريكيين كوندوليزا رايس وروبرت جيتس، الشرق الاوسط الاسبوع المقبل بهدف مناقشة الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي. وكان مبعوث اللجنة الرباعية الدولية الي الشرق الاوسط توني بليرقد تحدث في جولته الاولي بالمنطقة ،عن 'لحظة الفرصة' بعد محادثاته مع المسئولين الفلسطينيين والاسرائيليين وقال بلير بعد لقائه في رام الله مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض أعتقد انه يوجد احساس بامكانية التقدم في هذا الوقت.. وكانت مصادر اسرائيلية قد اعلنت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت قد عرض خلال لقائه مع توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية الدولية اجراء مفاوضات للاتفاق علي مبادئ اقامة الدولة الفلسطينية علي معظم الأراضي الفلسطينية المحتلة ، ورجحت ان يعرض أولمرت اقامة دولة فلسطينية في غزة ،وعلي نحو90% من الضفة الغربيةالمحتلة ومنح أراض للفلسطينيين تعويضا عن الابقاء علي الكتل الاستعمارية الكبيرة. 26/7/2007