أعربت المعارضة اللبنانية الثلاثاء عن قلقها من إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال لقائها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في نيويورك والتى صرحت فيه برفض أي مساومة على المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الاسبق رفيق الحريرى . واعتبر لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية - في بيان له الثلاثاء - أن الجانب الأمريكي يريد استخدام المحكمة الدولية كورقة مساومة في المفاوضات الجارية مع كل من سوريا وإيران ومن خلال ترتيبات تعدها الولاياتالمتحدة للخروج من مأزقها التي أدخلتها فيه الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة جورج بوش في المنطقة. ونفى البيان أن تكون هناك التزامات لم تف بها المعارضة معتبرا أن ادعاءات قوى 14 آذار بهذا الشأن تعكس حالة إرباك نتيجة إقرار رئيس الحكومة سعد الحريري بوجود اتفاق سوري سعودي منجز وشعور هذه القوى بأن مضمون الاتفاق يشكل ضربة لطموحات واشنطن السياسية فى منطقة الشرق الاوسط. وقد نقل عن سعد الحريري قوله إن المقترحات السعودية السورية المشتركة لتخفيف التوترات بين الحكومة والمعارضة لا تتضمن تغييرات في حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها. وكان حزب الله قد أكد أن المسعى السورى السعودى يهدف لتسهيل التفاهم اللبنانى اللبنانى ويسهل على اللبنانيين اتخاذ موقف موحد برفض استخدام المحكمة الدولية سلاحا ضد المقاومة.وحذر الحزب من أن هناك جهات متضررة تعمل على العرقلة لأنها لا تجد مصلحة لها فى الخروج من الأزمة اللبنانية وإنما فى تعميق الانقسام الداخلى وجر لبنان إلى الفتنة وتوظيف الفتنة فى استهداف المقاومة. وكان دبلوماسيون قد توقعوا أن توجه المحكمة الدولية اتهامات لاعضاء في حزب الله - الذي يشارك بوزراء في حكومة سعد الحريري -بالضلوع فى اغتيال رفيق الحريرى فى تفجير وقع عام 2005 ومن المتوقع أن ترسل فى شهر يناير الحالى لائحة الاتهام الى قاضي المحكمة الدولية التي تتخذ من لاهاي مقرا لها . بدوره نفى حزب الله أي دور له في مقتل رفيق الحريري ورفض التحقيق المستمر منذ خمس سنوات في التفجير الذي يقول إن وراءه أهدافا سياسية وطالب رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريرى بشجب المحكمة التي تقود التحقيق بدعم من الاممالمتحدة وهو مطلب لم يجد استجابة حتى الان.