فيلم «توقيت القاهرة»«Cairo Time» من الأفلام الأجنبية القليلة التي تم تصويرها في القاهرة في السنوات الأخيرة، والفيلم إنتاج كندي - أيرلندي مشترك، وفاز بجائزة أفضل فيلم كندي في مهرجان تورينتو الأخير، الفيلم تميز بالتصوير الجيد وبحضور شخصية الممثلة الأمريكية «باتريشيا كلاركسون»، وضم عددًا من الممثلين من جنسيات مختلفة منهم السوداني الأصل «ألكسندر سيديج» والتونسية «أمينة عنابي»، ورغم إنه فيلم يحتوي علي اسم القاهرة فإن عدسة الكاميرا عكست صورة القاهرة بعيون سائح يشاهد الشوارع والناس علي خلفية الشكل النمطي لمدن الشرق الأوسط، من الصعب أن تلمح في مشاهد الفيلم القاهرة المعاصرة أو العمارات والأبراج السكنية الشاهقة رغم إن الكاميرا تجولت في شوارع القاهرة وفوق كباريها وبين آثارها وأحيائها في حالة تسجيلية واضحة، حنين المخرجة الكندية السورية الأصل «ربا ندي» إلي صورة معينة للقاهرة جعلها تتعمد اختيار أماكن التصوير التي تناسب هذا الحنين والشاعرية التي قدمت بها الفيلم، الفنادق التي يعود طرازها إلي الأربعينيات مع لمسات شرقية فاطمية، الشوارع والأحياء الشعبية وخان الخليلي والمقاهي القديمة التي يرتادها السياح والمراكب الشراعية التي تجري علي سطح النيل بنعومة، كلها تحقق أجواء القاهرة الرومانسية التي تحضر إليها البطلة التي تقوم بدورها الممثلة الأمريكية «باتريشيا كلاركسون» المرشحة للأوسكار عام 2004 عن فيلم «Pieces of April» وهي تقوم بدور زوجة تحضر للقاهرة للقاء زوجها الذي يعمل ضمن موظفي الأممالمتحدة في غزة، وبسبب صعوبات يتأخر حضوره للقائها فتبقي بصحبة صديق زوجها الذي استقبلها منذ حضورها المصري طارق الذي عمل مع زوجها سابقاً، وتتحول الصحبة البريئة إلي حالة عاطفية لم ينسجها السيناريو بشكل مقنع فبدت السيدة الأمريكية التي تجاوزت مرحلة الشباب مجرد امرأة وحيدة في بلد لا تعرفها في حالة ملل وسقطت في حالة غرام سطحية بلا تمهيد كاف، الفيلم أيضاً عاني في بعض مناطقه بطء إيقاعه والاستطراد الزائد في الحالة التأملية للبطلة، ولا يخلو الفيلم من الإشارات السطحية والانطباعات المبتورة حول أمور تم حشرها في السيناريو بلا دلالة واضحة، منها دور عابر للممثلة «مني هلا» وهي فتاة التقتها البطلة وتركت معها رسالة لحبيبها تخبره أنها حامل منه، وهناك إشارات سلبية عن المرأة التي تعذب نفسها بارتداء الحجاب في حر القاهرة الشديد، أو عن الفتيات الصغيرات اللائي يعملن بدلاً من الذهاب إلي المدرسة، بالإضافة إلي مشاهد التحرش التي تعرضت له البطلة العجوز أثناء سيرها وحدها في الشوارع.