لن يمنع العدوان الإسرائيلى على غزة.. عبث الجمعية التأسيسية للغريانى وإخوانه. .. ولن تمنع زيارة هشام قنديل، رئيس الحكومة، ووفده إلى غزة ممثلا للرئيس محمد مرسى، لإعلان التضامن مع الفلسطينيين. مسرحية «تأسيسية» الغريانى وإخوانه (الزيارة تمت تحت الحماية الإسرائيلية، حيث قال مسؤول إسرائيلى: «وافق رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على طلب مصر بإيقاف كل العمليات الهجومية على غزة خلال زيارة رئيس الوزراء المصرى هناك، التى يفترض أنها تستمر نحو 3 ساعات» -وهو ما حدث- وأضاف المسؤول الإسرائيلى: «قلنا فى الرد الذى تم تقديمه إلى المصريين: إن قوات الدفاع الإسرائيلية ستوقف إطلاق النار، بشرط أن لا يحدث إطلاق للنار من غزة على إسرائيل خلال تلك الفترة». يعنى الزيارة من الآخر برعاية وتحت الحماية الإسرائيلية لإعلان التضامن مع الفلسطينيين، الذين تضربهم القوات الإسرائيلية- مسرحية جديدة).
فجماعة الغريانى وإخوانه لا يرون فى مسرحيتهم فى الجمعية التأسيسية أى عيب.. ويمضون قدما فى التصويت على منتج سيئ السمعة، به مواد تعيد مصر إلى الخلف، ولا تتناسب أبدا مع مبادئ الحرية والكرامة التى دعت إليها الثورة.. والتى قدم فيها أناس دماءهم من أجل الحرية فى وقت كان فيه من الممثلين فى «التأسيسية» مَن كان ينافق الحاكم.. وآخرون يعتبرون الخروج عليه والثورة ضده حرامًا.
فى الوقت نفسه الذى تضم فيه تلك المسرحية -مسرحية التأسيسية- مجموعة من الكومبارس الذين لم يتعلموا من دروس الحياة سوى البحث عن المصلحة الشخصية، والمنافقة والموالسة ومسك العصا من المنتصف دائما.. مجموعة تعودت أن تكون على هامش السلطة، تحصل على الفتات الذى تسمح به تلك السلطة..
وللأسف الشديد، يتحكم فى هذه المجموعة الانتهازية شخص لا يسعى فى حياته إلا إلى المكسب الشخصى، حتى أصبح فى سنوات قصيرة صاحب ثروة يحاول بها أن يكون صاحب سلطة أو على الأقل صاحب أصحاب السلطة.. هذا كان فى فترة النظام السابق.. وعندما بدأ النظام السابق فى الترنح حاول أن يغسل سمعته بأنه مع الثورة، مع إنه كان من المهرولين الأوائل مع ممثلى الإخوان فى تلبية دعوة النظام السابق إلى الحوار.. فى وقت كان فيه الثوار يرفعون شعار «لا حوار أو مفاوضات إلا بعد الرحيل».. وهو الشعار الذى انتصر فى النهاية، على الرغم من مساعى الانتهازيين والمترددين ومن أطلقوا على أنفسهم «الحكماء».. وليفاجأ الجميع بعد ذلك بتغيير هذا الشخص للونه، والاتجاه إلى جنرالات العسكر، الذين هم على رأس السلطة فى البلاد، وتقديم نفسه إليهم وتغيير العطاء لصالحهم.. لعله يحافظ على مكاسبه وتربحه.. ولا يزال يفعل ذلك الآن مع النظام الجديدة المستحدث ربما بعد تهديده بتاريخه الأسود.. فيمارس الدور الأسود فى مسرحية «التأسيسية» ويؤثر على ضعاف النفوس فى منحها الحياة.. بعد أن أصبحت على وشك الوفاة.
.. فيا جمعية مرفوضة شعبيا.
.. ويا جمعية مشكوك فى تشكيلها، قانونا ودستورا.. وأمرها أمام المحكمة الدستورية.
.. ومع هذا يريدون أن تستمر فى إنتاجها «المسيئ» حتى النهاية.
.. ويظل الكومبارس -وهم لا يحظون باحترام الممثلين الأصليين من جماعة الغريانى وحلفائهم- يمارسون دور المتردد حتى النهاية. لم يمنعهم ما أعلنته امرأة فى السابق، هى منال الطيبى، من فضحها ما يجرى فى مسرحية «التأسيسية».
.. ولم يمنعهم ما أعلنته الدكتورة سعاد كامل رزق، من انسحابها الإثنين الماضى.. وكشفها العوار والجدل العقيم من أجل إنتاج الدستور.. ليكون فى النهاية لا يعبر عن الشعب وعن الحرية والكرامة والعدالة.
.. وها هم ممثلو الطوائف المسيحية يفضحونهم مرة أخرى، وتستجيب الكنائس للضغط الشعبى ضد عبث ما يجرى فى مسرحية «التأسيسية».. والذى لم يعد فى إمكانهم تجاهله.
.. فقد بات واضحا أن جمعية الغريانى وإخوانه الذين يمارسون الخطايا فى مستقبل هذه الأمة تسير فى غير مسارها الصحيح.. وأن ما يحدث فيها لا يمكن أن ينتج دستورا يتناسب أبدا مع مصر وتاريخها.