أقدم المستوطنون أمس على قتل راعي أغنام فلسطيني، في محاولة لإرهاب السكان وتهجيرهم من قراهم وسط تقارير إسرائيلية تتحدث عن عودة المستوطنين إلى المستعمرات التي أخلوها بعد الانسحاب أحادي الجانب «بعد تلقيهم ضوءاً أخضر» من الحكومة الإسرائيلية، فيما بدأت أمس وتحت حماية قوات كبيرة من جيش الاحتلال، حملة لإعادة احتلال المستوطنات المحررة بعد الانسحاب أحادي الجانب، في الضفة الغربية. وعثر سكان قرية عقربا، جنوب نابلس أمس على جثة الراعي الفلسطيني محمد حمدان بني جابر (50 عاما) مقتولا طعنا بالسكين قرب مستعمرة «ايتمار» المقامة على أراضي نابلس الجنوبية. وقال المواطنون إنهم عثروا على جثة الشهيد بعد خروجه ليوم كامل لرعي أغنامه ولم يعد فيما عاد قطيع الأغنام بدونه إلى أن تم العثور عليه صباح أمس مقتولا طعنا بالسكين قرب المستعمرة اليهودية. وكان استشهد مواطن آخر من عقربا مؤخرا على يد مجموعة من قطعان المستوطنين. وقالت مصادر فلسطينية إن مستعمري «ايتمار» يقومون باعتداءات متكررة على المزارعين والمواطنين وممتلكاتهم لإرغامهم على ترك أرضهم وبيوتهم. وأشارت إلى أن الشهيد متزوج ولديه ستة أولاد. وتحت حماية قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي تجمع آلاف المستوطنين والداعمين لهم من اليمين الإسرائيلي صباح أمس على مقربة من مستعمرة «حوميش» في الضفة الغربية التي كانت أخليت الصيف الماضي مع ثلاث مستوطنات أخرى مطالبين بالعودة للسكن فيها. وقال بوعاز حاتسني احد المسؤولين عن المستوطنين في تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلي «آمل بان نكون نحو خمسة آلاف شخص على الأقل للمشاركة في هذا التحرك الذي أطلقنا عليه اسم «حوميش أولا». من جهته قال يوسي داغان الذي كان يعيش في مستعمرة «سا نور» المجاورة والتي أخليت أيضا خلال صيف 2005 بالتزامن مع إخلاء جميع مستوطنات قطاع غزة «انه يوم تاريخي، سيرفرف العلم الإسرائيلي مجددا فوق «حوميش» التي نريد العودة للعيش فيها». وقال مصدر في الشرطة إن نحو ألف عنصر من الشرطة وحرس الحدود إضافة إلى مئات الجنود تجمعوا في المكان لضمان حفظ الأمن وسلامة المشاركين في التظاهرة. وحسب تقارير إسرائيلية فإنه من المتوقع أن يشارك فيها حملة «حوميش أولا» ما يقارب 5000 مستوطن. وتم تخصيص ما يقارب 1000 شرطي و500 جندي. وتركزت الاتصالات بين الجيش والمستوطنين على محاولة إقناع المستوطنين بعدم الدخول إلى القرى الفلسطينية. كما نقل عن عناصر في الطاقم الاستيطاني «حومش أولا» «أن الجيش سوف يسمح لهم بالسفر المنظم إلى مستعمرة «شفي شومرون»، ومن ثم يتابعون المسيرة إلى المستوطنة سيراً على الأقدام في مسارات محددة. كما أكد منظمو المسيرة أن هذه «التفاهمات الأمنية» مع الجيش أدت إلى توقع أن تكون المواجهات في المستوطنة نفسها وليس في الطريق إليها.وأكدت صحيفة «هآرتس» أن «منظمي الحملة تلقوا غمزة عين من القادة العسكريين، مثابة وعود وتفاهمات بموجبها سيتاح للمستوطنين الوصول حتى نصف الطريق على الأقل». وتابعت: «إن وجود الجيش قرب حومش يشجع المستوطنين على العودة إليها على افتراض أن الجيش سيشكل سورا واقيا لهم».