السيدة زينب.. هل دفنت في مصر؟    في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا (4)    الإسكان تتابع جهود قطاع المرافق لتعظيم الاستفادة من الحماة المنتجة من محطات معالجة الصرف الصحي    «Gliese 12b».. اكتشاف كوكب صالح للحياة على بُعد 40 سنة ضوئية من الأرض    واشنطن تدرس تعيين مسئول أمريكى للإشراف على قوة فلسطينية فى غزة بعد الحرب    تشافي يستعد للرحيل.. موعد الإعلان الرسمي عن تعاقد برشلونة مع المدرب الجديد    15 دقيقة لوسائل الإعلام بمران الأهلى اليوم باستاد القاهرة قبل نهائى أفريقيا    موجة حارة جديدة تضرب البلاد.. توقعات الطقس ليوم الجمعة 24 مايو 2024    مصدر أمني يكشف حقيقة سرقة سائق لهاتف محمول من سيارة اثناء وقوفها امام مستشفي    ظهرت الآن.. رابط بوابة التعليم الأساسي للحصول على نتيجة الفصل الدراسي الثاني 2024    عاجل.. أنباء عن العثور على آخر ضحايا حادث معدية أبو غالب    ضبط تشكيل عصابي يروج المخدرات وبحوزتهم 7 كيلو «حشيش» في القليوبية    4 أفلام تتنافس على جوائز الدورة 50 لمهرجان جمعية الفيلم    الإسلام الحضاري    وزارة الثقافة تحتفي بأعمال حلمي بكر ومحمد رشدي بحفل ضخم (تفاصيل)    أبرزها التشكيك في الأديان.. «الأزهر العالمي للفلك» و«الثقافي القبطي» يناقشان مجموعة من القضايا    محافظ أسيوط يبحث مستجدات ومعوقات ملف التصالح في مخالفات البناء    الأكاديمية العسكرية المصرية تنظم زيارة لطلبة الكلية البحرية لمستشفى أهل مصر لعلاج الحروق    تجديد ندب أنور إسماعيل مساعدا لوزير الصحة لشئون المشروعات القومية    ضبط 35 طن دقيق مهرب في حملات على المخابز خلال 24 ساعة    ميلان يعلن رحيل مدربه بيولي    تعرف على مباريات اليوم في أمم إفريقيا للساق الواحدة بالقاهرة    نقل شعائر صلاة الجمعة المقبلة من ميت سلسيل بالدقهلية    موعد ومكان تشييع جنازة شقيق الفنان مدحت صالح    مجلس أمناء جامعة الإسكندرية يوجه بضرورة الاستخدام الأمثل لموازنة الجامعة    نقيب المحامين الفلسطينيين: قرار العدل الدولية ملزم لكن الفيتو الأمريكي يعرقل تنفيذه    استقرار أسعار الريال السعودي في البنوك المصرية الجمعة 24 مايو    وزير العمل يشهد تسليم الدفعة الثانية من «الرخص الدائمة» لمراكز التدريب    العنب لمرضى القولون العصبي- هل هو آمن؟    رئيس الأركان يتفقد أحد الأنشطة التدريبية بالقوات البحرية    الإسكان: تشغيل 50 كم من مشروع ازدواج طريق «سيوة / مطروح» بطول 300 كم    انطلاق امتحانات الدبلومات الفنية غدا.. وكيل تعليم الوادى الجديد يوجه بتوفير أجواء مناسبة للطلاب    بوتين يصحّح لنظيره لوكاشينكو تعليقه على محادثاته مع ملك البحرين في موسكو    نقيب المحامين الفلسطينيين: دعم أمريكا لإسرائيل يعرقل أحكام القانون الدولي    عائشة بن أحمد تروي كواليس بدون سابق إنذار: قعدنا 7 ساعات في تصوير مشهد واحد    هشام ماجد: الجزء الخامس من مسلسل اللعبة في مرحلة الكتابة    سويلم يلتقى وزير المياه والري الكيني للتباحث حول سُبل تعزيز التعاون بين البلدين    حملات توعية لترشيد استهلاك المياه في قرى «حياة كريمة» بالشرقية    «الحج بين كمال الايمان وعظمة التيسير» موضوع خطبة الجمعة بمساجد شمال سيناء    مصرع 4 أشخاص وإصابة 30 آخرين فى انهيار مطعم بإسبانيا..فيديو وصور    سول تفرض عقوبات ضد 7 أفراد من كوريا الشمالية وسفينتين روسيتين    أمريكا تفرض قيودا على إصدار تأشيرات لأفراد من جورجيا بعد قانون النفوذ الأجنبي    الصحة العالمية: شركات التبغ تستهدف جيلا جديدا بهذه الحيل    "صحة مطروح" تدفع بقافلة طبية مجانية لخدمة أهالي قريتي الظافر وأبو ميلاد    حظك اليوم برج العقرب 24_5_2024 مهنيا وعاطفيا..تصل لمناصب عليا    «العدل الدولية» تحاصر الاحتلال الإسرائيلي اليوم.. 3 سيناريوهات متوقعة    الترجي يفاجئ كاف والأهلي بطلب صعب قبل نهائي أفريقيا ب48 ساعة    الحج بين كمال الإيمان وعظمة التيسير.. موضوع خطبة اليوم الجمعة    التموين تعلن التعاقد علي 20 ألف رأس ماشية    نقابة المهندسين بالغربية تنظم لقاء المبدعين بطنطا | صور    مقتل مُدرس على يد زوج إحدى طالباته بالمنوفية    مدرب الزمالك السابق.. يكشف نقاط القوة والضعف لدى الأهلي والترجي التونسي قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا    نقيب الصحفيين يكشف تفاصيل لقائه برئيس الوزراء    أوقاف الفيوم تنظم أمسية دينية فى حب رسول الله    شخص يحلف بالله كذبًا للنجاة من مصيبة.. فما حكم الشرع؟    جهاد جريشة: لا يوجد ركلات جزاء للزمالك أو فيوتشر.. وأمين عمر ظهر بشكل جيد    هيثم عرابي: فيوتشر يحتاج للنجوم.. والبعض كان يريد تعثرنا    وفد قطرى والشيخ إبراهيم العرجانى يبحثون التعاون بين شركات اتحاد القبائل ومجموعة الشيخ جاسم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



60 دقيقة تمحو حربا استمرت 60 عاما
نشر في أخبار مصر يوم 12 - 04 - 2015

في لقاء استمر نحو ساعة، دشن الرئيسان الامريكي باراك اوباما والكوبي راؤول كاسترو فصلا جديدا في التاريخ ، ليطويا معا آخر صفحات الحرب الباردة في امريكا اللاتينية بعد عقود من العداء.
وعلى خلفية بيضاء، يظهر شعار القمة السابعة للامريكتين، وقف الزعيمان وتصافحا ليبدأ الزعيمان لقاء خاصا ساده "الاحترام" و"الصراحة" وكان "وديا" و"بناء"، وكلها صفات جاءت من مصادر رسمية من الطرفين.
المشهد -الذي لا سابق له منذ 1956 – يشكل رمزا لتكريس قرار اعلن في 17 ديسمبر الماضي للتقدم على طريق المصالحة بين البلدين هذا التحسن المفاجىء الذي اعلن انذاك وسمح بطي صفحة اكثر من نصف قرن من العلاقات المضطربة منذ الثورة التي قادها فيدل كاسترو في 1959، وقبل ثلاث سنوات من ثورة كاسترو ، تحولت العلاقة بين واشنطن وهافانا الى عداوة شرسة.. في تلك الاونة لم يكن الرئيس الامريكي الحالي البالغ من العمر 53 عاما قد ولد بعد.
وكان اوباما وكاسترو تصافحا بشكل خاطف خلال تشييع رئيس جنوب افريقيا السابق نلسون مانديلا في 2013 لكن اللقاء في بنما هو الاول بين رئيسين كوبي واميركي منذ اكثر من خمسين عاما.
وبمناسبة قمة الامريكيتين وعلى هامش هذا اللقاء، اطلق الزعيمان تصريحات تنم عن انفتاح بدون ان يترددا في ذكر نقاط الخلاف العديدة الموروثة من اكثر من نصف قرن من التوتر والمواجهات.
وامام كاسترو، عبر اوباما عن شكره لنظيره لكوبي "لروح الانفتاح" التي ابداها. وقال انه "مع الوقت من الممكن لنا طي الصفحة وتطوير علاقة جديدة حتى اذا كانت بيننا خلافات عميقة وكبيرة".
الرئيس الامريكي قال للصحفيين بعد اللقاء "كان حوارا صريحا ومثمرا". ورغم اعترافه بان الخلافات مستمرة خصوصا في مجال حقوق الانسان، الا ان اوباما أكد ان الحوار "كان مباشرا جدا".
وقال اوباما "نجحنا في التحاور بصراحة عن خلافاتنا ومصادر قلقنا بطريقة اصبحنا نمتلك معها امكانية دفع العلاقة بين بلدينا قدما وفي اتجاه مختلف وافضل".
من جانبه، أوصى راؤول كاسترو الذي يدرك التوقعات الكبيرة المرتقبة من هذا اللقاء غير المسبوق، بالصبر. وقال ان "التاريخ بين بلدينا كان معقدا لكننا مستعدون للسير قدما" ومناقشة "كل شىء" بما في ذلك "حقوق الانسان".
ورد راوول كاسترو الذي تولى الرئاسة خلفا لشقيقه فيدل كاسترو في 2006 "نريد ان نتحدث عن كل شىء، لكن علينا ان نتحلى بالصبر، بصبر طويل". واضاف ان "قصة بلدينا كانت معقدة ونحن مستعدون للسير قدما كما قال" اوباما.
وتفصل بين الرئيسين ثلاثة عقود، وراوول كاسترو البالغ من العمر 83 عاما لا ينسى هذا التفصيل. فاوباما ولد في فترة كانت الخصومة بين كوبا والولايات المتحدة في اوجها مع وصول فيدل كاسترو الى السلطة في 1959.
ومنذ قيام نظام كاسترو تعاقب على الولايات المتحدة احد عشر رئيس دولة.
قمة بنما
القمة السابعة للأمريكتين عقدت في مدينة بنما واختتمت امس السبت.
وفي فترة القاء الخطب، احتفى رئيسا الدولتين بعودة كوبا الى التجمع القاري بعد عقود من العزلة.
وامام حوالى ثلاثين من نظرائه، اكد باراك اوباما ان التقارب بين واشنطن وهافانا يشكل "منعطفا" للاميركيتين. واضاف ان "مجرد وجود الرئيس كاسترو وانا هنا اليوم يمثل حدثا تاريخيا".
وهذا اللقاء سجل ايضا عودة كوبا الى المنابر الكبرى الامريكية التي اقصيت عنها هافانا منذ ان بدأت في 1994. وهو حدث سيكون له تردداته في العلاقات القارية حتى وان بقيت هناك نقاط خلافية عديدة بين العدوين القديمين.
وبعد حديث طويل عن تدخلات الادارات الاميركية السابقة في الشؤون الكوبية والاميركية اللاتينية، اشاد كاسترو بنزاهة رئيس الولايات المتحدة ووصفه بانه "رجل صادق".
وعبر عن ارادته في تحقيق تقدم في اطار "حوار محترم" يتطلع الى "تعايش متحضر" على الرغم من "الاختلافات الكبيرة" بين بلدينا.
وفي افتتاح قمة الاميركيتين التي حضرها رؤساء 34 من 35 دولة عضو، تصافح الرجلان وتبادلا بعض الكلمات امام عدسات الكاميرات، مكررين بذلك الخطوة التي قاما بها في كانون الاول/ديسمبر 2013 في جنوب افريقيا.
وسعى اوباما ايضا الى تهدئة التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا ايضا، بلقاء آخر غير رسمي وغير مسبوق مع الرئيس نيكولاس مادورو.
وقال راوول كاسترو في بداية خطابه في الجلسة العامة للقمة "حان الوقت لاتحدث هنا باسم كوبا. ابلغونا انه علي ان اتلو خطابا يستغرق ثماني دقائق (…) وبما ان ستة اجتماعات قمة عقدت بدوني، فساضرب هذه المدة بستة وهذا يمنحني 48 دقيقة".
وقال البيت الابيض ان جدول اعمال اللقاء يتضمن مسألة استئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ 1961، الذي لم يتم على الرغم من ثلاث جولات من المفاوضات على مستوى عال بين هافانا وواشنطن.
ودعا كاسترو نظيره الامريكي الى تسريع اجراءات شطب كوبا من لائحة الدول المتهمة بدعم الارهاب، وهو ملف تعتبره هافانا العقبة الرئيسية في طريق فتح السفارات.
وقال اوباما انه تلقى توصية من وزارة الخارجية الاميركية في هذا الاتجاه لكن لم يتوفر لديه الوقت ليدرسها ويعرضها على الكونجرس.
واكد وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز امام القمة ان الجولة الجديدة من المحادثات المتعلقة باعادة فتح سفارتي البلدين ستعقد "في اقرب وقت ممكن".
وبمعزل عن العلاقات الدبلوماسية، ما زالت هناك عقبات كبيرة في طريق التطبيع وعلى رأسها الحظر الكامل على الصفقات الاقتصادية والمالية مع كوبا المفروض منذ 1962.
واكد الرئيس الكوبي السبت من جديد ضرورة "تسوية" هذه القضية التي تضر بالبلاد.
وانتهت قمة الاميركيتين بدون بيان ختامي اذ ان الولايات المتحدة ترفض ان تدرج اشارة الى دعم كراكاس في نزاعها مع واشنطن.
الا ان اوباما اجرى السبت "حديثا خاطفا" لبضع دقائق مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو على هامش القمة. وهذه المحادثة هي الاولى بين الرئيسين الاميركي والفنزويلي منذ تولي مادورو السلطة في نيسان/ابريل 2013 بعد وفاة هوغو تشافيز.
وقالت كاترين فارغاس المتحدثة باسم الرئاسة الامريكية ان الرئيس اوباما كرر القول ان "مصلحتنا ليست في تهديد فنزويلا ولكن بدعم الديموقراطية والاستقرار والازدهار في فنزويلا وفي المنطقة".
واضافت ان الحديث جرى بينما كان اوباما يهم بمغادرة القمة، موضحة ان الرئيس الاميركي اكد من جديد "دعمه القوي لحوار سلمي" في فنزويلا التي تهزها ازمة اقتصادية وسياسية وسجن خلالها عدد كبير من معارضي حكومة نيكولاس مادورو الاشتراكية.
وفي وقت سابق، قال مادورو على منبر القمة انه جمع 11 مليون توقيع على رسالة تطالب الولايات المتحدة بالغاء هذا المرسوم "غير العقلاني وغير المتكافىء".
واضاف ان الرسالة ستسلم الى السلطات الاميركية "بالطرق الدبلوماسية". ولقي مادورو دعم نظيريه الاشتراكيين البوليفي ايفو موراليس والاكوادوري رافايل كوريا.
وقال مادورو متوجها الى اوباما "لا تسقط في النسيان مثل (الرئيس السابق) جورج بوش عبر دعم انقلاب في فنزويلا".
نبذة تاريخية
قمة الأمريكتين منتدى تأسس في 1994 برعاية منظمة الدول الأمريكية التي استبعدت منها كوبا من 1962 إلى 2009.
وقمة الامريكتين هي القمة المعنية بمناقشة قضايا القارتين (أمريكا الشمالية واللاتينية ودول الكاريبي) والملفات العالقة بينها، وخاصة علاقات الولايات المتحدة مع كل من كوبا وفنزويلا ، كما تناقش القمة ملفات النمو والعمالة، والفقر، والاستدامة البيئية، وأمن الطاقة، والتمييز والجريمة.
قمم الأمريكتين هي تجمعات مؤسسية لرؤساء دول وحكومات نصف الكرة الغربي لتضم امريكا الشمالية والجنوبية حيث يناقش الزعماء قضايا السياسة المشتركة، وتؤكد القيم المشتركة والالتزام إجراءات منسقة على المستوى الوطني والإقليمي للتصدي لاستمرار والتحديات الجديدة التي تواجهها في الأمريكتين .
القمة الاولي:
مؤتمر القمة الأول للأمريكتين عقد في ميامي، فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية في ديسمبر كانون الاول من عام 1994. وأنتجت هذه القمة إنشاء إعلان المبادئ وميثاقا للتنمية والازدهار على أساس حفظ وتعزيز مجتمع الديمقراطيات في الأمريكتين. وسعى القادة لتوسيع الازدهار من خلال التكامل الاقتصادي؛ للقضاء على الفقر والتمييز في نصف الكرة الأرضية، وضمان التنمية المستدامة مع حماية البيئة.
القمة الثانية:
قمة سانتياغو بشيلي للأمريكتين في 1998 اشترك في إعدادها ومناقشتها والموافقة عليها من قبل جميع الدول الأعضاء. ومن المهم التأكيد على المشاركة الفعالة من جانب المنظمات شبه الإقليمية مثل الجماعة الكاريبية ومجموعة ريو.
وأجريت المفاوضات لإعلان وخطة عمل في الاجتماعات SIRG بدعم من منظمة الدول الأمريكية، والبنك الإسلامي للتنمية، ومنظمة الصحة الأمريكية واللجنة الاقتصادية. وجرى التركيز على السياسات الاجتماعية والمسائل الأساسية لجدول أعمال البلدان الأمريكية، مثل كيفية تعزيز وتحسين نوعية الديمقراطية. احترام حقوق الإنسان والمسار إلى منطقة التجارة الحرة للأمريكتين، نوقشت أيضا.
أنتجت نتيجة لهذه المداولات إعلان خطة عمل سانتياغو الذي يتضمن 27 مبادرة، كل ما يعكس الاهتمامات المشتركة لمختلف البلدان. تم تجميع المبادرات في المواضيع التالية:
الحفاظ على وتعزيز الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان؛ التكامل الاقتصادي والتجارة الحرة؛ القضاء على الفقر والتمييز.
القمة الثالثة:
اجتمع فى الأسبوع الأخير من شهر أبريل عام 2001 أكثر من أربعة وثلاثين رئيس دولة من أمريكا اللاتينية والشمالية فى مدينة كيبك الكندية لإماطة اللثام عن خطتهم لإقامة منطقة تجارة حرة فى الأمريكتين بحلول عام 2005، بالإضافة إلى وضع الأسس والضوابط السياسية التى تحكم علاقات دول المنطقة بعضها البعض، لذا كان لهذه القمة صدى هائل من حيث: أولا: أهمية المنطقة ثانيا: نوعية القضايا والسياسات التى تم الاتفاق عليها للتعامل مع تحديات القرن الواحد والعشرين ثالثا: الآثار الإقليمية والدولية فى أمريكا اللاتينية والشمالية.
القمة الرابعة:
قمة الامريكتين الرابعة استضافتها الارجنتين، في 5 نوفمبر 2005 ، وحضرها قادة 34 دولة، من امريكا الشمالية والجنوبية، وشارك في اجتماعات القمة الرئيس الامريكي انذاك جورج بوش، حيث أجرى مناقشات حول قضايا شملت اقامة منطقة تجارة حرة والفقر.
وانتهت هذه القمة بالفشل.
وخلال اجتماع الارجنتين، واجه الاقتراح الامريكي باقامة منطقة تجارة حرة معارضة شديدة من جانب عدد كبير من دول امريكا الجنوبية التي رأت أن اقامة مثل هذه المنطقة سيؤدي الى الحاق اضرار شديدة باقتصاديات بلادهم.
وشدد رئيس فنزويلا هوجو شافيز على معارضته لمثل هذا الاتفاق قائلا انه "سيقف مثل الصخرة في طريقه".
وكان الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز قد قال للصحفيين في وقت سابق إنه سيدفن منطقة التجارة الحارة بين الامريكتين وسيهزم "الامبريالية" الامريكية.
المحتجون يرون أن سياسات السوق الحرة التي تدفع أمريكا باتجاهها تسببت في تحول الملايين من سكان المنطقة إلى فقراء.
ورغم ذلك فقد قال الرئيس المكسيكي فنسنت فوكس إن 29 من أصل 34 دولة في القمة مستعدة للتحرك قدما في مفاوضات التجارة الحرة بدون الدول المعارضة
القمة الخامسة:
مع اختتام الرئيس الامريكي باراك اوباما و33 زعيما من الدول المجاورة له في نصف الكرة الغربي قمة الامريكتين ببورت أوف سبين، ترينيداد وتوباجو يوم الاحد/19 ابريل 2009، تتصاعد الآمال بامكانية دفء العلاقات بين واشنطن وهافانا وانهاء حرب باردة استمرت على مدار نصف قرن.
وفي حفل افتتاح الدورة الخامسة لقمة الامريكتين الذى عقد في ترينيداد وتوباجو، تعهد اوباما بالسعي الى "بداية جديدة" مع كوبا، الدولة الوحيدة في القارة التى استبعدت من القمة.
وذكر اوباما انني "مستعد لان تعمل ادارتي مع الحكومة الكوبية في نطاق واسع من القضايا–بدءا من حقوق الانسان وحرية التعبير والاصلاح الديمقراطي الى المخدرات والهجرة والقضايا الاقتصادية".
وفي وقت سابق هذا الاسبوع، اتخذت ادارة اوباما اجراءات لالغاء القيود على سفر اسر الامريكيين الكوبيين والتحويلات المالية الى كوبا، ما يشير الى "اتجاه جديد" نحو تحسين العلاقات مع كوبا.
ووجدت الخطوة التصالحية ردا سريعا من الرئيس الكوبى راؤول كاسترو، الذي قال في قمة اقليمية في فنزويلا يوم الخميس ان بلاده مفتوحة للمحادثات مع واشنطن حول "كل شيء".
وصرح "ارسلنا كلمة الى الحكومة الامريكية فى السر والعلن اننا نرغب في مناقشة كل شيء — حقوق الانسان وحرية الصحافة والسجناء السياسيون وكل شيء".
واشار الى اننا "ربما نكون قد اخطأنا، ونعترف بذلك. فنحن بشر"، قائلا "اننا نرغب في الجلوس للتحدث كما يجب علينا ان نفعل وفي اي وقت".
وحظى اقتراح كاسترو بشأن المحادثات بترحيب حار من مسؤولين امريكيين رفيعى المستوى.
وهدفت قمة الدول الامريكية التى استغرقت ثلاثة ايام، الى التركيز على الاقتصاد وقضايا اخرى كثيرة، لكنه كان من الواضح ان العلاقات الامريكية الكوبية احتلت المسرح المركزى للقمة، مصحوبة بدعم واسع من الزعماء لرفع الحصار الامريكى على هافانا وعودة كوبا الى منظمة الدول الامريكية. وطردت كوبا من المنظمة فى عام 1962 بطلب من الولايات المتحدة.
وفى نهاية الاجتماع ، تحدث بعض الزعماء عن مشاركة كوبا فى القمة المقبلة. وقال الرئيس البرازيلى لويس ايناسيو لولا دا سيلفا انه يعتقد ان هذه هى القمة الاخيرة للدول الامريكية بدون حضور كوبا. واضاف لولا "ان القارة كلها تدعم دخول كوبا الى القمة. ليس هناك تفسير لابعاد كوبا."
القمة السادسة:
عقدت فى قرطاجنة بكولومبيا 2012 ،وتوضح قمة قرطاجنة عنوان "اتصال الأمريكتين: شراكة من اجل الرخاء "، حيث اختتم قادة 31 دولة من نصف الكرة الغربي قمة الأمريكتين في 15 ابريل عام 2012،دون اصدار اعلان ختامي نتيجة عدم التوصل الى توافق بشأن قضايا خلافية.
وقال الرئيس الكولومبي جوان مانويل سانتوس في المؤتمر الصحفي الختامي للاجتماع في هذا المنتجع الكاريبى "انه لم يصدر اعلان ختامي لعدم وجود توافق".
بيد ان سانتوس قال انه ما زال يشعر " برضاء بالغ " إزاء نتائج القمة، التي وصفها بأنها " قمة حوار واخلاص ".
القمة السابعة:
هذه القمة التي انتهت امس السبت عقدت تحت شعار «ازدهار في إطار المساواة»
وتسجل قمة الاميركيتين التي تجمع نحو ثلاثين من قادة الدول، للمرة الاولى حضور كوبا التي استبعدتها الولايات المتحدة ومنظمة الدول الاميركية من الاجتماعات والمنابر الكبرى في القارة.
الرئيس البنمي قال في ختام القمة، السبت، أن «هذه القمة تاريخية. وأنا على يقين أنها ستمثل بداية لحقبة جديدة من الحوار المحترم والتعاون في منطقتنا».
وبعد المصافحة التي جرت اواخر 2013 بين اوباما وراوول كاسترو في جنوب افريقيا اثناء تشييع نلسون مانديلا، التقي الرئيسان مجددا وجها لوجه للمرة الاولى بين رئيسي الدولتين منذ 1956، اي قبل سنتين من الثورة الاشتراكية التي قام بها فيدل كاسترو وادت الى القطيعة في العلاقات الكوبية الاميركية في العام 1961.
وان لم يعلن اي لقاء رسمي فان التقاءهما غير المسبوق سيتوج التقارب المفاجىء الذي اعلن في ديسمبر الماضي بعد 18 شهرا من الاتصالات التي احيطت بسرية كبيرة.
وأضاف أنه خلال اليومين الماضيين، ناقش المشاركون من رؤساء الدول والحكومات نطاقا واسعا من "الموضوعات الساخنة"، الأمر الذي لم يفعلوه من قبل، وانهم قاموا بذلك بطريقة " محترمة ، ومباشرة ، وصريحة ".
وقال رئيس الدولة المضيفة ان القمة " بهذا الاحترام وقبول الاختلافات، تشير الى اننا أصبحنا في منطقة اكثر نضجا".
يذكر انه في جميع القمم الأمريكية الست منذ عام 1994، فان القمة الحالية وكذا القمة الرابعة التي استضافتها الارجنتين عام 2005 هما وحدهما اللتان فشلتا في اصدار اعلان ختامي.
تحليل
جوي اولسون من مجموعة الابحاث "مكتب واشنطن حول امريكا اللاتينية" أوضحت "ان هذا اللقاء كان هاما الى حد يفوق التصور. فهو ينطوي على كل المقومات لتحريك الخطوط الاساسية من اجل تحسين العلاقات" بين نصفي الكرة الارضية.
وفي هذا الصدد قال سانتياغو كانتون المسؤول في مركز روبرت فيتزجيرالد كينيدي للعدالة وحقوق الانسان في الكلام "العلاقات بين الولايات المتحدة واميركا اللاتينية باتت مختلفة اعتبارا من الان".
وتابع "ان شبح كوبا كان حاضرا في كل العلاقات الثنائية والمتعددة بين الولايات المتحدة واميركا اللاتينية. لكن هذا الشبح توارى اعتبارا من الان". واضاف هذا الخبير "نتمنى ان لا تصبح فنزويلا (هذا الشبح)".
فالملف الفنزويلي كان يلوح بتهديد لهذه القمة، لكن الرئيس اوباما سعى ايضا الى نزع فتيله.
فبعد ان هبت دول امريكية لاتينية عديدة لدعم كراكاس عند اعلان واشنطن فرض عقوبات مرفقة بوصف غير مترو لفنزويلا بانها "خطر على امن" الولايات المتحدة، عرف اوباما كيف يحد من الاضرار خلال يومي القمة في بنما.
وبعد ان ارسل هذا الاسبوع مبعوثا خاصا الى مادورو، بذل قصارى جهده لعدم التعرض لانتقادات امام قادة الدول الاخرين. وكان في البداية اكد الجمعة ان فنزويلا لا تشكل فعلا اي خطر على امن بلاده
والسبت تعمد الغياب عن الطاولة المستديرة قبل خطاب الرئيس الفنزويلي الذي كان اعلن نيته تسديد "ضربة" اعلامية من خلال تسليمه عريضة تحمل اكثر من عشرة ملايين توقيع ضد هذا المرسوم.
ثم تمكن اوباما بعد ذلك من التحدث في الكواليس الى مادورو في حوار غير مسبوق اكد خلاله ان مصلحة الولايات المتحدة لا تتمثل "بتهديد فنزويلا بل بدعم الديموقراطية والاستقرار والازدهار في فنزويلا وفي المنطقة" بحسب البيت الابيض.
واعتبرت جوي اولسون انه "عندما يكون هناك حوار يكون امرا جيدا دائما"، وان كشف خطاب مادورو "ان النزاع مع الولايات يشكل حلا سهلا لتحويل الانتباه عن مشاكل خطيرة اخرى في فنزويلا".
ومع هذه القمة اتاح اوباما انطلاقة جديدة لكن الخبراء يعتبرون انه يبقى هناك الكثير من العمل من اجل استعادة مكانة مميزة في منطقة النفوذ الامريكية سابقا.
واوضحت اولسون "ان تاريخ امريكا اللاتينية لا ينعكس في لقاء واحد كما تظهره خطب مادورو (ورئيسة الارجنتين كريستينا) كيرشنر".
ورات ان هذه القمة لن تؤتي ثمارها الا بعد "جهد طويل" للدبلوماسية الامريكية.
ختام
والى ليما تتجه انظار العالم حيث تنعقد القمة المقبلة للامريكيتين (رقم 8 ) ، وتبقى ملفات شائكة تتعلق خصوصا بالقاعدة العسكرية الجوية الاميركية في جوانتانامو (شرق كوبا) التي تتواجد فيها القوات الامريكية منذ 1903، ومسألة التعويضات المتبادلة التي يطالب بها البلدان عن اضرار الحظر وتأميم ممتلكات امريكية بعد ثورة كاسترو.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.