جلال عارف يكتب.. هذا العبث! «المقال الممنوع من النشر في الأخبار»

للأسف الشديد.. خاب ظنى بسرعة! كتبت (الجمعة) عن «إنجاز» تحقق.. وهو مرور 24 ساعة دون حادثة قطار جديدة، ودون «مسودة» أخرى للدستور!!

صباح أمس.. كنا على موعد مع مأساة جديدة ومرعبة من مآسى السكة الحديد، تثبت أن الفوضى قد وصلت إلى أبعد مدى، وأن المسؤولية ذهبت إلى غير رجعة، وأن مؤسسات الدولة تنهار بصورة غير مسبوقة. القضية أكبر من استقالة وزير كان ينبغى أن تتم قبل ذلك، أو إبعاد مسؤول فى هيئة السكك الحديدية أو محاكمته.. القضية هى كيف يمكن أن نوقف هذا الانهيار قبل أن نجد أنفسنا أمام أشلاء دولة؟!

أما الدستور.. فقد تبين أن ما يمنع من صدور مسودات جديدة، هو أن مسرحية «خد الدستور.. واجرى» لم تعد وحدها هى التى تعرض، فقد انضمت إليها مسرحية أخرى هى «اللى اختشوا.. ماتوا». ووفقا لأحداث المسرحية الأخيرة يُقال لنا: إن كل شىء بخير، وسيتم صنع أعظم دستور شهدته البشرية فى غياب القوى المدنية، وممثلى الأقباط، والعلمانيين، والليبراليين واليساريين «الكَفَرة»! ومع معارضة القضاة، والمثقفين، والعمال، والفلاحين، والمحامين والصحفيين.. اكتفاء بمباركة الأخ الظواهرى ودعوات الشيخ مرجان!!

المأساة الحقيقية أن ذلك كله يحدث فى وقت يتعرض فيه الوطن لأفدح الأخطار وتندلع الحرب على بوابة مصر الشرقية، وتضرب «إسرائيل» غزة، وهى تستهدف فى الأساس مصر، بعد أن نجحت فى زرع قواعد الإرهاب فى أرض سيناء الحبيبة!

دعم الأشقاء فى فلسطين للصمود فى وجه هذا العدوان الهمجى هو فريضة قومية، لكن المهم أن يتم ذلك فى إطار فهم المخطط الصهيونى الكامل للسيطرة على المنطقة. ومن هنا ينبغى أن يترافق دعم الصمود الفلسطينى مع الواجب الأساسى فى استعادة سيطرة سلطة الدولة على كل شبر من سيناء، واستئصال كل بؤر الإرهاب فيها.

هل يوجد عاقل يتصور أن هذا يمكن أن يحدث دون وحدة كل القوى الوطنية فى مواجهة هذا الخطر الداهم؟ وأىُّ عبث أن تكون نيران الحرب مشتعلة على حدود الوطن، وأن نترك سيناء تضيع، والدولة تتفكك.. بينما البعض سعيد جدا بأداء دوره فى المسرحية الهابطة «خد الدستور.. واجرى» والتى يجرى الآن عرضها بالتبادل مع المسرحية الجديدة «اللى اختشوا.. ماتوا»؟!