والله والله والله ، لو كان ممكن لكنت دخلت جوه شاشة التليفزيون ومسكت البنت الجدعة اللي زي العسل اللي اسمها " رنا سيد " ونزلت فيها بوس .. على يديها ودماغها العالية اوي .. مش مشكلة .. هى في سن ولادي ، وانا زي أبوها بالضبط .. بس ايه الحلاوة دي .. وايه الرجولة دي كلها اللي تخرج من طالبة في تانية ثانوي .. جيل مستخبي مش باين اوي على السطح ، على الاقل حاليا ، بس يخليك من دلوقتي تنام وفي بطنك بطيخة صيفي ان مصر حتفضل بخير ، وان عيالها وبناتها الصغيرين مش حيسبوها للي عايز ينهبها وينهش لحمها .. يا سلام على الثورة وروعتها اللي خلّت بنات صغيرين يخرجوا في مظاهرة رافعين لافتات .. لا .. لا للدستور .. ويا مبارك قول لمرسي .. الزنزانة بعد الكرسي. شفتها امبارح مع منى الشاذلي .. البنت رنا.. اللي حقق معاها اتنين من وزارة التربية والتعليم ، ادارة التفتيش والمتابعة .. ليه يا بنتي بتعملي كده .. وليه لأ للدستور .. وليه مرسي مش عاجبكم .. ورنا ترد : انا حرة .. حاقول رأيي بشجاعة ، انشالله ما عجب حد .. مش حنسكت ومش حنخاف .. محنش احسن من اللي ماتوا عشان البلد تفضل عايشة .. وحتفضل عايشة رغم انف اللي عايزين يقضوا عليها ويدفنوها وهى حية.
الملفت في موضوع رنا انها في مدرسة أجنبية في قصر النيل وواضح جدا من شكلها انها من عائلة ميسورة جدا .. ومع ذلك نزلت وقادت مظاهرة بنفسها لحد ميدان التحرير.. يعني لا هى من العشوائيات ولا من العائلات اللي بتكمل عشاها نوم .. عايز اقول انها وغيرها الامتداد الرائع لشباب ثورة 25 يناير اللي نزلها شباب ما يبن العشرين والتلاتين .. ومعظمهم من عائلات ميسورة جدا ومتعلمين تعليم عالي جدا جدا .. عشان كده انا مطمن ان اللي بيحرك الناس دي " الشباب والبنات اللي زي الورد البلدي الأصلي " دماغهم وعلمهم وقناعتهم بقضية ومصير وطن لازم يحافظوا عليه ويجيبوا حقه .. رنا مصممة تاخد حقها من اللي استدعاها للتحقيق ، وتعرف ان كانوا فعلا من وزارة التربية ولا من أمن الدولة .. وسواء كانوا من هنا او من هناك لازم حق رنا يجي .. صحيح محدش قل أدبه عليها ، ولا استخدم اى الفاظ نابية .. مجرد سين وجين .. لكن إصرار رنا على تمسكها بحق التظاهر والتعبير عن رأيها جعلها مصممة على تصعيد الأمر لأعلى الجهات ، لأن المسألة ببساطة حسب كلامها : مش من حقك ولا من حق اللي اتخن منك انك تحاسبني على خروجي في مظاهرة اقول فيها اللي انا عايزه اقوله .. مادام سلاحي هو لساني اللي ميقلش غير الحق .. يزعل زيد .. يغضب عبيد .. يتفلقوا هما الاتنين .. مفيش يا غجر اغلى من مصر عندنا.
دي بنت عندها 16 سنة وعملت كده ، واكيد الست اللي جابتها من بطنها زيّها بالضبط .. والحقيقة بقى اللي لازم نقولها بالفم المليان كرجالة ، ان ستات مصر بمليون الف راجل .. هما أبطال المرحلة الثورية الجديدة .. وهما دول اللي حيقوموا بالثورة التانية .. واه يا مرسي من ثورة الستات لمّا تقوم .. سيبك من الرجالة اللي بشنبات .. الستات أصعب وعنادهم أشد .. وصوتهم أعلى لو كان على حق .. شفتهم بعيني يوم الاستفتاء السبت اللي فات.. الرجالة زهقت من الطوابير الطويلة وروّحوا بيوتهم .. والستات فضلت واقفة عشان تقول لأ .. ومليون الف لأ لدستور الجماعة مش دستور مصر .. والله العظيم ستات عادية جدا بس فاهمة كل حاجة .. واحدة في التلاتين تقريبا تقول لك : عايزين تزوروا ، زوروا بس بذكاء .. انما بغشومية لأ .. وواحدة تانية تصرخ : ربنا ياخدكم .. قرفتونا .. الاهي وانت جاهي يقرفكم ويقصّر ايامكم السودا معانا .. ستات أشكال والوان طبقات عالية ومتوسطة واقل .. كلهم .. كلهم اللي دخلت قالت لأ .. واللي معرفتش تدخل قالت مليون لأ.
هما دول ستات مصر .. امينة في " انا حرة " .. ونوال في " في بيتنا رجل " .. وجميلة في " جميلة بو حريد " .. وزينب في " الشهد والدموع " .. وانيسة الست الصعيدية في " الوتد " .. ستات الصعيد اللي خلّفت امل دنقل وعبد الرحمن الابنودي ومحمد صفاء عامر صاحب الضوء الشارد وذئاب الجبل .. ستات الصعيد اللي الكرامة عندهم تعني الحياة .. والست منهم تشتغل في الفاعل عشان تربي عيالها ولا تمد ايديها ابدا و" تعوصها " بكيس رز ولا علبة زيت قصاد خراب بلد ولصالح ناس حسابهم عند ربنا يوم الحساب عسير.
هما دول ستات مصر .. فاطمة ليلة القبض عليها .. فاكرين الفيلم العبقري بتاع فاتن حمامة .. فاكرين فاطمة قالت إيه في نهايته : اتكلموا متخافوش .. قولوا لأ وبصوت عالي .. ميرحش حق وراه مطالب .. ميرحش حق وراه مطالب!