مكتبة الإسكندرية استلمت البيت من وزارة الأثار بدون أي مقتنيات. وزارة الاّثار تماطل في منح مكتبة الاسكندرية الإذن بترميم بيت السناري. يجب أن تكون المناطق الأثرية من أهم أولويات الدولة. البيت مركز ثقافى علمي تقام فيه العديد من الأنشطة والحفلات الفنية المختلفة. عند سيرِك في شوارع القاهرة العتيقة -التي قال عنها الشاعر الكبير سيد حجاب "هنا القاهرة الساحرة الساهرة الهادرة الغابرة"- وتحديداً عند دخولك لحي الناصرية بالسيدة زينب، في نهاية حارة غير نافذة تعرف حالياً بحارة "مونج" تشعر بأن الزمان قد عاد بك قروناً إلي الوراء. ففى ذلك الحي القديم، تتنسم عبق الماضي، وتتفتح عيونك لرؤية تاريخ الفن المعماري القديم، المتجسد في بيت السناري، الذى يحمل بين جدرانه وأسقفه جماليات الفن المعماري الزخرفي، الأمر الذي جعله تحفة فنية نادرة في شكل أثري، وهو بالفعل نموذجاً مكتمل التكوين. العمارة الفريدة متمثلة في المشربيات الرائعة، والنافورة التي تتوسط فناء المنزل تجعله متيزاً عن غيره، بالإضافة إلي البراعة في التخطيط والبناء والقدرة على الصمود حتى وقتنا هذا، تجولت شبكة الإعلام العربية "محيط" داخل بيت السناري، الذي يطلق عليه "بيت العلوم والثقافة والفنون" لتعرف على كثير من خباياه وأسراره، وكان لها هذا الحوار مع الدكتور خالد عزب -مدير إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية- في البداية.. نريد من سيادتكم أن تحدثنا عن تاريخ هذا البيت؟ بيت السناري تم بنائه قبل مجيء الحملة الفرنسية إلي مصر بخمس سنوات، وقد بناه إبراهيم كتخدا السناري، الأثيوبي الأصل، والذي جاء إلى مصر وعمل بالتجارة، ثم بنى هذا البيت الذي يعد واحداً من القصور الفخمة الباقية إلى يومنا هذا, وعندما جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر أراد نابليون أن يُنشأ مجمع علمي في مصرعلى غرار المجمع العلمي الفرنسي فوقع الإختيار على منزل إبراهيم السناري لما يمتاز به المنزل من روعة التصميم وجمال الزخارف، فتم مصادرة هذا البيت من قبل الفرنسيين, لإسكان أعضاء لجنة العلوم والفنون الذين جاءوا ضمن حملة نابليون العسكرية لعمل دراسة منهجية للبلاد والتي نتج عنها كتاب "وصف مصر". وفي العشرينيات من القرن العشرين، تم تحويل المبنى إلى متحف وسمي ب"متحف نابليون بونابرت"، وضم العديد من المقتنيات التي تخلد قصة هذا البيت، ثم تحول في السبعينات إلي معهد للحرف التقليدية، ثم استلمته مكتبة الإسكندرية من وزارة الأثار . ذكرت في حديثك السابق أنه تم تحويل بيت السناري في العشرينيات إلي متحف يضم العديد من المقتنيات التي تخلد قصة هذا البيت فما هو مصير هذا المقتنيات الان ؟ لا أعرف, فمكتبة الإسكندرية استلمت البيت من وزارة الأثار بدون أي مقتنيات . ولماذا لم تقم مكتبة الإسكندرية بإعادة ترميمه ؟ مكتبة الإسكندرية منذ اللحظ الأولى لتسلمها هذا البيت، تطالب وزارة الأثار بأعطائها تصريح لترميم البيت، ولايوجد استجابة لهذا المطلب حتى الاّن. لكن ماهي الإجرءات التى اتخذتها مكتبة الإسكندرية لإعادة إحياء بيت السناري مجدداً ؟ مكتبة الإسكندرية حولت بيت السناري إلي مركز ثقافى علمي، تقام فيه العديد من الأنشطة والحفلات الفنية المختلفة، بالإضافة إلي الدورات العلمية والتدريبية، بهدف إعطاء خبرات للأشخاص في جميع الأعمار وخاصة الشباب، لكي يكونوا قادرين على التعامل مع كافة مجالات الحياة. عوامل جذب ما العوامل التي تساعد على جذب الشباب وتجعله مستمراً في الإنخراط والتردد على بيت السناري ؟ أولاً موقعه المتميز في وسط القاهرة، وهذا موقع فريد لأنه قريب من أحياء الحلمية الجديدة، والمنيرة وقلعة الكبش، وثانياً الأنشطة التي يقدمها والتي أشرت إليها مسبقاُ في سياق حديثي . هل هناك تفاعل بين بيت السناري وبين القاطنين بمنطقة السيدة زينب وتحديداً في حي الناصرية ؟ بالطبع هناك تفاعل، فنحن نقدم العديد من الخدمات المجانية لأهالي السيدة زينب، ونسمح لمجموعات كثيرة من شباب السيدة أن يقيموا الأنشطة التي يريدونها دون قيود، ولذلك نجد أن العديد من رواد هذا البيت والحريصين على متابعة كافة الانشطة التي تقام في بيت السنارى هم من سكان المنطقة، وهذا تفاعل إيجابي يأتي من حب الأهالي لهذا المنزل والأنشطة التي يقدمها. الدعاية والترويج وما الوسائل التي تستخدمونها للدعاية لبيت السناري وتعريف رواده بالأنشطة ومواعيد تقديمها؟ هناك إتصال مباشر مع الأشخاص في المنطقة المحيطة، بالإضافة إلى وجود موقع الكتروني للتواصل مع رواد بيت السناري، ونحن ننشر على هذا الموقع أخبار البيت أولاً بأول، ومواعيد الأنشطة المقدمة ونستخدم أيضا الإعلانات في الصحف وبعض البرامج التلفزيونية. بحكم عملك هل هناك اجرءات تتخذها الدولة للحفاظ على التراث المصرى؟ هذه الامور تتعلق بأستراتيجية الدولة في التعامل مع التراث، من ناحية تنمية الشخصية المصرية ومن ناحية توظيف التراث، لزيادة العائد الإقتصادي المصري منه، لكن هناك شق سلبي في طريقة تعامل الدولة مع التراث، وهو الإعتقاد أن هذه المناطق الأثرية لا تساعد الاقتصاد وبالتالي سيكون الإهتمام بالتراث في الدرجة العاشرة من إهتمامات الدولة. هل سنرى قريباً تكراراً لتجربة بيت السناري في أماكن أخرى في مصر؟ لا .نتمنى ذلك، فالبيت كان مقراً للمجمع العلمي المصري، وكانت فكرة مكتبة الاسكندرية في ضمه إليها هو إعادة دور مفهوم الإهتمام بالعلم والثقافة والفنون مرة أخرى عن طريق إحياء دور مكان مرتبط بتاريخ المجمع العلمي المصرى.