قامت المؤسسة العربية للصورة في بيروت بجمع الصور المكونة للمعرض وارسالها الى الاراضي الفلسطينيةالمحتلة عبر مؤسسة "دار الفنون العربية" في الاردن بدعم من مؤسسة "المورد الثقافي" بالقاهرة. وتعرض تلك الصور النادرة في مركز خليل السكاكيني الثقافي في رام الله بالضفة الغربية. ويعود تاريخ البناء الذي اعيد ترميمه ليقام فيه هذا المركز الى عام 1927 لتمتزج اصالة الصور القديمة وما تعبر عنه من ارث ثقافي مع جمالية المكان الذي يعكس جمالية العمارة الفلسطينية القديمة. وصرحت فاتن فرحات مديرة مركز خليل السكاكيني الثقافي "هذا المعرض اضافة الى انه يعرض مجموعة من الصور النادرة فانه يخلق حالة من التواصل بين العواصم العربية ورام الله انقطعت لسنوات طويلة." واضافت "توضح مجموعة الصور المعروضة خارطة للحياة الثقافية الفلسطينية وتتنوع فيها الحكايات التي تقدمها كما يمكنك ان تلاحظ صورا لاتباع الديانات الثلاث الاسلام والمسيحية واليهودية." ومن بين الصور المعروضة صورة لزيارة الملك فيصل الى القدس تعود الى عام 1924 فيما تعود صورة لحاخام سامري الى عام 1900 . ولازالت الطائفة السامرية تسكن جبل جرزيم في مدينة نابلس في الضفة الغربية الى يومنا هذا. وهناك صور لعدد من العائلات الفلسطينية سواء وهي في المنزل ام على البحر او في رحلة جبلية على ظهر الخيول واخرى لنسوة يعتلين ظهر سيارة اضافة الى صور لعروسين توضح كيف كان تصميم زي الزفاف في تلك المرحلة. كما تعود بعض الصور الى مرحلة المقاومة في عام 1948 فتجد صورة لمقاتل وهو يطلق النار واخرى للحرس الوطني. وقال خالد الحوراني الفنان التشكيلي الفلسطيني بينما كان يتفحص الصور "هذا المعرض من المعارض النادرة التي تحدث في البلد. هذه الصور الشخصية النادرة لفلسطينيين صادقة وحقيقية ولها معاني كثيرة في زمن اصبح العالم فيه محكوما بالصورة." واضاف "ان كل صورة اضافة الى قيمتها من حيث العمر الزمني الا انها تحمل ايضا دلالات عن الطبقة الاجتماعية والسياسية والطبيعة ونمط الحياة الذي كان سائدا. لقد نقلني المعرض الى فترة ماضية ليس من السهل ان نراها في اي مكان." وقالت امل جبر وهي زائرة للمعرض "لقد كنت اظن ان فلسطين قبل عام 1948 كانت فقر وجهل ولكني اكتشف اليوم من خلال هذه الصورة انه كان لدينا حضارة وتراث و معالم لا نقدر قيمتها." وقال محمود هشهش احد زوار المعرض "المعرض في غاية الاهمية لجيل مابعد النكبة (تهجير الفلسطينيين بعد عام 1948) ليعرف ان هناك حياة كانت في فلسطين، فانت تشاهد البحر والسيارات والناس سعداء وان كانت هذه الصور تعرض طبقة معينة ولكنها تبرز لنا اماكن في لحظة تاريخية معينة." ويعرض على هامش المعرض فيلما وثائقيا باللغة الفرنسية مترجم الى العربية يستعرض من خلال الصور الفوتوغرافية كيف كانت الحياة في فلسطين قبل عام 1948 يتحدث فيه عدد من الفلسطينيين عن ماضيهم وكيف كانت حياتهم في تلك الفترة.