موقع والا: الإعلان هو نوع من «ورق الضغط» علي حكومة رام الله لدفعها إلي تجديد المفاوضات بأسرع وقت سياسي إسرائيلي سابق : إعلان تل أبيب إنشاء الوحدات يؤكد «شكلية» زيارات بايدن وميتشل ورسالة لرام الله مفادها أن كلمة إسرائيل هي الأقوي نتنياهو أثناء اجتماعه مع جو بايدن نائب الرئيس الأمريكى لماذا تسارع تل أبيب تزامنا مع كل جولة لمسئول أمريكي بالمنطقة إلي الإعلان عن بناء وحدات استيطانية جديدة سواء في الضفة الغربية أو القدسالشرقية؟ وكان آخر مظاهر هذا الأمر هو إعلان وزارة الداخلية الإسرائيلية بناء 1600 وحدة سكنية جديدة بحي رامات شلومو شمال القدسالشرقية وذلك تزامنا مع زيارة جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي للمنطقة في محاولة لاستئناف مفاوضات السلام بين رام الله وتل أبيب. أجاب عن هذا السؤال عامير كوهين الصحفي بموقع والا الإخباري الإسرائيلي والذي وصف ما تفعله تل أبيب بنوع من «حرب الأعصاب» ضد السلطة الفلسطينية بحيث يصبح الإعلان عن بناء المزيد من المستوطنات علي الأراضي الفلسطينية نوعا من «ورق الضغط» علي حكومة رام الله مما يدفعها إلي الدخول في مفاوضات مع تل أبيب وبأسرع وقت بهدف وقف بناء وتنفيذ المشروع الاستيطاني الجديد المعلن عنه. علي العكس تماما تري صحيفة هاآرتس والتي وصفت في إحدي افتتاحياتها إعلان الداخلية الإسرائيلة بناء 1600 وحدة جديدة بنوع من الحماقة الإسرائيلية خاصة مع تزامن هذا الإعلان بزيارة بايدن للمنطقة، لافتة إلي أنه إذا كانت إسرائيل تحاول الضغط علي محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية للدخول في مفاوضات سريعة وتجديد المباحثات لوقف بناء الوحدات السكنية الجديدة فإن ما سيحدث هو خسارة حليف أكبر هو الولاياتالمتحدةالأمريكية وغضب السلطة الفلسطينية لعدم جدية إسرائيل في إجراء مفاوضات بالإعلان عن تزايد الاستيطان. بدوره يؤكد يوسي بيلين رئيس حزب ميرتس اليساري الإسرائيلي السابق أن إعلان تل أبيب عن إنشاء وحدات استيطانية جديدة كلما زار مسئول أمريكي ما المنطقة يؤكد أمرا واحدا وهو أن كلمة إسرائيل هي الأقوي وأن زيارات جورج ميتشل المبعوث الأمريكي للسلام أو بايدن أو غيرهما ليست إلا زيارات لا تؤدي إلي نتيجة حقيقية في استئناف المفاووضات أو خلافه، ونظرا لأن تل أبيب تعلم مدي شكلية تلك الزيارات فإنها تعلن عن إقامة مستوطنات جديدة أو توسيع أخري لتؤكد لرام الله أن كلمتها أي إسرائيل ستظل هي الوحيدة المؤثرة في أرض الواقع. وتري صحيفة معاريف في تقرير لها مؤخرا نوعا من الموافقة الضمنية بين تل أبيب وواشنطن مضيفة أن سياسة واشنطن الفعلية هي التصديق علي أي مشاريع بناء جديدة سواء بالضفة أو القدسالشرقية ضاربة المثل ببناء 100 وحدة سكنية جديدة في منطقة "بيتار عيليت" والذي حدث منذ أسابيع، مؤكدة أن الولاياتالمتحدة لم تر في الأمر انتهاكا لإعلان إسرائيل تجميد البناء لمدة 10 أشهر كما صرح بنيامين نتنياهو رئيس حكومة تل أبيب منذ شهور. بدورها وصفت صحيفة إسرائيل هيوم العبرية في تقرير لها الإعلان عن بناء 1600 وحدة جديدة ب «عشوائية قرارات» تقوم بها حكومة تل أبيب، لافتة إلي أن وزارة الداخلية الإسرائيلية هي التي أعلنت عن الموضوع تزامنا مع زيارة المسئول الأمريكي، مما دفع الأخير إلي الإدلاء ببيان يستنكر فيه الأمر، ومن ثم قامت حكومة تل أبيب بمحاولة لاستدراك الأمر وذلك من خلال دفع بعض وزرائها إلي الإدلاء بتصريحات تستنكر قرار الخارجية الإسرائيلية وكأن حكومة تل أبيب «بيت منقسم علي نفسه» يؤيد فيه البعض الاستيطان والبعض الآخر يرفض. وأضافت الصحيفة أن إعلان الخارجية الإسرائيلي بناء الوحدات تزامنا مع زيارة بايدن هو استمرار لنفس السياسة المتكررة التي تتبعها تل أبيب كلما زار ميتشل أو بايدن أو أي مسئول من البيت الأبيض المنطقة، ولا تهدف إلي لأمر واحد هو الإسراع ببناء تلك الوحدات قبل الالتزام بأي تعهدات سواء مكتوبة أو شفاهية للضيف القادم من الولاياتالمتحدةالأمريكية، أي أن تل أبيب تحاول كسب الزمن تخوفا مما قد تأتي الزيارة الجديدة بشيء يحجم من رغباتها.