«ميكي رورك».. الملاكم العجوز

شغفه منذ الطفولة بالرياضة وعضلاته القوية لم تكن توحي أبداً أن التمثيل سيكون طريقه الأهم والأكثر شهرة من طريق الرياضة الذي كان حريصاً عليه منذ طفولته، والده كان من هواة كمال الأجسام وبعد طلاق والديه وهو في السادسة من عمره تزوجت أمه من شرطي حراسة يعمل علي شاطيء هاواي، أكمل «فيليب أندري رورك» الشهير باسم «ميكي رورك» خلال فترة طفولته ومراهقته في نهاية الستينيات طريق الرياضة كملاكم، فاز في سن 12 عاماً بأولي بطولاته كملاكم، واستمر في التدرب علي الملاكمة في نفس النادي الرياضي الذي بدأ فيه «محمد علي كلاي» مشواره الرياضي في فلوريدا، وفي مرحلة الشباب وبعد عدد من الإصابات القوية نصحه الأطباء بالراحة لمدة عام وعدم ممارسة الملاكمة، وفي هذه الأثناء عرض عليه صديق من جامعة ميامي دورا في مسرحية يخرجها، كان أحد الممثلين اعتذر عن دوره وقام «ميكي رورك» بأداء الدور ولقي أداؤه استحساناً، وشعر رورك بانجذاب نحو التمثيل، واستعار من شقيقته 400 دولار ليذهب إلي نيويورك ليدرس التمثيل هناك، وقد لفت دور صغير قام به في فيلم «1941» للمخرج «ستيفن سبيلبرج» في نهاية السبعينيات النظر لموهبته، في تلك الفترة عمل رورك في العديد من المسلسلات والأفلام التليفزيونية. في بداية الثمانينيات شارك «مات ديلون» بطولة فيلم «Rumble Fish» من إخراج «فرانسيس فورد كوبولا»، وقام في عام 1984 ببطولة فيلم «The Pope of Greenwich Village» أمام «داريل حنا» ولفت النظر مرة أخري لأدائه التمثيلي، ورغم انه استمر في العمل في الكثير من الأدوار التي تنوع مستواها ما بين المتوسط والمقبول فإنه لم يكن شخصاً مريحاً داخل الاستديو، وكانت تصرفاته الطائشة واعتراضه الدائم عائقاً أمام تعامل المخرجين معه حتي إن المخرج الكبير «ألان باركر» وصف التعامل مع رورك في الاستديو بأنه أمر أشبه بكابوس.
في بداية التسعينيات شعر رورك أنه لم يحقق شيئًا كبيرًا في عالم التمثيل، بالاضافة إلي أن مشاكل حياته الشخصية طغت علي شهرته كممثل فقرر اعتزال التمثيل والعودة إلي عالم الملاكمة مرة أخري، وحقق في الملاكمة عددا من الانتصارات التي أتاحت له مكانًا مهمًا في عالم الرياضة، وبعد خمس سنوات من الملاكمة قرر رورك العودة للتمثيل مرة أخري، وقدم عددا من الأدوار الصغيرة حتي جاءته الفرصة لتقديم دور أعاده لدائرة الأضواء مرة أخري وذلك حينما جسد شخصية الشرير في فيلم «Double Team» أمام الممثل «فان دام»، وبعدها بسنوات يقوم بدور مارف في فيلم «Sin City» وهو الدور الذي حصل عنه علي عدد من الجوائز، وفي عام 2008 يقوم بدور عمره حينما يسند له بطولة فيلم «المصارع» «The Wrestler» الذي لقي استحسان النقاد ورشح عنه للأوسكار، وقد فاز عن نفس الدور بعديد من الجوائز منها جولدن جلوب وبافتا.