إجراءات مبادلة الجندي الاسرائيلي المختطف في غزة جلعاد شاليط ،مع معتقلين فلسطينيين، دخلت مرحلة متقدمة .. هكذا أعلنت مصادر فلسطينية، مؤكدة ان الجماعات التى قامت بخطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط قدمت لائحة بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين يطالبون إسرائيل بإطلاق سراحهم، مقابل الإفراج عن الجندي المختطف منذ عشرة أشهر. وكان الناطق باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد قد أكد أن "هناك بوادر جدية لصفقة تبادل أسرى، وبشكل متقدم من خلال تسليم قائمة أسماء الأسرى المطلوب فك سراحهم للوفد الأمني المصري". واضاف حمد "هذا سيعطي دفعة للموضوع ويبرهن أن هناك جدية كبيرة" موضحا أن "تسليم الأسماء كان مطلبا اسرائيليا بالبداية". وأكد حمد أن إتمام صفقة التبادل "يتوقف على جدية الموقف الاسرائيلي ".
ومن جانبه أوضح وزير الإعلام الفلسطينى مصطفى البرغوثى أن القائمة الجديدة التي تقدم بها المسلحون سلمت لاسرائيل من طرف الوسطاء المصريين.وأكد البرغوثي أن القائمة تضم أمين سر حركة التحرير الوطني (فتح) مروان البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات ووزراء الحكومة الفلسطينية السابقة ونواب المجلس التشريعي إضافة إلى نساء وأطفال محكوم عليهم بمدد طويلة.ودعا الوزير الفلسطيني في هذا السياق عائلة شاليط للضغط على حكومة إيهود أولمرت لإتمام صفقة التبادل. هذاو قد تضاربت الأنباء بشأن عدد المطلوب إطلاق سراحهم من الفلسطينيين مقابل شاليط ، فقد ذكرت مصادر فلسطينية أن القائمة تضم 450 فيما نسب إلى البرغوثي قوله إنهم 1300.بينما نقلت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي من ناحيتها أن اللائحة تضم ألف سجين من بينهم مروان البرغوثي، أمين سر حركة "فتح"، المحكوم عليه بالمؤبد خمسة مرات. وكانت المفاوضات الخاصة بإطلاق سراح شاليط قد تعثرت بسبب خلافات حول السجناء الفلسطينيين المطلوب إطلاق سراحهم في مقابل إطلاق سراح شاليط.ففى حين أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت عن موافقته، من حيث المبدأ، على عملية المبادلة إلا أن الخلافات بشأن هويات من سيطلق سراحهم أعاقت إتمامها.
ومن جانبه أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أنه يتوقع الإفراج قريبا عن الجندي الاسرائيلي الذي تحتجزه مجموعات فلسطينية منذ نهاية يونيو 2006. وقال الرئيس الفلسطيني "أريد أن أقول لكم أننا نبذل جهودا لتحرير شاليط ، وأن هذه الجهود ستؤتي ثمارها قريبا. نحن متفائلون. سيفرج عنه قريبا".واضاف "إني مقتنع بوجوب تحرير الجندي شاليط.. لا يمكن أن يبقى كل هذا الوقت محتجزا".
وبينما أكد وزير الإعلام الفلسطيني مصطفى البرغوثى إن الخطوة التالية مرهونة بإسرائيل، اإلا أن الحكومة إلا سرائيلية رفضت تقديم تعقيب رسمي، بالرغم من إشارة وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى إحراز تقدم في هذا المسار،حيث قال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل تسلمت قائمة بأسماء أسرى فلسطينيين للإفراج عنهم في إطار مبادلة محتملة مع الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط ، وأوضح المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه أن بين المطلوب الإفراج عنهم أشخاصا متهمين بالتورط في تنفيذ هجمات قتل فيها إسرائيليون. وقال المسئول"لقد انتقلنا إلى مرحلة جديدة لكن ما زال ينبغي القيام بالكثير قبل استعادة شاليط". وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) يدرس القائمة لرفع توصيات إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت خلال الأيام القادمة بشأن الأسماء التي تضمنتها.
وجدير بالذكر أن الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط كان قد خطف في 25 يونيو 2006 داخل اسرائيل على الحدود مع قطاع غزة من قبل ثلاث مجموعات فلسطينية إحداها تابعة لحركة حماس ،في عملية هاجمت خلالها نقطة تفتيش تابعة للجيش الإسرائيلي ..حيث طالب الخاطفون، بإطلاق سراح 1500 سجين فلسطيني من بينهم نساء وأطفال ومسنين من إجمالي نحو 9300 سجين فلسطيني في السجون الإسرائيلية.وشنت اسرائيل على إثر ذلك عملية اقتحام واسعة في قطاع غزة استمرت شهرين وتسببت بمقتل 200 فلسطيني على الأقل وتدمير مناطق بأكملها. وترهن إسرائيل أي تقدم في مباحثات السلام بين الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني، بإطلاق سراح شاليط، حيث يعتبر المسؤولون الإسرائيليون أن إطلاق سراح الجندي الاسرائيلي شرطا مسبقا لاستئناف عملية السلام . هذا بينما يتوقع المراقبون أن إطلاق سراح شاليط قد يساعد بدوره في الترويج لحكومة الوحدة الفلسطينيةالجديدة التي تشكلت مؤخراً من حركتي "حماس" و"فتح".