الأنبا رافائيل أولا ب 1980 صوتا.. تواضروس ثانيا 1623 صوتا.. ورافائيل أفامينا 1530 صوتا إنها الجينات المصرية التي صبغت المسيحية بالصبغة المصرية، فالمصريون كانوا يودعون الملك للقبر باللألحان الجنائزية الحزينة والتي تختم بنغمة الفرح لإيمانهم بأن ملك جديد سيأتي، فما أشبه الليلية بالبارحة، حين هرول آلاف الأقباط مساء السبت 17 مارس الماضي على المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية لوداع البابا شنودة الثالث الذي رحل عنا في هذا اليوم، إلا أن نفس هذا العدد تقريبا تجمع مساء أول من أمس «الاثنين» وتغمره مشاعر الفرح للتصويت لاختيار البابا الجديد، وكانت قمة هذه المشاعر عند إعلان الأنبا باخوميوس القائمقام البطريركي لنتيجة الانتخابات وأسماء الأنبا رافائيل والأنبا تواضروس والقمص رافائيل أفا مينا الذين ستجرى بينهم القرعة الهيكلية. القائمقام أعلن أن عدد الأصوات التي حصل عليها الأباء حسب الترتيب فجاء في المركز الأول الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة وحصل على 1980 صوتا والثاني الأنبا تواضروس أسقف عام البحيرة وأخذ 1623 صوتا والثالث القمص رافائيل أفا مينا ب1530 صوتا، يليه القمص سيرافيم السرياني ب 680 صوتا، والأخير القمص باخوميوس السرياني ب305 صوتا. باخوميوس أضاف أن إجمالي عدد الناخبين 2417 ناخب وعدد الذين حضروا للتصويت 2256 بنسبة مشاركة بلغت 93.339%، موضحا أن عدد المتخلفين عن التصويت 161 صوتا وعدد الأصوات الباطلة 2 فقط والأصوات الصحيحة 2254 صوتا. القائمقام أعلن أنه تم إجراء الانتخابات يوم الاثنين 19 بابه 1929 ش، 29 أكتوبر 2012 م، وأنه يبدأ من اليوم الأربعاء صوما لمدة ثلاثة أيام ينتهي يوم الجمعة، مضيفا أن القداس الخاص بالقرعة الهيكلية سيكون في الثامنة من صباح يوم الأحد القادم، وأن الاحتفال بتجليس البابا سيكون يوم الأحد 9هاتور 1929 ش الموافق 18 نوفمبر 2012 م. الأنبا باخوميوس أوضح أن اللجنة قامت بفتح صناديق الانتخاب وفرز الأصوات بحضور اللواء ماهر مراد عريان نائب مدير أمن القاهرة لقطاع شمال مندوبا عن وزارة الداخلية. الأنبا بولا المتحدث باسم الكنيسة والمسؤول عن ترتيب وتنظيم الانتخابات قال قبل قراءى القائمقام لبيان النتيجة «نشكر الله الذي عظم الصنيع معنا وأشعرنا بوجوده في وسطنا منذ اللحظة الأولى لفراق البابا شنودة الثالث، وكان في وسطنا ومعنا في كل مراحل العملية الانتخابية»، مضيفا «الله عمل من خلال لجنة الترشيحات ومن خلال الناخبين اليوم، ونشكر الله الذي أعطانا أن نكتشف ونفجر طاقات الشباب لنقدم لمصر نموذج للانتخابات يحتذى به». المشهد اللافت للنظر كان قبل أن يعلن القائمقام البطريركي نتيجة الانتخابات البابوية ويقرأ البيان الصادر باسم لجنة الترشيحات، حين وقف أحد الأباء الكهنة وقال بصوت جهوري «ستدخل التاريخ من أوسع أبوابه» في إشارة لقيادته الكنيسة بشكل جيد وعبوره بها من الانقاسامات التي كانت تنتظرها برحيل البابا شنودة خاصة من الأساقفة مراكز القوى الذين كانوا يسعون للكرسي البابوي، وهتف الحاضرون بمسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية «عاش الأنبا باخوميوس». الأنبا باخوميوس قال «أشكركم على مشاعركم يا أحبائي التي فيها تعلنون صدق محبتكم للكنيسة الأم التي احتضنتنا وعرفتنا طريق الخلاص، والرب سمح لنا أن نتولى هذه الخدمة وأننا لسنا مستحقين لهذه الخدمة لكن محبة الأباء والشعب هي التي أسندتنا». باخوميوس أضاف «الله عظم الصنيع معنا فصرنا فرحين، ولقد نظر الرب لدموعكم وقبل أصوامكم وصلواتكم وأراد أن يخفف آلامكم فآتى بنا إلى هذا اليوم المبارك والرب افتقدنا وسوف يكمل عمله». وقبيل بدء المؤتمر قاد القائمقام الأنبا باخوميوس «صلاة الشكر» بلحن الفرح وليس اللحن «السنوي» الذي تقال به في هذه الأيام، وأثناء انتظار المؤتمر الذي تاخر عن موعده لساعتين رتل خورس من طلبة الكلية الأكلريكية بالكاتدرائية بقيادة المرتل إبراهيم عياد عدد من الألحان الكنسية جميعها تقال أثناء حضور البابا أو استقباله منها لحن البركة «شيري ماريا» أي «السلام لمريم»، ولحن «تين أووشت» أي «نسجد لك»، ولحن «إفرحي يا مريم»، ولحن «أيها الرب إله القوات»، ولحن «إبؤرو الكبير» أي «يا ملك السلام» الذي يقال بلحن الفرح في استقبال البابا أو الأسقف وله أصل فرعوني وكانت تستخدم نغماته في استقبال الفرعون. بينما انتظر أعضاء لجنة الترشيحات واللجنة المشرفة على الانتخابات وصناديق الاقتراع على المنصة دخول القائمقام والأنبا بولا لإعلان النتيجة.