الآثار المصرية كنز كبير للمصريين يجب الحفاظ عليه من السرقات والتعدي والأهمال لأن سرقتها تبدد ثروة الدولة التاريخية والحضارية قبل المادية حيث تعاني مصر من هذه السرقات منذ سنوات لكنها مستمرة بطرق وأساليب وحيل مختلفة رغم إهتمام الدولة بالحفاظ وصيانة كل الآثار المصرية ورغم محاولات عصابات سرقة الآثار داخلياً وخارجياً للقضاء على تاريخ مصر الآثري الذي يمتد للآف السنين إلا أن الدولة المصرية نجحت في استعادة مئات القطع الأثرية الموجودة بالخارج سواء كانت مهربة أو مهداة ولا زالت تسعى لاسترداد باقي الآثار المهاجرة. موقع "أخبار مصر" www.egynews.net أجرى حواراً مع أيمن منصور الباحث في الآثار المصرية ومدير بيت السناري حول مشاكل الآثريين المصريين ورؤيته حول كيفية الحفاظ على الآثار المصرية بالإضافة إلى حديثه عن تاريخ ومكانة بيت السناري وإلأى نص الحوار. *** كيف يمكن الحفاظ على الأماكن الآثرية في مصر؟ في البداية هناك نوعان من الآثار المصرية الأولى هي الآثار الإسلامية وهذه تقع في أماكن شعبية في الغالب أو مناطق قديمة مثل (الدرب الأحمر- السيدة زينب- القاهرة القديمة.. الخ) وفي رأي الحل المثالي للحفاظ على الآثار بها هو إعادة التأهيل والإستخدام ليس من منطق أن يكون هناك أثر إسلامي مثل (بيت الرزاز) وهو يبتعد عن بيت السناري بحوالي 3 كيلو. فمثلاً في السابق تم إنفاق ما يقرب من 7 مليون جنيه لمشروعات قديمة وبعد الإنتهاء من هذه المشروعات تم إغلاقها وبدلاً أن تتحول إلى مزار سياحي مضاف أصبح الآن عبارة عن "خرابة" للآسف الشديد. الثاني: الآثار المصرية والحل الأفضل من وجهة نظري أن يتم وضع مشروعات توظيف سياحي ضخمة لها حول المناطق الآثرية الكبيرة مثل مناطق أهرامات الجيزة أو أهرامات سقارة والتى تحتوي على ما يقرب من 20% من آثار مصر. *** في حال الإستفادة من هذه الأماكن ما هو العائد الإقتصادي من جراء هذه الأماكن؟ النموذج المثالي الحالي هو بيت السناري فهو اثر إسلامي واحد تم إعادة استخدامه والإستفادة منه كنموذج فلدينا فريق عمل يتجاوز الآن ال60 شخص منهم أشخاص دائمون وآخرون متعاقدون ذهاباً وإياباً وبالتالي في حال الإستفادة من باقي الأماكن الأثرية في مصر أتوقع أن تكون نسبة العائد المادي تتعدى ال30% من نسبة الدخل القومي وقد تصارع المشروعات القومية في مصر. *** هل ترى أي تقسير من الدولة تجاه هذه الأماكن؟ بالطبع هناك العديد من الآثار الإسلامية يتم ترميمها بملايين الجنيها وهي مازالت مغلقة حتى الآن مثل (بيت الرزاز- قلعة قايتباي- قصر المنسترلي) لذا لا يوجد مشروع وطني قومي سياحي يستفيد من كل هذه الأماكن. *** هل إلغاء أو عودة وزارة الآثار كان له أثراً ايجابياً على الآثار المصرية؟ هذا الأمر يخص فقط العاملين في مقر الوزارة وليس هناك أي فائدة أو عائد للآثار المصرية من وجود أو عدم وجود وزارة لأن وجود وزارة مرتبط بميزانية ودخل خاص مرتبط بمجلس الوزراء لذا كان العاملون بها يقاتلون من أجل بقائها للمصالح المادية فقط. *** وماذا عن تأثير ثورة 25 يناير على الآثريين والآثار المصرية؟ هذه الثورة فعلت كما فعلت في كل المصريين فهي ايقظت كل الأحلام وأيضاً الآوهام المتاحة وغير المتاحه فمثلاً نتاج الثورة إنشاء وزارة للآثار وأثناء الثورة الآثار المصرية كانت تسرق والمتاحف كانت تنهب والعاملون بالوزارة يطالبون ويلحون بإنشاء كيان إداري جديد لهم بعيداً عن التفكير في الآثار الحقيقية والحفاظ عليها. *** هل مازالت مصر تعاني من العصابات التى تحالو السيطرة وبيع تاريخ مصر الاثري؟ نعم والدليل على إستمرار عمليات سرقة الآثار المصرية هو الإعلان قريباً على الرأي العام قضية سرقة (مشكوات نادرة) من متحف الفن الإسلامي ومتحف الحضاره وهذه القضية التى أثارتها الدكتورة دوريس أو سيف عالمة الآثار المصرية حيث تم إعادة هذه القطع من قبل وتم تهريبها في 2013 وبيعت ب 500 ألف دولار للقطعة ويقال أن وزارة الآثار تحقق في ذلك ولكن ننتطر رد الفعل الرسمي حول هذا الموضوع. *** بيت السناري هو قبل كل شئ أثر مهم من الآثار الإسلامية في مدينة القاهرة كيف جاءت فكرة إستغلال هذا الآثر ليتحول إلى مركزاً عالمي وثقافي في العاصمة المصرية؟ في عام 2005 فكرت مكتبة الأسكندرية أن يكون لها مركزاً بالقاهرة تقدم من خلاله كل الفاعليات والأنشطة التى تقام بالأسكندرية وبالفعل وقع الإختيار على بيت السناري لتاريخه الثري وإرتباطه بالمجتمع العلمي المصري القديم وأيضاً لتراثه المعماري وإحتوائه على عناصر فنيه ومعماريه مميزة بالإضافة إلى قربه من القاهرة وكان صاحب هذه الفكرة د. خالد عزب أستاذ الآثار المصرية الذي قدمها للدكتور إسماعيل سراج الدين الذي وافق عليها على الفور وبدأت الأنشطة والفاعليات من هذا التاريخ. *** كلمنا يافندم عن خطة بيت السناري خلال شتاء هذا العام وأهم الأنشطة التى ستقام؟ من اليوم الأول ومكتبة الأسكندرية تنتهج نهج في عدة أطر رئيسية أهمها المساهمة في إشراك فئات المجتمع في كافة الأنشطة منها (الشباب والعامة والجمهور) من خلال مجموعة ضخمة من الندوات والورش والمؤتمرات المفتوحه فضلاً عن التعامل مع الأكاديمين والباحثين في المجالات المختلفة من خلال لقاءات دورية مثل (السنمار /والوثائق/ والتاريخ ) بالإضافة إلى عدد من المؤتمرات مثل ملتقى الطاقة الجديدة والمتجددة وملتقى الإعلام وغيرها من المؤتمرات. *** ما هي طبيعة الفاعليات العلمية والثقافية التى تقام داخل بيت السناري؟ المؤتمرات العلمية (المحكمة) حتى ورش العمل والتدريس للأطفال نستهدف أقل فئة عمرية حتى أكبر الأعمار الهدف الإنسان المصري مهما كان عمره وتعليمه أيضاً تشتمل الفاعليات على النشاط الفني سواء فنون تشكلية أو عروض مسرحية أو غناء وموسيقى وغيرها من الأنشطة. *** ماذا تطلبون من الدولة أو القطاع الخاص؟ نحن في انتظار مباركه وموافقة من وزارة الآثار لإنهاء مشروع ضخم يمكنا من تحويله إلى مركز ثقافي عالمي. *** يركز بيت السناري كثيراً على فئة الشباب فهل هناك تفاعل جيد من طرف الشباب مع أنشطة وفاعليات البيت وأيضاً دعوات من جامعات أو مؤسسات؟ بالفعل يأتينا بشكل يومي طلبات جامعية وشبابية لإقامة فاعليات وأنشطة متعددة في كل المجالات ونحن نرحب بأي مقترحات او أنشطة الهدف الأساسي منها التوعية والثقافة لشبابنا. *** هل من الصحيح أن الفرنسيين قد قاموا بانجاز موسوعة "وصف مصر" الشهيرة داخل هذا المبنى؟ هذه معلومة صحيحة لأن بيت السناري كان مقراً للجنة العلمية للفرنسيين والتى اشتهرت بالمجمع العلمي التابعة لحملة نابليون بونابرت وبيت السناري تحديداً كان مقراً لإقامة الفنانين والرسامين التابعين لهذه الحملة. *** أين المرأة في أنشطة بيت السناري وهل لها نصيب مثل الرجل؟ طبعاً لدينا مجموعة كبيرة من الورش الموجهه للمرأة المصرية وتنمية قدرتها اليدوية وتعليمها فنون تستفيد بها في رفع مستوى معيشتها من خلال تعلم بعض الحرف وأيضاً للتنمية الثقافية والتوعية بحقوق المرأة وثقافتها. *** هل ترحبون بأي نشاط حزبي أو سياسي داخل بيت السناري؟ بصدق شديد لا نرحب بإستضافة أي توجهات سياسية فنحن في بيت السناري ندرب الشباب على تنمية قدراتهم من خلال دورات وورش عمل هدفها تدريبهم على الشئون البرلمانية والسياسية الهدف من وراء ذلك هو رفع مستواهم السياسي والثقافي وليس التحزب. *** هل تأخذون دعماً من الدولة؟ نحن في إنتظار الدعم الكامل من مؤسسات الدولة والمؤسسات الخاصة لأن كل مصادرنا تأتي من المنح سواء محلية أو دولية. *** ماذا تطلب من السيد رئيس الجمهورية بخصوص الآثار المصرية؟ أتمنى إصدار قرار بفتح كل الأماكن الآثرية في مصر وإستخدامها بالشكل الذي يليق بمصر لأنها سوف تدر دخلاً كبيراً على الإقتصاد المصري قد يكون مردودة المادي والثقافي أكبر من المشروعات القومية.