أيدت محكمة جنايات مستأنف الإسكندرية، اليوم السبت، حكم أول درجة بمعاقبة "ص.ا.ع"، ربة منزل أربعينية، بالسجن المشدد 6 أعوام، وألزمتها بالمصاريف الجنائية؛ لاتهامها بالشروع في قتل طفليها "يُسر.و.ع"، 9 أعوام، و"محمود.و.ع"، 6 أعوام، بإلقائهما من أعلى كوبري المشاة العابر لطريق الإسكندرية - القاهرة الصحراوي. وتعود وقائع القضية، التي تحمل رقم 3344 لسنة 2025 جنايات ثانٍ العامرية، والمقيدة برقم كلي 1176 لسنة 2025 كلي نيابات الدخيلة، إلى تلقى مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا يفيد بورود إشارة من شرطة النجدة، حول بلاغ من الأهالي بإلقاء سيدة لطفليها في نهر الطريق الصحراوي، وتم التحفظ عليها قبل أن تلحق بهما. وبانتقال الشرطة، رفقة سيارات الإسعاف إلى موقع البلاغ، تم نقل الطفلين المصابين إلى مستشفى العامرية العام لاسعافهما، وضبط الأم بعد إمساك الأهالي بها، واقتيادها إلى ديوان قسم الشرطة، وتحرير محضر بالواقعة، وبالعرض على النيابة العامة؛ باشرت التحقيقات. وكانت نيابة ثانٍ العامرية، قررت تسليم الطفلين، ضحية إلقاء أمهما لهما من أعلى كوبري مشاة في منطقة العامرية، إلى أشقائها "خالتهما وخالهما"، وذلك بعد استقرار حالتهما الصحية، كما قررت تسليم شقيقتهما الثالثة "أسماء.م"، وهي من أب آخر، ولم تكن برفقتهم أثناء الحادث لخالتها الثانية، مع أخذ تعهد عليهم بحسن رعايتهم. وسبق وقرر قاضي التجديد الوقتي بمحكمة جنح العامرية، تجديد حبس المتهمة 15 يومًا على ذمة التحقيقات؛ بعد تلقي النيابة تحريات المباحث الجنائية، وعملت على سؤال شهود العيان من الأهالي الذين أمسكوا بالأم وتحفظوا عليها وطلبوا لها الشرطة؛ لاتهامها بإلقائهما، ومحاولتها إلقاء نفسها خلفهما للتخص من حياتهم جميعًا. وتلقت النيابة التقارير الطبية الخاصة بالمصابين، حيث تعرضا لإصابات بالغة عبارة عن كسور وكدمات في الوجه والأطراف، وارتجاج في المخ، ونزيف داخلي في البطن، وكذلك تقرير مناظرة محتوى تسجيلات كاميرات المراقبة الموجودة في محيط المنطقة لبيان ملابسات الحادث. وجاء في التحقيقات أن المتهمة في العقد الرابع من العمر، ومتزوجة من "و.ع.ع"، واصطحبت الطفلين، وغادرت المنزل، وصولًا إلى كوبري المشاة في منطقة العامرية، وبمجرد صعودها الدرج حملت الطفل الأكبر وألقت به في الشارع، ثم كررت الأمر نفسه مع طفلتها الثانية، وحاولت القفز بعدهما، إلا أن المارة تمكنوا من اللحاق بها. وذكرت المتهمة في التحقيقات أنها تمر بحالة سيئة بسبب ظروفها المالية والنفسية، كونها تعاني من تراكم الديون عليها لأشخاص كثيرون، أخذوا عليها إيصالات أمانة، فيما تخلى عنها أقاربها ومعارفها، وزاد من سوء حالتها النفسية اكتشافها خيانة زوجها لها، ما جعلها تقدم على الانتحار، وقتل أبنائها، بدعوى "الخلاص من مرار العيشة، وإنقاذهم من الحياة الصعبة". وبتحرير محضر بالواقعة، جرى إحالة المتهمة إلى النيابة العامة، والتي أمرت بحبسها احتياطيًا على ذمة التحقيقات، ثم أحيلت لمحكمة جنايات الإسكندرية، التي أصدرت بحقها حكمها المُتقدم.