احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مساء أمس الثلاثاء بعيد الرهبنة ال50 للقائمقام البطريركي الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية بليبيا بمشاركة مساعد رئيس الجمهورية لشئون التحول الديمقراطي الدكتور سمير مرقس والدكتورة نادية زخاري وزيرة البحث العلمي، ووزير السياحة السابق منيسر فخري عبد النور وعضو مجلس الشورى السابق الدكتور مصطفى الفقي والدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع والنائبة البرلمانية السابقة مارجريت عازر، وعدد من الشخصيات العامة وأعضاء المجلس الملي منهم الدكتورة جورجيت قليني النائبة البرلمانية السابقة والمستشار إدوارد غالب ممثل الكنيسة بالتأسيسية والقمص صليب متى ساويروس والمستشار منصف سليمان.
القائمقام الأنبا باخوميوس قال في كلمته خلال الحفل «أحبائي أصحاب النيافة والفخامة والسيادة الأبناء والأباء والأمهات والأخوة، سعيد بوجودي معكم، لكن أسمحوا لي فأنا لا أستحق كل هذه الكلمات لأن الإنسان أبسط من ذلك، فنحن تراب ورماد وإن كان شئ يعمل فهو للرب من خلالنا، ولا ننسى تذكار رسامة أبينا الحبيب الراحل قداسة البابا شنوده الثالث وإن كان سمح الرب برحيله في مارس من هذا العام إلا أننا ندرك أن صلواته لم تسمح أن ياتي وإلا هناك من يجلس على كرسي مارمرقس خلفا له هو قداسة البابا تواضروس الثاني ال 118 ليكون خير خلف لخير سلف».
الأنبا باخوميوس أضاف «أقدم شكري العميق لكل الأحباء الذين تحدثوا وتعبوا من أجل هذا اللقاء وإن كنا نجتمع فلنشكر الرب ونعلن توبتنا عن أخطائنا التي صنعنها بمعرفة وبغير معرفة ووليكون لنا شكر وتوبة ورجاء نحو المستقبل، وإن كان لأحد ملاحظة في مسلكي فليصارحني ولن أغضب». مطران البحيرة أوضح أنه «لا شك أن الرب عمل معنا، ولا أنسى تعاون أصحاب النيافة بالمجمع المقدس وأعضاء المجلس الملي وهيئة الأوقاف القبطية واللجان سواء الترشيحات أو الاشراف على الانتخابات والمجموعات الكشفية وإن كان هناك نجاح فلينسب إليهم أما أنا فالصغير بينهم».
لفت قائلا «أشكر أيضا الأحباء ال17 الذين رشحوا من أحباء في الكنيسة كلهم لهم تقديرهم وعملهم في الكنيسة، ولا شك أن الله يعمل من خلال أبنائه بمشورة الروح القدوس ونقاوة الهدف ونير الطريق»، موكدا «ليس هناك صراعا على السلطة بالكنيسة وليس هناك شهوة، ويعلمنا مار اسحق أن من يسعى لكرامة تهرب منه ومن يهرب منها تسعى إليه».
وأضاف «نشكر الرب الذي أقام لنا غبطة أبينا الحبيب قداسة البابا تواضروس الثاني أبا حبيبا وأنا أخدم تحت قدميه في كل ما يؤمرني به وإن كان أخا وابنا، لكن مسيحيتنا تعلمنا الأبوة والبنوة والطاعة، وسعيد أن أسلم له الوديعة يوم 18 نوفمبر التي أوئتمنت عليها، وأعود لقطيعي الصغير أولادي الذين يعيشون بقرى ومدن البحيرة ومطروح» مؤكدا أن عودته «ليست انسحاب من العمل الرعوي الجماعي في الكنيسة، فنحن جنود في كل المواقع نطيع ونعمل ونسهر». وقال «نقول للبابا الجديد نحن معك ونخدم معك لأن الوطن يحتاج لطاقات كثيرة والكنيسة لا تفصل نفسها عن مسؤوليتها الوطنية وأهنئ البابا تواضروس بكم أيضا كما أهنئكم به». وأضاف «رسالة البابا الجديد هي تدعيم روح الصلاة والتعليم والرعاية»، لافتا إلى أنه لا يستطيع أن يعمل إلا من خلال سكرتارية منظمة خاصة تنظم له العمل وسكرتاريات متخصصة في احتياجات الكنيسة». أوضح أن هذا المنهج يؤدي لنمو الكنيسة وخدمة الوطن وستكون الكنيسة ناجحة».
وقال «لا أنسى الدور الذي ساعدتنا به المؤسسات الرسمية بالدولة مثل وزارة الداخلية»، وأنهى كلمته قائلا «أكرر شكري وأدعوكم لزياراتي في دمنهور ومرسى مطروح ووادي النطرون ونأكل مع بعض أرز معمر وأكل فلاحي». وزيرة البحث العلمي نادية زخاري قدمت في كلمتها القصيرة الشكر للأنبا باخوميوس على إدارة المرحلة الانتخابية بالكنيسة وإدارة العملية الانتخابية بهدوء وحكمة كبيرة.
الدكتور مصطفى الفقي قال «هي مناسبة غير كل المناسبات ولبيت الدعوة اعترافا بفضل الأنبا باخوميوس وهو ليس شخصية عادية بل يتميز بالحصافة والحنكة وفهم الأمور ووضعها في نصابها الصحيح»، لافتا «أن من يقودون المراحل الانتقالية ليسوا قادة عاديين، وهو قاد الكنيسة في ظرف صعب وظروف أكثر صعوبة للوطن لكن بالصبر الذي يتميز به استطاع أن يمضي بهذه الكنيسة العريقة التي نباهي بها كمصريين بعراقتها».
الفقي أضاف «استطاع الأنبا باخوميوس أن يعبر بالكنيسة بعد رحيل بابا كبير مثل البابا شنودة وهو شخصية قديرة بكل المعايير ولا أملك إلا ان أحيه تحية المصريين جميعا وأقول له: ستظل في ضمير الأمة المصرية واحدا من الأباء العظام وسننذكر لكل ما قمت به وقدمته لهذا الوطن الذي يمر بظروف عصيبة تدعونا للقلق».
وأوضح «نعتز أن البابا الجديد واحدا ممن عاشوا معك وليست مصادفة أن يكون عيد رهبنتك الخمسين متازمنا مع عيد جلوس البابا شنودة الثالث». أما الدكتور رفعت السعيد فقال «هذا شرف لم أكن أحلم به أن أقف وأتحدث عن الأب الجليل الحكيم الأنبا باخوميوس، فعندما رحل البابا شنوده انكسر قلبي ليس لأنه صديق عزيزفقط، ولكن خشيت من رحيله بأنه ستوجد محنة، نحن إزاء رجل امتلك الحكمة في زمن نفتقد فيه الحكمة وامتلك الحسم والقدرة وقدم نموذج يصعب تكراره، ونستحق وطن يقودنا نحو مساواة حقيقية فالمسيحي مثل المسلم والمرأة مثل الرجل والفقير مثل الغني، قدمت المثل والقدوة دمت لنا».
المستشار إدواد غالب قال في كلمة عن المجلس الملي الذي نظم الاحتفالية «أشهد أنه في الاحتفال بأعياد جلوس قداسة البابا شنودة كان يقول لي: أين اللاوائح يا رجال القانون؟ وكان يقول لابد من وجود لاوائح ومنظومة وقوانين»، مضيفا «فقد جمع بين الأكليروس والأراخنة وأن يعمل الاثنان معا ودافع لنا جميعا أن نقف وراءه، ودفع بأن يكون لكل إنسان دور مؤثر في الكنيسة، ومن اختارته القرعة الهيكلية هو قائد تربى في كنف الأنبا باخوميوس».
غالب أضاف «الهمتنا كيف نصلي ونختار وندير معك وبك، والله افتقد الكنيسة هذه الأيام لأنه لم يتركها بعد رحيل البابا العظيم الأنبا شنودة إذ بنا نجد قائمقام أدار الكنيسة بحكمة عالية، والله أعطاك جائزة خاصة باختيار البابا تواضروس، كنت ذهبيا في كل شئ وكنت متواضع وكنت تقود بروح الاتضاع والحزم معا، وسيطر التاريخ بأحرف من نور إنك كنت أحد ركائز الكنيسة في عصر ربنا يعيننا عليه»
الأنبا أنطونيوس أسقف عام جنوب أفريقيا قال كلمة باسم المجمع المقدس موضحا «تتلمذت على يد أبونا أنطونيوس السرياني في الستينات الذي هو الأنبا باخوميوس حين كنت أخدم بأثيوبيا وكنت أشعر بفرح حين أتقابل معه وكان يخدم في الخرطوم وأسس كاتدرائية هناك تدعى كاتدرائية الشهيدين».